الملك والوزير (لعله خير)

الملك والوزير (لعله خير)

0 المراجعات

وكان للملك وزير حكيم جدًا يؤمن إيمانًا راسخًا بأن كل تدبيرات الله للبشرية جيدة. وفي أحد الأيام ذهب الملك ووزراؤه للصيد معًا، وكان الملك كلما فشل في إصابة أي شيء، قال الوزير: عندما خرجوا وقع الملك في حفرة عميقة. فقال له الوزير (لعله كان خيرا) فنزفت يدي الملك كثيرا وانصرفا. فغضب الملك غضبًا شديدًا ورفض الانصياع لأمر الطبيب، لكن إصبعه لم يوقف النزيف، مما أثار غضب الملك غضبًا شديدًا. أجبروه على قطع أصابعه فقال له الوزير (لعل هذا أمر جيد)، فسأل الملك الوزير (أي خير هذا؟ هل تريد أن تقطع أصابعي؟!) فغضب بشدة من الوزير وأمر الحراس أن يقطعوا. القبض على الوزير وسجنه وقوفا. فقال الوزير (لعله كان رجلا صالحا) وقضى الوزير مدة طويلة في السجن.

في يومٍ ما، خرج الملك للصيد برفقة حرّاسه، إلا أنه وقع في أيدي جماعة يعبدون الأصنام، فقاموا بخطفه بهدف تقديمه كقربان لأصنامهم. عندما رأوا إصبعه المقطوع، أعادوه متراجعين عن قرارهم، حيث يجب أن تكون القرابين خالية من العيوب. عاد الملك إلى القصر مفرحاً بنجاته، واستدعى الوزير ليروي له ما حدث، ثمّ اعتذر له واستفسر عن سبب قوله "لعله خير" عندما أمر بسجنه. فأخبره الوزير الحكيم أنه فعل ذلك لأنه كان سيتم اختياره كقربان بديل للأصنام. وفسر له أن الله قد يختبر الإنسان بطرق غير متوقعة. ففرح الملك كثيراً وقال: "لعله خير".

إن الحكمة التي يمكن استخلاصها من هذه القصة هي أن الإيمان بقضاء الله يمكن أن يحقق للمؤمن السعادة في الحياة. هذا ما حدث مع الحكيم، حيث كان مطمئنًا وسعيدًا رغم أمر الملك القاضي بحبسه. لم يرد على هذا الأمر بالاستياء أو الغضب بل بالإيمان القوي بأن الله سيختار له الأفضل. يعلم المؤمن بقضاء الله أنه يدعو إلى التفاؤل حتى في أشد المصاعب، لأنها تعني اقتراب تحقق الفرج والنصر وفقًا لوعد الله سبحانه. وقد حدث ذلك عندما تعرض الملك لمشاق عدة قبل أن يتم نجاته من الموت. كمؤمن بقضاء الله، لا يخشى الإنسان من قول الحق لأنه يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كُتب له من قبل الله. وهذا ما قام به الحكيم في القصة، حيث لم يترد في قول الحق للملك بأن ما أصابه من مكروه، وهو قطع إصبعه، خير رغم استياء الملك.
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

9

followers

6

followings

70

مقالات مشابة