معجزة اسم والد إبراهيم تارخ في القرآن الكريم

معجزة اسم والد إبراهيم تارخ في القرآن الكريم

0 المراجعات

بسم الله الرحمن الرحيم

معجزة اسم والد إبراهيم تارخ في القرآن الكريم مقال كتبه عالم الإعجاز وعالم الإشارات علي بن علي بن عبد الخالق العلوي بتاريخ الخميس 30 نوفمبر 2023 ميلادية الموافق ١٦ جمادى الأولى ١٤٤٥ هجرية

سأتناول في هذا المقال التالي

١_ معجزة اسم والد إبراهيم تارخ في القرآن الكريم

٢_ معنى كلمة ءازر في الآية ٧٤ في سورة الأنعام في القرآن الكريم

 

١_ معجزة اسم والد إبراهيم تارخ في القرآن الكريم

قال الله في القرآن الكريم في سورة الأنعام الآية ٧٤ : وإذ قال إبراهيم لأبيه ءازر أتتخذ أصناماً ءالهة إني أراك وقومك في ضلال مبين *

قال بنو إسرائيل وقال الملحدون والمستشرقون وغيرهم أن الله عزَّ وجلَّ الذي أنزل القرآن الكريم وأنزل التوراة أخطأ في القرآن الكريم حين قال فيه أن اسم والد سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ( ءازر ) مع أن إسمه ( تارخ ) كما جاء في التوراة التي أنزلها الله نفسه ولم أشاهد ملحداً في الأرض أو مستشرقاً سواء في هذا القرن أو في القرون  السابقة في مؤلفاتهم إلا وقالوا أن القرآن الكريم أخطأ في ذكر اسم والد سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام 
فالعالم يضج بهذه الشبهة ضد القرآن الكريم وقد عجز المسلمون والعلماء عن الرد عليهم وكل جاء بقول مختلف ولكني الآن سأصدم أصحاب هذه الشبهة جميعاً صدمة كبرى بهذه المعجزة الكبرى فأقول لهم : لقد ذكر الله في نفس الآية السابقة التي قلتم أن الله تعالى أخطأ فيها تحديداً عند كلمة ءازر إشارة إلهية لاسم والد إبراهيم تارخ ولكنكم قوم لا تُبصِرُون
فقد قال الله في سورة الأنعام الآية ٧٤ : وإذ قال إبراهيمُ لأبيهِ ءازرَ أتتخذُ أصناماً ءالهة إني أراكَ وقومكَ في ضلال مبين *

ولنقف جميعاً في الآية ٧٤ سورة الأنعام 
عند كلمة ( ءازر ) والكلمة التي بعدها ( أتتخذ ) ونقرأ قول الله 
(( ءازر أتتخذ ))
ونقرأ من الكلمتين كلمة ( رأتتخ ) 
والتاء حرف مكرر فهي ( رأتخ ) وفيها نقرأ بالمعكوس من الشمال لليمين كلمة ( تأر ) وبعدها نقرأ حرف ( خ ) فهذا هو إسم ( تأرخ ) والد إبراهيم في الآية مذكور بالمقلوب فكلمة ( رأتخ ) في الآية هي مقلوب اسم تارخ اسم والد سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهذه معجزة كبرى فهل أنتم مؤمنون ؟!
وصدق الله القائل في 
سورة يونس الآية ٣٧ : وما كان هذا القرآنُ أن يُفترى من دونِ الله ولكن تصديقَ الذي بين يديهِ وتفصيلَ الكتابِ لا ريبَ فيهِ من رب العالمين *

الآية ٣٨: أَم يقولون افتراهُ قل فأتُوا بِسورة مِثلِهِ وادعُوا من استطعتم من دونِ الله إن كنتم صادقين *

الآية ٣٩ : بل كذَّبوا بما لم يُحِيطوا بعلمِهِ ولَمَّا يأتهم تأويلُه كذلك كذَّبَ الذين من قبلِهم فانظُر كيف كان عاقبةُ الظالمين *

الآية ٤٠: ومنهُم من يؤمنُ بهِ ومنهم من لا يؤمنُ به وربُّكَ أعلمُ بالمُفسِدين *

صدق الله العظيم.

٢_ معنى كلمة ءازر في الآية ٧٤ في سورة الأنعام في القرآن الكريم

قال الله في سورة الأنعام الآية ٧٤ : وإذ قال إبراهيم لأبيه ءازرَ أتتخذ أصناماً ءالهة إني أراك وقومكَ في ضلال مبين *

( ءازر ) ليس اسماً لوالد إبراهيم أبداً كما أكدت المعجزة الكبرى لاسم ( تارخ ) في الآية نفسها بل هو فعل ماضي فمعنى ( وإذ قال إبراهيم لأبيه ءازرَ ) أي
( وإذ قال إبراهيم لأبيه الذي ءازرَ ) أي لأبيه الذي حملَ الوزر

لماذا حملَ (تارخ ) الوزر ؟ قال الله ( أتتخذ أصناماً ءالهة ) فبين الله أن ( تارخ ) والد إبراهيم حمل الوزر لاتخاذهِ الأصنام ءالهةً فقد كان صانع الأصنام لقومِه ليتخذوها ءالهةً من دون الله ولهذا فقد حمل تارخ وزره ووزر قومه الذين صنع لهم الأصنام ولهذا قال الله أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال
( إني أراكَ وقومَكَ في ضلالٍ مُبين )

ولما كان معنى ( ءازر ) من الوِزر ذكر الله الوزر في الآيات السابقات في نفس سورة الأنعام فقال الله في
الآية ٣١: قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتةً قالوا يا حسرَتَنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظُهورِهم ألا ساءَ ما يزِرُون *
وذكر الله الوزر في الآيات التاليات من بعد آية ٧٤ فقال في سورة الأنعام الآية ١٦٤ : قل أغير الله أبغي رباً وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزرَ أخرى ثم إلى ربكم مرجِعُكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون *

وقد بين الله في القرآن الكريم أنه ذكر الوزر في صحف إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال في سورة النجم 
الآية ٣٦: أم لم ينبأ بما في صحف موسى *
الآية ٣٧ : وإبراهيم الذي وفَّى *

الآية ٣٨ : ألاّ تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى *

إذاً لأن الله ذكر الوزر في صحف إبراهيم عليه الصلاة والسلام ذكر الله كلمة ( ءازر ) في كلام إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأبيه ( تارخ ) في سورة الأنعام آية ٧٤ ومعنى الوزر هو الحِمل سواء كان حمل الإثم أو حمل الثقل ومنه سمي الوزير لأنه يحمل عن الملك أو عمن كان وزيراً له أحمالَه .
ومعنى ( ألَّا تزرُ وازرةٌ وزر أخرى )
أي لا تقبل نفس حاملةٌ وزرها أن تحمل وزرَ نفس أخرى يوم القيامة وقد قال الكفار للذين ءامنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم فكذبهم الله فقال في سورة العنكبوت الآية ١٢ : وقال الذين كفروا للذين ءامنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون *

فالله كذبهم وقال أنهم لن يقبلوا أن يحملوا خطايا غيرهم يوم القيامة ثم أخبر أنه سيحملهم أثقالاً مع أثقالهم فقال في سورة العنكبوت الآية ١٣: وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم وليُسئلُن يوم القيامة عما كانوا يفترُون *

فالله سيحملهم إلى أوزارهم أوزار الذين يضلونهم وسيحملهم الله تلك الأوزار غصباً عنهم وليس هم من سيحملون الأوزار برضاهم كما قال الله في سورة النحل آية ٢٥ : ليحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة ومن أوزارِ الذين يضلونهم بغير علم ألا ساءَ ما يزِرُون *

وقد بين الله معنى 
( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) في سورة فاطر آية ١٨ فقال فيها : ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدعُ مثقلةٌ إلى حملها لا يُحملْ منهُ شيء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير *
فقال الله بعد ( ولا تزر وازرة وزر أخرى )
(وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى )
أي لو أن نفس مثقلة بالذنوب دعت أحداً إلى حمل الذنوب عنها يوم القيامة فلن يقبل بحملها عنها ولوكان ذا قربى منها )
وسر ذلك هو أن كل نفس مثقلة بحملها 
فكيف يحمل حمل غيره من كان أثقله الحمل .
ومعنى قول الله في سورة الأنعام الآية ١٦٤:  قل أغير الله أبغي رباً وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون *
أي أن الله لا يُحملُ نفساً ذنب نفس أخرى ليس لها بذنبها صلة وهو نفس معنى قوله تعالى في سورة الإسراء الآية ١٥: من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضلُ عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعثَ رسولا *
وهو نفس معنى قول الله في سورة البقرة الآية ١٣٤: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون *
ومثلها في سورة البقرة الآية ١٤١: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملون *

وهو نفس معنى قول الله في سورة سبأ الآية ٢٥: قل لا تُسئلُون عما أجرمنا ولا نُسئَلُ عما تعملون *

وإلى هنا أكون قد وصلت لختام مقال 
معجزة اسم والد إبراهيم تارخ في القرآن الكريم
إن أعجبكم المقال فضلاً شاركوا الرابط لأصدقائكم دعماً للموقع واشتراكاً في الأجر ودمتم بكل خير وإلى اللقاء في مقالات أخرى إن شاء الله .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

37

متابعين

9

متابعهم

5

مقالات مشابة