فضل فلسطين وبلاد الشام في القرآن والسنة

فضل فلسطين وبلاد الشام في القرآن والسنة

0 المراجعات

مقدمة

كثير من المسلمين لا يعلمون فضل فلسطين وبلاد الشام فى القرآن والسنة، وقد ذُكر في فضل بلاد الشام ( الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا )، وفضل فلسطين خاصة العديد من النصوص القرآنيَّة الكريمة، ولم يذكر الله سبحانه وتعالى اسم فلسطين فى القرآن صريحا، وإنما وصفها بألفاظ طيبة مذكورة فى هذا المقال.

 

 فضل فلسطين وبلاد الشام فى القرآن

● هي الأرض المقدسة فى الإسلام فى قوله تعالى على لسان سيدنا موسى لقومه { يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ }[ سورة المائدة : 21 ]، والمقدسة يعنى الطاهرة.


 ● فلسطين فى القرآن هى الأرض المباركة فى قوله الله تعالى ( وَنَجَّيْناهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ )[الأنبياء:71]، يعني نبي الله وخليله إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بعد أن نجاه الله من النار، قد خرج من أرض العراق مهاجرا إلى أرض الشام التى وصفها الله بالبركة، ومن علامات بركة أرض فلسطين الآتى:

أ- أكثر من ٩٠% من الأنبياء وُلِدوا فيها أو أقاموا فيها أو مروا عليها، فعلى أرضها عاش إبراهيم, وإسحاق, ويعقوب, ويوسف, ولوط, وداود, وسليمان, وصالح, وزكريا, ويحيى, وعيسى عليهم السلام، وغيرهم الكثير ممن لم تذكر أسماؤهم من أنبياء بني إسرائيل.

ب- نساء أهل فلسطين من أخصب النساء أرحامًا، تلد الواحدة منهن بالعشرة والتسعة والثمانية ، يموت لها ولد فتلد بالأربعة.

ج- حدث فيها معجزتان، الأولى هى ميلاد يحيى عليه السلام من أب طاعن فى السن(زكريا عليه السلام)، ومن أم عجوز عقيم، والمعجزة الثانية هى ميلاد عيسى عليه السلام من أم عذراء بدون أب وهى السيدة مريم عليها السلام.

 

● من الآيات التي تدل على فضل فلسطين وبيت المقدس قوله الله تعالى ( إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ) [الإسراء:1]، يقول الشيخ السعدي رحمة الله عليه في تفسيره لهذه الآية: (الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) " أي: بركة الأرض المحيطة بالمسجد الأقصى بكثرة الأشجار والأنهار والخصب الدائم فيها، وقال الإمام الطبري رحمه الله تعالى عن قوله تعالى ( الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ ) يعنى: الذي جعلنا حوله البركة لسكانه في معايشهم وأقواتهم وحروثهم وغروسهم.

 

ومن فضل بلاد الشام فى القرآن أن الله سبحانه وتعالى أقسم بثمارها التى اشتهرت بها فى سورة التين فى قوله تعالى { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ }[ سورة التين : 1 ]

 

 فضل فلسطين وبلاد الشام فى السنة النبوية

أرض فلسطين هى موطن نبوة سيدنا عيسى عليه السلام، وعندما حاول اليهود قتله رفعه الله إليه وسينزل فى آخر الزمان لقتل المسيح الدجال على أرضها، حيث يلقاه عيسى عليه السلام عند باب لُد فيذوب كما يذوب الملح في الماء، فيقول له:" إن لي فيك ضربة لن تفوتني، فيضربه فيقتله ".

 

يأجوج ومأجوج سيقتلون أيضا على أرضها فى آخر الزمان، فبعد أن يقتل عيسى عليه السلام المسيح الدجال، يخرج يأجوج ومأجوج ليعيثوا في الأرض فساداً، فيأمر الله المسيح عليه السلام ألا يقاتلهم ويرسل الله عليهم دوداً يخرج من خلف رؤوسهم فيقتلهم، وذلك بدعاء المؤمنين مع سيدنا عيسى عليه السلام، وتتناثر جثثهم في شتى بقاع الأرض.

 

 ومن فضل القدس وبلاد الشام أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بساكنيها، فعن ابن حوالة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا ًمجندة جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق. فقال ابن حوالة خر لي يا رسول الله، إن أدركت ذلك، فقال: عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم فإن الله توكل لي بالشام وأهله. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه الألباني.

 

من فضل الشام فى السنة النبوية أيضا هي دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لها بالبركة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، قال: هناك الزلازل والفتن وبها أو قال منها يخرج قرن الشيطان)، رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقال الشيخ الألباني: صحيح.

 

أيضا، من بركة الشام فى السنة أن بشرى المولد النبوي كانت منها،فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: ” قلت: يا نبي الله! ما كان بدء أمرك؟ قال:(دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي نوراً أضاءت منه قصور الشام)رواه أحمد وصححه الألباني في الصحيحة،وقال ابن كثير (وتخصيص الشام بظهور نوره إشارة إلى استقرار دينه ، ونبوته ببلاد الشام).

 

الشام هى أرض المحشر فعن أبي ذر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الشام أرض المحشر والمنشر)؛ قال الألباني: حديث صحيح.

 

إذا فسد دأهل بلاد الشام فإن أثره سيظهر على جميع الأمة،فعن مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ، لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ) رواه الترمذي وقال:حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ "، وهذا ما نرى في عصرنا الحاضر، فمن يوم تمكن اليهود من قلب الشام ، بيت المقدس وما حولها، وقطّعت بلاد الشام على دويلات يُمكر بأهلها، فمن ذلك الزمن والمسلمون في ضعف ووهن، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

 

خاتمة

وإلى هنا نكون قد انتهينا من مقال اليوم لشرح فضل فلسطين وبلاد الشام في القرآن والسنة، والذى يساعدك على معرفة أشياء لم تكن تعلمها من قبل عن فلسطين وبلاد الشام ، وقد يهمك أيضا قراءة " جرائم اليهود - وقصة بنى اسرائيل فى القرآن"، وفي المقال القادم بمشيئة الله سنتكلم عن فضائل المسجد الأقصى فى القرآن والسنة، وإذا كان لديك أي استفسار عن أى موضوع دينى، قم بكتابته لنا فى التعليقات على الموقع وسنقوم بعمل مقال نتحدث فيه عن هذا الموضوع إن شاء الله تعالى.
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

33

متابعين

4

متابعهم

3

مقالات مشابة