تفسير قصة نوح في سورة هود (الجزء الأول)
تتحدث الآيات من إلى في سورة هود عن قصة نوح عليه السلام، فتحكي عن إرساله إلى قومه ومكوثه فيهم سنينا طويلة للدعوة، ثم حين يأس نوح عليه السلام من إسلامهم، أخبر الله تعالى أنه سيهلكهم. ثم أمره أن يصنع سفينة فيركب عليها هو ومن آمن ومعه زوجان من كل صنف من الحيوانات. كما تحكي أيضا عن هلاك المشركين بالطوفان ومنهم ابن نوح عليه السلام.
(وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُۥ لَن يُؤۡمِنَ مِن قَوۡمِكَ إِلَّا مَن قَدۡ ءَامَنَ)
كان نوح عليه السلام قد أرسل إلى قومه ليدعوهم إلى عبادة الله الواحد، وظل فيهم يدعو إلى الله ألف سنة إلا خمسين عاماً لم يؤمن معه إلا عدد قليل، وبقي نوح على هذا الحال من الجدال مع قومه حتى لم يعد ير فيهم أملاً للدخول في دين التوحيد.
فأوحى الله تعالى لنبيه نوح عليه أنه لن يؤمن شخص آخر من قومك، فقط هذا العدد القليل الذي صدقك هم المؤمنون.
(فَلَا تَبۡتَئِسۡ بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ)
فلا تخزن ولا تبتئس بكفرهم وإعراضهم عن دعوتك لأنك لا تهدي من أحببت لكن الله يهدي من يشاء.
(وَٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡيُنِنَا وَوَحۡيِنَا)
حين أصر قوم نوح على كفرهم وصدهم لدعوة نوح عليه السلام، وجب نزول عقاب الله تعالى عليهم، فأمر الله عز وجل نبيه أن يصنع سفينة لينجو المؤمنون بها ثم يهلك الكفار.
(وَلَا تُخَٰطِبۡنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِنَّهُم مُّغۡرَقُونَ)
ولا تحاول أن تتوسط للكفار حتى أعطيهم مهلة أخرى لعلهم يؤمنوا، إنهم هالكون جميعا.
(وَيَصۡنَعُ ٱلۡفُلۡكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيۡهِ مَلَأٞ مِّن قَوۡمِهِۦ سَخِرُواْ مِنۡهُۚ)
بدأ سيدنا نوح عليه السلام ومن معه من المؤمنين بصناعة السفينة، وكان ذلك في الصخراء، فكان القوم إذا مروا عليهم ضحكوا واستهزأوا بهم وقالوا: لما تبني سفينة في الصحراء يا نوح؟
(قَالَ إِن تَسۡخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسۡخَرُ مِنكُمۡ كَمَا تَسۡخَرُونَ)
فرد نوح عليه السلام عليهم: إن كنت تستهزأوا بنا وتضحكون منا الآن فانتظروا فإنا قريبا سوف نستهزأ ونسخر منكم كما تفعلون.
(فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابٞ مُّقِيمٌ)
حينها ستدركون من هو الخاسر الذي سيصيبه العذاب والمهانة من الله تعالى.