ذكر الله تعالى سبب في مغفرة الذنوب والوقاية من السحر.

ذكر الله تعالى سبب في مغفرة الذنوب والوقاية من السحر.

0 المراجعات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبدأ اليوم حديثي معكم عن موضوع مهم جدا له أهميته في الإسلام وقد لا ينتبه إليه للأسف الكثير من المسلمين ولا يدركون أهميته الكبرى في غفران الذنوب والمعاصي وهو عبادة بسيطة يسيرة يستطيع الإنسان المسلم أن يؤديها وهو في طريقه إلى عمله بل يستطيع أن يؤديها وهو على فراشه قبل نومه.

أحدثكم اليوم إخواني المسلمين عن ذكر الله تعالى.

أولاً: المقصود بذكر الله تعالى:-

يقصد بالذكر عامة: التذكر وعدم الغفلة والنسيان ويكون بذلك ذكر الله تعالى: هو استحضار عظمته وجلاله مع التزام أوامره وطاعته في كل حال ولذلك إن من يعتقد أن ذكر الله تعالى مقتصر فقط على التسبيح والتهليل والتكبير والإستغفار فإنه يكون مخطئًا فالذكر أشمل وأوسع حيث إنه يشمل الطاعات كلها التي يقوم المسلم بها ولكن ما نريد أن ننوه له اليوم في موضوعنا هذا عن الذكر الذي هو التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح والإستغفار وغير ذلك من الأذكار فذكر الله تعالى عبادة سهلة ميسورة لا تحتاج منك أيها المسلم سوى أن تحرك شفتيك ولسانك بذكر الله تعالى تهليلًا وتكبيرًا وتحميدًا وتسبيحًا واستغفارًا في أي وقت وفي أي حين اقتداءًا برسول الله تعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

ثانيًا: الدليل على فضل ذكر الله تعالى:-

فقد ورد بيان فضل ذكر الله تعالى وأجر الذاكرين في القرآن الكريم في عدة مواضع منها قول الله تعالى:"فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون" وقد وعد الله تعالى الذاكرين والذاكرات بالمغفرة وعظيم الأجر والثواب فقال الله تعالى:"إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" وكذلك حذر الله تعالى من أن من صفات المنافقين قلة ذكر الله تعالى فقال الله عز وجل:"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا" وكذلك أيضا حذر الله تعالى المسلمين من الإنشغال بالأموال والأولاد عن ذكر الله تعالى ووصفهم بالخاسرين فقال سبحانه وتعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" وكذلك قول الله تعالى:"الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب" فبذكر الله تطمئن قلوب العباد وبذكر الله تعالى تُرفع الدرجات وبذكر الله تعالى تزيد حسنات المسلم وبذكر الله تعالى يغفر الله ذنوب العباد ولو كانت كثيرة.

ومن الأحاديث التي بينت فضل ذكر الله تعالى قول الله تعالى في الحديث القدسي الذي رواه مسلم في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه:( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منه) وقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن فكان ذكر الله تعالى ملازمًا له في كل أوقاته وأحواله فتقول السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها كما في صحيح مسلم:(كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه) وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم:(مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ، مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ عنه خَطَايَاهُ، وَإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ) وغير ذلك من فضل الذكر وعظيم أجره وثوابه.

ثالثًا: فوائد ذكر الله تعالى:-

قد جمع ابن قيم الجوزية في كتابه (فضائل الذكر والدعاء) أكثر من مائة فائدة لذكر الله تعالى نذكر القليل منها:-

1-طرد الشيطان وصرفه.

2-حط الخطايا وإزالتها.

3-جلب الرزق بإذن الله تعالى.

4-جلب رضا الله سبحانه وتعالى.

5-النجاة من عذاب الله تعالى.

6-سهولة الذكر وتيسيره للعبد ولو كان في فراشه.

7-الذاكر تبني له الملائكة بيوتًا في الجنة وهو يذكر الله تعالى فإذا أمسك عن الذكر أمسكت الملائكة عن البناء.

رابعًا: أنواع ذكر الله تعالى:-

قسم العلماء ذكر الله تعالى إلى قسمين:-

1-الذكر المقيد: يعني المخصص في وقت ما أو مكان أو حالٍ معينة مثل الدعاء عند نهاية الآذان والأذكار بعد الصلاة وأذكار الصباح والمساء.

2-الذكر المطلق: المقصود به الذكر الذي لا يرتبط بحدوث أمرٍ أو دخول وقت مثل التهليل والتحميد والتسبيح والتكبير والإستغفار في كل وقت وفي أي وقت وفي أي حين وقد يقوله المسلم في سفره أو الذهاب لمحل عمله أو وهو على فراشه فينال الذاكر به الأجر العظيم والثواب الجزيل من الله سبحانه وتعالى.

وختامًا احرص أخي المسلم على اغتنام تلك الفرصة الثمينة لتنال الأجر العظيم والثواب الجزيل من الله تعالى وليغفر الله لك ذنوبك فما أيسر هذه العبادة وما أسهلها.

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

5

متابعين

34

متابعهم

22

مقالات مشابة