تفسير قصة إبراهيم في سورة هود

تحكي سورة هود قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام في الآيات (68-75) وتبشير الملائكة له بغلام حليم.
 

(وَلَقَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُنَآ إِبۡرَٰهِيمَ بِٱلۡبُشۡرَىٰ)
أرسل الله تعالى إلى نبيه إبراهيم ملائكة على هيئة بشر، ليبشروه بأن الله تعالى سيرزقه بغلام.
 

(قَالُواْ سَلَٰمٗاۖ قَالَ سَلَٰمٞۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجۡلٍ حَنِيذٖ)
سلمن الملائكة على سيدنا إبراهيم عليه السلام فرد عليهم السلام، ثم قام بذبح عجل وتقديمه إكراما لهذلاء الضيوف.
 

(فَلَمَّا رَءَآ أَيۡدِيَهُمۡ لَا تَصِلُ إِلَيۡهِ نَكِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةٗۚ)
لم تأكل الملائكة شيئا مما قدمه سيدنا إبراهيم عليه السلام، فلما رأى أن أيديهم لا تمتد إليه خاف منهم.

 

(قَالُواْ لَا تَخَفۡ إِنَّآ أُرۡسِلۡنَآ إِلَىٰ قَوۡمِ لُوطٖ)
فقالوا له لا تخف إن الله تعالى تعالى قد بعثنا لإهلاك قوم لوط عليه السلام.
 

(وَٱمۡرَأَتُهُۥ قَآئِمَةٞ فَضَحِكَتۡ فَبَشَّرۡنَٰهَا بِإِسۡحَٰقَ وَمِن وَرَآءِ إِسۡحَٰقَ يَعۡقُوبَ)
وكانت سارة زوجة إبراهيم عليه السلام معهم، وهي التي لم يرزقها الله تعالى بولد، فبشرها الملائكة بأن الله سيهبها إسحاق وسيرزق إسحاق بيعقوب. فسرت وضحكت وفرحت بالخبر السعيد.
 

(قَالَتۡ يَٰوَيۡلَتَىٰٓ ءَأَلِدُ وَأَنَا۠ عَجُوزٞ وَهَٰذَا بَعۡلِي شَيۡخًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عَجِيبٞ)
تعجبت سارة من بشرى الملائكة، فتقول لهم: إنني امرأة عقيم، ولم ألد طيلة هذه السنين، وقد كبر زوجي وصار شيخا، فكيف ألد بعد هذا العمر، إن هذا لشيء عجيب.
 

(قَالُوٓاْ أَتَعۡجَبِينَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۖ)
قالوا: كيف تعجبين من أمر الله القادر على كل شيء.
 

(رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَٰتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِۚ إِنَّهُۥ حَمِيدٞ مَّجِيدٞ)
لقد نزلت عليكم رحمة الله يا آل بيت إبراهيم، إن الله ذو صفات حميدة ومجيد ذو رفعة.
 

(فَلَمَّا ذَهَبَ عَنۡ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلرَّوۡعُ وَجَآءَتۡهُ ٱلۡبُشۡرَىٰ يُجَٰدِلُنَا فِي قَوۡمِ لُوطٍ)
لما سكن خوف إبراهيم عليه السلام من الملائكة، واستبشر خيرا وفرح بخبر المولود الجديد، بدأ يراجع الملائكة في أمر قوم لوط عليه السلام، ويطلب منهم إمهالهم مدة أخرى علهم يستجيبوا لدعوة النبي لوط عليه السلام.

(إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّٰهٞ مُّنِيبٞ)
إن إبراهيم ذو قلب رحيم حليم وطبع رقيق.
 

(يَٰٓإِبۡرَٰهِيمُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَآۖ إِنَّهُۥ قَدۡ جَآءَ أَمۡرُ رَبِّكَۖ وَإِنَّهُمۡ ءَاتِيهِمۡ عَذَابٌ غَيۡرُ مَرۡدُودٖ)
قالت الملائكة لإبراهيم عليه السلام: اترك هذا ولا تراجعنا في هلاكهم، إن أمر الله قد حان ولا مرد له، وإنهم هالكون لا محالة.