السيرة النبوية وتاريخ الخلفاء الراشدين

أهمية دراسة تاريخ العرب قبل الإسلام:
لا يمكن فهم التطورات والتغيرات الحادثة في عصر الرسالة إلا إذا عرفنا سمات حياتهم المختلفة، وجغرافية بلاد العرب قبل ظهور الإسلام كما يلزم أيضا معرفة الأنظمة الحاكمة في جزيرة العرب قبل الإسلام 
أولًا: جغرافية شبه الجزيرة العربية:
(1) الموقع: تقع شبه جزيرة عرب في الجنوب الغربي من قارة آسيا, ويحدها من الشمال بلاد الشام، ومن الجنوب المحيط الهندي وخليج عدن، ويجاورها شرقًا الخليج العربي، وغربًا البحرالأحمر 
(2)التضاريس: جزيرة العرب في مجملها صحراء لكنها ليست جدباء قاحلة، وإنما يلاحظ طبيعة سطحها فبعضه مغطى يالكثبان الرملية، وبعضه مملؤء بالجبال و الهضاب، وبعض أجزائها غور (منخفض), والآخر نجد (مرتفع) 
وإليكم أهم أقسامها الرئيسية: (تهامة والحجاز ونجد والغروضواليمن)
ثانيًا:تأثير الطبيعة الجغرافية في النشاط البشري:
يلاحظ أن أكبر جزء في شبه جزيرة العرب وسطها العامر بالظواهر الآتية:
(1)صحراء بادية الّسماوة: وهي ذات رمال ناعمة تغوص فيها الأقدام، ويوجد بها قليل من الآبار والعيون، وبها بعض النباتات الصحراوية، والأزهار الصغيرة مختلفة الألوان، وأغلب سكانها من البدو الذين يرحلون عنها صيفًا لجدبها وقيظها (شدة حرها) ويعودون إليها شتاءً لرعي الإبل والشاة، ولعلها سميت باسم ماء (السماوة) الموجود بالبادية
(2)صحراء الجنوب: وهي متصلة ببادية السماوة، وتمتد شرقًا حتى الخليج العربي، وتتمييز بأمطارها الشتوية التي يرعى البدو إبلهم عليها، ويهجرونها صيفًا لجدبها ولهذا لها أسماء كثيرة، منها: (الأحقاف- الدهناء- الربع الخالي)
(3) الحرّات) وهي أراضٍ بها حجارة سوداء، كأنها احترقت بالنار، وهي كثيرة في جزيرة العرب وتقع يثرب نفسها بين حرّتين
ثالثًا: السكان: 
(1) العرب البادئدة: وهم اللذين بادوا، ودرست آثارهم، وانقطعت أخبارهم؛ لبعدهم الزمني السحيق عنا فلا نكاد نعرف عنهم شيئا إلا من خلال ماورد في الكتب السماوية، والشعر العربي القديم، ومصادر التاريخ، كأخبار (عاد- وثمود) 
(2) العرب الباقية: وينقسمون إلى ما يلي:
(أ)العرب العاربة: وهم عرب الجنوب من أهل اليمن، وما حولها، وهؤلاء يعرفون بــ (القحطانيين) نسبة إلى جدهم قحطان. وقد نشأ هؤلاء العرب ببلاد (اليمن)، ثم تشعبت قبائلهم وبطونهم في أنحاء الجزيرة. واشتهرت  منهم قبيلتان (حِمْيَر-كهْلان) 
(ب) العرب المستعربة: ويعرفون أيضا باسم (المتعربة) أي الدخلاء الذين تعلموا العربية. وهؤلاء ينتسبون إلى سيدنا إسماعيل بن إبراهيم وقد كان إسماعيل يتكلم العبرية أو السريانية فلما نزلت قبيلة (جُرْهُم) القحطانية إلى مكة، وسكنوا مع إسماعيل وأمه هاجر حول بئر زمزم؛ تأثر بهم، وتزوج منهم، وتعلم هو وأبناءه العربية، وسمي عرب الشمال المنتسبون إليه بــ(المستعربة) وهم كثيرون يسكنون أواسط جزيرة العرب، وبلاد الحجاز حتى بادية الشام، حيث خالطهم هناك بعض عرب اليمن المهاجرين إلى هناك بعد انهيار سد مآرب ويعرب هؤلاء بالعرب العدنانية نسبة إلى جدهم عدنان الذي هو من ولد إسماعيل عليه السلام 
إلى هنا تنتهي الحلقة الأولى من سلسلة السيرة النبوية وتاريخ الخلفاء الراشدين مع لقاءٍ آخر في الحلقة………