من قال أن هناك عدل في الدنيا؟

من قال أن هناك عدل في الدنيا؟

0 المراجعات

قضيت سنوات لابأس بها من عمري في الظلم والإهانة والقمع،أدركت من خلالها أن هناك خلل كبير في ميزان العدل الدنيوي الذي كلف به الله سبحانه وتعالى الإنسان                                                

لأن بعض البشر لم يحكموا بالعدل أو بالقوانين الربانية، بين الناس ولم يقوموا بإعطائهم حقوقهم بالعدل سواء كانت هذه الحقوق مادية أو معنوية وللأسف أعتبروا أنفسهم فوق جميع القوانين،التي أنزلها الله في دستور المسلمين وهو القرآن الكريم كالطلاق والإرث والزواج والقتل والسرقة وغيرها،دون أن ننسى ماجاء به نبينا الحبيب محمد(عليه أفضل الصلاة والسلام)في الأحاديث النبوية .

كنت أسأل نفسي كثيرا لماذا سلبت حقوقنا منا من طرف بعض الجهلاء المتعجرفين اللذين يحاولون تعويض نقصهم في السيطرة على الضغفاء وقمعهم ولماذا الله سبحانه وتعالى أعطاهم كل متاع الدنيا من مبالغ ضخمة في أرصدتهم البنكية وبيو ت فخمة في أرقى مناطق العالم .وألبسة من أغلى الماركات ومجوهرات وساعات فخمة، ومع كل هذه الرفاهية والمستوى المعيشي الفخم تجدهم طامعون فيما ليس لهم، كما كنت أسأل لماذا الله سبحانه وتعالى فضلهم علينا في الرزق،مع أننا بشر مثل بعض ولماذا هذا يملك مليار وأنا لاأملك إلا بعض الدراهم التي لو ذهبت لشراء حبل بها لوجدتها لاتكفي ولماذا ؟ولماذا؟ ولماذا،…….

كما كنت أطرح سؤال كثيرا كان يتبادر إلى ذهني وهو هل الدنيا قسمت بين الناس بالعدل أو بالتساوي ولكن عرفت بعدها أنها لم تقسم لا بالعدل ولابالتساوي،بل قسمت بالحكمة الإلاهية وبتدبير الخالق سبحانه لأن إستمرارية الدنيا تتطلب تنائيات ضدية غني وفقير خير وشر ظلم وعدل. 

كما أيقنت أن القوانين التي وضعها البشرفي الدنيا لحماية حقوق الناس وممتلكاتهم وتأمين الحماية لهم لم تكن سوى إجتهادات بشرية قاصرة نجد فيها الخطأ أكثر من الصواب لأنها من صنع الإنسان والإنسان معرض للخطأ أكثر من الصواب يعني يخطأ أكثر مايصيب ،لهذا سلبت حقوقنا حتى من أقرب الناس لنا ودخلنا في صراع مع أنفسنا قبل أن ندخله مع الآخر، وواجهنا من ظلمنا وأنتصرنا عليه في بعض الجوانب وأحسسنا بالفخر ولكن بعض الجوانب ضلت لصالحه يعني واجهنا الظلم والظالم لكننا لم ننتصر عليه كما ينبغي، ولكن كما يقول المثل(أملك من الدنيا ماشئت لكنك ستخرج منها كما جئت)

وعرفت بعد هذا العمر أن ميزان الآخرة هو ميزان العدل الذي سيطبق على الصراط المستقيم على يد الواحد القهار لقوله تعالى:بسم الله الرحمن الرحيم (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لاظلم اليوم إن الله سريع الحساب)

لم يذكر الله بإسم العدل في القرآن الكريم ولكننا وجدناه دائما في قوله تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان)وقوله كذلك (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)إذن العدل في الدنيا هو مهمة البشر وفي الآخرة مهمة الواحد القهار. 

كما أدركت أن الله سبحانه وتعالى خلقنا غير متساوين في الرزق مثلا لأن الدنيا دار إبتلاء وإختبار فمن صبر عليه فأجره عند الله عظيم وأن الآخرة هي دار الجزاء والحساب حيت سنقف مع من ظلمنا ونأخد من حسناته لكي نستد منه مافعل بنا في الدنيا، فعلا شعور جميل حينما تعرف أن الدنيا فانية وأن الآخرة هي دار البقاء ولكن ماذا أعددنا لها هل نحن جاهزون لمقاضات خصومنا على الصراط المستقيم هل لدينا مايكفي من الحسنات نحن وخصومنا يوم القيامة لننجح في هذا الإمتحان العسير اللذي سيكون أصعب إمتحان ستجتازه البشرية من جميع الديانات والأعراق والأزمنة أسئلة تشعرني بالرعب ووتتركني أفكر في كيفية النجاة من لهو الدنيا وعبتها وكيفية محاربة وساويس الشيطان والتغلب عليها .

أسأل الله العلي القدير أن يتبتنا على دين الإسلام ويهدينا إلى الصراط المستقيم. 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

5

متابعهم

1

مقالات مشابة