قصة موسى في سورة الشعراء (الجزء الثالث)
نستكمل تفسير قصة موسى في سورة الشعراء من الآية رقم 37 إلى الآية رقم .
تتحدث الآيات الكريمة عن المناظرة التي تمت بين النبي موسى عليه السلام وبين سحرة فرعون.
(فَجُمِعَ ٱلسَّحَرَةُ لِمِيقَٰتِ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ)
اتفقوا على أن يجتمعوا في يوم عيد عندهم وهو يوم الزينة.
(وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلۡ أَنتُم مُّجۡتَمِعُونَ)
وجمعوا بقية الناس ليشهدوا هذه المناظرة.
(لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ ٱلسَّحَرَةَ إِن كَانُواْ هُمُ ٱلۡغَٰلِبِينَ)
جاء الناس وهم يقولون أنهم سيتبعون سحرة فرعون إن تمكنوا من هزيمة موسى عليه السلام.
(فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالُواْ لِفِرۡعَوۡنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجۡرًا إِن كُنَّا نَحۡنُ ٱلۡغَٰلِبِينَ)
لما وصل السحرة إلى المكان قالوا لفرعون هل ستجازينا إن فزنا على موسى؟
(قَالَ نَعَمۡ وَإِنَّكُمۡ إِذٗا لَّمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ)
قال سأجازيكم وستكونون من المقربين إلي أيضا.
(قَالَ لَهُم مُّوسَىٰٓ أَلۡقُواْ مَآ أَنتُم مُّلۡقُونَ)
بدأت المناظرة وطلب منهم موسى أن يلقوا سحرهم.
(فَأَلۡقَوۡاْ حِبَالَهُمۡ وَعِصِيَّهُمۡ وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرۡعَوۡنَ إِنَّا لَنَحۡنُ ٱلۡغَٰلِبُونَ)
فقاموا برمي حبال وعصي على الأرض تتحرك ببعض أنواع الخدع البصرية. فأهجب السحرة لأنفسهم وقالوا إنا لفائزون على موسى.
(فَأَلۡقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلۡقَفُ مَا يَأۡفِكُونَ)
ألقى موسى عليه السلام العصا من يده فتحولت على الأرض إلى ثعبان وتحركت حتى أكلت كل العصي والحبال التي ألقاها السحرة.
(فَأُلۡقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَٰجِدِينَ)
هنا أدرك السحرة أن موسى على حق، لأنهم أهل السحر ويستطيعون كشف السحر بسرعة، لكن ما جاء به موسى عليه السلام لم يكن سحراً إنما كان معجزة، فخروا الله ساجدين.
(قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ)
أي نشهد أن بالله العظيم.
(رَبِّ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ)
الله الذي جاء موسى وهارون يدعوننا إلى عبادته.
(قَالَ ءَامَنتُمۡ لَهُۥ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ)
غضب فرعون كثيرا من السحرة وقال كيف تحرأون أن تؤمنوا وتغيروا دينكم من دون إذني؟
(إِنَّهُۥ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحۡرَ )
إن موسى هو رئيسكم وهو الذي علمكن السحر ولقد اتفقتم جميعا على فعل هذا وعلى إخراج المصريين وطردهم من أرضهم.
(فَلَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَۚ)
هنا يتوعدهم فرعون بأشد العذاب.
(لَأُقَطِّعَنَّ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَرۡجُلَكُم مِّنۡ خِلَٰفٖ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ أَجۡمَعِينَ)
أي لأقطعن يدكم اليمنى مع قدمكم اليسرى، ثم اليد اليسرى مع القدم اليمنى، ولأصلبنكم جميعا على جذع النخلة حتى تكونوا عبرة لمن يحاول فعل ما فعلتم.
(قَالُواْ لَا ضَيۡرَۖ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ)
هذا هو يقين الإيمان والثقة في الله عز وجل. قال السحرة لفرعون: ما ستفعله لن يضرنا، بهذا نحن سنذهب للقاء الله تعالى.
(إِنَّا نَطۡمَعُ أَن يَغۡفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَٰيَٰنَآ أَن كُنَّآ أَوَّلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ)
إنا نسأل الله تعالى أن يغفر لنا ما كنا نفعل من الشرك والسحر بكوننا آمنا أولا بموسى.