قصه النبى إبراهيم

يُعرف سيدنا إبراهيم بأنه أبو الأنبياء، وذلك لأن معظم الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم من ذريته. كما أن اسم إبراهيم يعني الأب الرفيع. فما هي قصة سيدنا إبراهيم وما هي معجزاته التي وردت في القرآن الكريم؟

كان قوم سيدنا إبراهيم يعبدون الأصنام، وكان والده يصنعها لهم، ويطلب من إبراهيم أن يبيعها في الأسواق.

رفض سيدنا ابراهيم عبادة الأصنام، ومن هنا بدأ إبراهيم دعوة أبيه أن يترك صناعة الأصنام والشرك، ولكن أباه رفض دعوته وطرده من البيت.

أين ولد سيدنا إبراهيم:-

فقد ولد سيدنا ابراهيم عليه السلام فى منطقة بابل بالعراق، وكان أبوه آزر يصنع الأصنام ويقدس عبادتها، وكان سيدنا إبراهيم يشعر بالضيق من ذلك، مما جعله يبحث عن آله هذا الكون، ومن خلقه.استمر إبراهيم بالتفكير في هذا الأمر حتى أن هداه الله سبحانه وتعالى وأنار بصيرته وآتاه النبوة. فبدأ بدعوة قومه مرارًا وتكرارًا ليتركوا عبادة الأصنام.

ما هى مهنة سيدنا إبراهيم:-

بينما كان يعمل سيدنا إبراهيم عليه السّلام في الزّراعة، كان والده وهو صبيًا يصنع الأصنام من الأخشاب وينحتها من الحجارة. فكان يطلب من سيدنا إبراهيم أن يبيعها، وكانت هذه مساعدة لوالده وليست مهنته الأصلية.فكان يسير في الأسواق بالأصنام ويقول:
مَن يشتري ما لا يضره ولا ينفعه
مما جعل الناس ينفرون منه فلا يشتري منه أحد، ثم كان يذهب بهم إلى النهر ويضعهم ويقول باستهزاء: "اشربي اشربي".

معجزات سيدنا إبراهيم:-

بعد أن فشل إبراهيم -عليه السلام- في إقناع والده آزر من ترك عبادة الأصنام، توجه لقومه ليدعوهم أن يتركوا عبادة الأصنام فرفضوا. وهنا أقسم أن يُحطم هذه الأصنام.وفي يوم عيد قومه ذهب إبراهيم إلى المعبد وحطم الأصنام وترك كبير الأصنام وانصرف.عندما جاء قومه إلى المعبد ووجدوا الأصنام محطمة سألوا من فعل ذلك، ثم عرفوا أنه إبراهيم فأتوا به وسألوه لما فعلت ذلك، فرد عليهم أن كبير الأصنام هو من فعل ذلك فاسألوه. كما ورد في سورة الأنبياء:

"قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ"

مما جعلهم يقرروا الانتقام من سيدنا إبراهيم عن طريق حرقه، وأوقدوا النار وألقوة بها بعد أن قيدوه، ولكن الله أمر النار أن تكون بردًا وسلامًا عليه. خرج منها بسلام دون أن يمسه أي ضرر. مما جعل الكثير من قومه يؤمنون به، وهذه من معجزات سيدنا إبراهيم التي وردت في سورة الأنبياء
الآية 69 و70:

"قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ،
وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ".

ما هو الطلب الذي طلبه سيدنا ابراهيم من الله؟

وقد طلب سيدنا إبراهيم من الله عز وجل أن يريه كيف يُحيي الموتى. كما ورد في سورة البقرة الآية 260:

"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى
قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ
ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".

سيدنا ابراهيم وبناء الكعبة:-

بعد أن تزوج سيدنا إبراهيم من السيدة هاجر، والتي أهدتها له زوجته السيدة سارة، لأنها كانت عقيم.
أحست السيدة سارة بالغيرة عندما أنجبت السيدة هاجر ولدها إسماعيل، فأمره الله عز وجل أن يذهب بهم إلى مكان أخر دله الله عليه.
فذهب بهم سيدنا إبراهيم في صحراء مكة وتركهم مع القليل من الماء والغذاء.  وعندما نفذوا سريعًا وبدأ الصغير بالبكاء ركضت السيدة هاجر بين تلال الصفا والمروة مرارًا وتكرارًا بحثًا عن الماء، ولم تجد شيئًا.
يُذكر أن سيدنا إبراهيم تزوج من السيدة سارة بعد أن نجاه الله تعالى من قومه، الذين أرادوا حرقه في النار. ثم أمره الله بالهجرة إلى فلسطين، وهناك تزوج السيدة سارة.

كانت السيدة سارة عقيم لا تنجب، فلما أحست رغبته في الولد، أهدته السيدة هاجر، والتي أنجب منها إسماعيل.

قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل في القرآن:-

من المعروف أن سيدنا إبراهيم هو النبي الذي أمر بقتل ابنه، فبعد أن رزق الله سيدنا إبراهيم بولده إسماعيل بعد طول إنتظار.

كبر سيدنا إسماعيل وتزوج، وكان يزور والده بين الحين والآخر، إلا أن رأى سيدنا إبراهيم رؤيا أن الله يأمره أن يذبح ابنه إسماعيل، وكان ذلك اختبار لهما.

احتار سيدنا إبراهيم، الذي قصا الرؤيا على ولده إسماعيل، وسرعان ما صدق الرؤيا وسلم بأمر الله، وقال لأبيه افعل ما تؤمر.

كما ورد في سورة الصافات الآية 101، و102:

"فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ، فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ
قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ".

ذبح سيدنا إسماعيل:-

وكان ذلك ابتلاء عظيم لسيدنا إبراهيم، وعندم أقدم سيدنا إبراهيم على تنفيذ أمر الله وجهز السكين، امتنعت السكين عن الذبح وفدا الله سيدنا إسماعيل بكبشًا عظيم.

كما قال الله تعالى:

"فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ، وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ، وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ".

قصة سيدنا إبراهيم مع النمرود:-

عندما علم النمرود بأمر سيدنا إبراهيم، وهو ملكًا ظالم في ذلك الوقت، فأرسل إليه ليسأله عن الإله الذي يعبده ويدعو الناس لعبادته.

فقال له سيدنا إبراهيم أن ربي يحيي ويميت، فقال له النمرود أنا أحي وأميت، فأمر بإحضار اتنين من المساجين الذين حكم عليهم بالإعدام، وأمر بالعفو عن إحداهم وإعدام الأخر.

فقال إبراهيم إن ربي يأتي بها من المشرق فأت بها أنت من المغرب، فلم يستطع النمرود الرد عليه وطرده من البلاد.

كما ورد في سورة البقرة الآية 258:

"ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم
فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين"