فريضة الصلاة ( تعريفها وأهميتها وما يخُصها)

فريضة الصلاة ( تعريفها وأهميتها وما يخُصها)

0 reviews

١- تعريف الصلاة

الصلاة ركن أساسي في حياة المسلم. 

تعتبر الصلاة من أهم العبادات في الإسلام، حيث تُعَدُّ ركنًا أساسيًا يشكل جزءاً لا يتجزأ من حياة المسلم. تُعَبِّر الصلاة عن التواصل المباشر بين العبد وخالقه، وتعزز الروحانية والتقوى في الفرد. يمتد تأثير الصلاة إلى مختلف جوانب الحياة، سواء الروحية، الاجتماعية أو النفسية.

تبدأ الصلاة بالنية أولا فبغير نية للصلاة فلن يتقبل الله عز وجل الصلاة منك والله أعلم. ثم بعد النيةِ الوضوء ، مما يرمز إلى الطهارة الجسدية والروحية. هذا الفعل البسيط يعكس التحضير والاستعداد للدخول في حوار مع الله عز وجل.

 ومن ثم، يتبعه أداء الصلوات الخمس التي توزعت على مدار اليوم والليل. نتعلم كمسلمين من خلال هذه الصلوات الانضباط الذاتي والتركيز، مما يساهم في تحقيق التوازن الروحي والنفسي.

٢- فوائد الصلاة

تتنوع فوائد الصلاة للفرد والمجتمع. من الناحية الروحية، تعزز الصلاة القرب من الله عز وجل وتجديد الإيمان، مما يمنح الإنسان راحة البال والأمان. فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي، تجمع الصلاة المسلمين في المساجد، مما يعزز التواصل والتضامن بين أفراد المجتمع.

على الصعيدين النفسي والصحي، توفر الصلاة لحظات هدوء وتأمل، تساهم في تقوية العقل وتخفيف التوتر. تمتد فوائد الصلاة أيضًا إلى القيم الأخلاقية، حيث تشجع على الصدق والتواضع وتعزز قيم العدالة والرحمة.

ومن هذا، يظهر أن الصلاة ليست مجرد فرض ديني فقط كما يعتقد البعض، بل هي نهج حياة شامل يمتد ليشمل جميع جوانب الحياة. من خلال الصلاة، يجد المسلم توجيهًا لحياته وتأثيرًا إيجابيًا على مجتمعه، مما يعكس أهمية هذا الركن في بناء وتحسين الذات والمجتمع.

٣- متى فرضت الصلاة؟ 

في الحقيقة الصلاة كانت أيضًا في الشرائع السابقة، ولكن أراد الله فرْضها في الإسلام وجعلها ثاني ركن من أركان الإسلام بعد الشهادتين لأهميتها العظيمة، وجعلها عماد الدين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين"

ومن هذا فنضرب لكم مثالا، ففي أي مسجد تجد عمودًا يسندها، فالصلاة مثل هذا العمود، لابد بأن تقيم هذا العمود ليقام المسجد وإذا هدمت هذا العمود فسوف يهدم المسجد، والمسجد هنا المقصود به دين الإسلام. 

والصلاة فرضت في رحلة الإسراء والمعراج، هذه الرحلة التي أسرى الله بعبد محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وبعدها صعد سيدنا محمد إلى السماء السابعة، وقد جعل الله عز وجل هذه الرحلة العظيمة التي تُذكر في كل زمان ومكان حتى الآن وإلى قيام الساعة؛ مكافئةً لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لصبره لأذى المشركين وموت عمه أبي طالب وزوجته السيدة خديجة بنت خويلد وقد سمي هذا العام بعام الحزن. 

وقد كانت الصلاة قبل أن تكون خمس صلوات، فرضها الله أولًا خمسين صلاة! 


ووردت الكثير من الأحاديث التى روت قصة الإسراء والمعراج التى أكدت أن الصلاة فرضت فى هذه الرحلة ومن هذه الأحاديث ما رواه البخارى ومسلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ وَإِنِّي وَاللهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: مِثْلَهُ فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا.
فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ فَرَجَعْتُ فَقَالَ مِثْلَهُ فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ قُلْتُ أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ قَالَ إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ قَالَ سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ قَالَ فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي».
وفى حديث آخر: «فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ خَمْسِينَ صَلَاةً. قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَبَيْنَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاةً».
وقد أجمع العلماء أن الصلوات الخمس لم تُفرض إلا في تلك الليلة المباركة. 

٤- حكم تارك الصلاة

تارك الصلاة كافر، وهذا قول منتهي ولا شك ولا جدال فيه، ولأن لكل إجابة لا بد من أدلة، فسوف نطرح لكم الأدلة الآن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر” رواه مسلم

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا :

“بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة”  رواه مسلم

وقال الله عز وجل في القرآن الكريم :

“فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون” 

فهذا العقاب الذي وعده الله للساهين عن الصلاة (بدون عذرٍ بالتأكيد) ، فكيف بالذين يتركون صلاتهم ولا يُصَلُّونها أصلًا.

نسأل الله عز وجل الهداية للجميع. 

٥- قصة جميلة عن صلاة الفجر

إنَّ صلاة الفجر قد لا ترى أيَّ أحد يصليها وبالأخص في المسجد. 

فإن كنت تصلي الفجر فاحمد الله حمدًا كثيرًا، فقد اختصَّك واصطفاك واختارك الله لهذه الصلاة المباركة، فاحمد ربك لأنك قد نلت نعمةً، بل هي نعمة خير من الدنيا وما فيها.

صلاة الفجر التي ننام ونسهو عنها إلا من رحم ربي، ولو كان عندك عمل في هذا الميعاد لفعلتَ كل السبل والأسباب لتصحو في عملك، وقد تصحو وتذهب إليه مبكرًا وليس في الميعاد المحدد! 

فمن منَّا يصلي الفجر؟ 

وأين نحن من صلاة الفجر؟ 

ولماذا لا نكون من الذين اصطفاهم و اختارهم الله لصلاة الفجر؟ 

يجب علينا أن نراجع أنفسنا قبل فوات الأوان، فصلاة الفجر فرض وصلاة مثل باقي الصلوات.

والآن سوف أحكي لكم قصة جميلة عن صلاة الفجر وإن كانت حقيقية أو خيالية فأنا لا أريد منها إلا الإفادة والنفع لكم: 

 

استيقظ رجل مبكرًا ليصلي صلاة الفجر في المسجد لبس وتوضأ وذهب إلى المسجد وفي منتصف الطريق تعثر ووقع وتوسخت ملابسه قام ورجع إلى بيته وغير ملابسه وتوضأ وذهب ليصلي وفي نفس المكان تعثر ووقع وتوسخت ملابسه قام ورجع إلى بيته وغير ملابسه وتوضأ وخرج من البيت فوجد شخصا معه مصباح فسأله : من أنت ؟ قال : أنا رأيتك وقعت مرتين وقلت أضيء لك الطريق إلى المسجد … وأضاء له الطريق إلى المسجد وعند باب المسجد قال له : ادخل لنصلي... رفض الدخول وكرر طلبه لكنه رفض وبشدة الدخول للصلاة
سأله : لماذا لا تحب أن تصلي ؟ قال له: أنا الشيطان أنا أوقعتك المرة الأولى لكي ترجع إلى البيت ولا تصلي بالمسجد ولكنك رجعت ولما رجعت إلى البيت غفر الله لك ذنوبك ،،
ولما أوقعتك المرة الثانية ورجعت إلى البيت غفر الله لأهل بيتك ،، وفي المرة الثالثة خفت أن أوقعك فيغفر الله لأهل قريتك.

ومن هذه القصة نتعلم أولًا :الصبر مهما كانت مشقة الأمر، فلولا الصبر ما نال ذاك الرجل هذا الجزاء العظيم ونتعلم ثانيًا: أن صلاة الفجر لها فضل كبير فمشيك في الظلام الدامس، يضيء الله لك به وأنت تمشي على الصراط، فما نفعله لوجه الله في الدنيا فحتمًا سيرد لنا في الآخرة. 

وفي هذا المقال والحديث أتمنى أن يكون قد نال إعجابكم وإفادتكم، وأتمنى أن أكون قد زرعت لكم فكرة جيدة عن الصلاة وأهميتها في عقولكم وأذهانكم. 

هدانا الله وإياكم. 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

1

followers

1

followings

1

similar articles