ما هي النصيحة لغة واصطلاحا وآدابها؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبدأ اليوم حديثي معكم عن موضوع مهم جدا له أهميته في الإسلام وقد يستعمله بعض المسلمين بأسلوب فظ غليظ في تحدثهم مع إخوانهم الذين أخطأوا في أمر ما فحديثي اليوم عن النصيحة.
أولاً: مفهوم النصيحة:-
1- مفهوم النصيحة في اللغة: يدور مفهوم النصيحة في اللغة حول النصح وهو عكس الغُش وأصل المصطلح في اللغة الخلوص.
2-مفهوم النصيحة في الإصطلاح: يأتي معناه في النهي عن المفاسد والدعوة إلى الصلاح والهدى للوصول إلى التقوى كما أن بالنصيحة حظ للمُتلقي والذي يُسمى المنصوح لأن الناصح يريد الخير بنصيحته وبالنصيحة يستوي الناس لطريق الخير والرشاد كما فيها أمن ورخاء وصلاح وذُكر لفظ النصيحة ومشتقاتها في القرآن الكريم وفي أحاديث نبوية شريفة وهذا دليل على أهيمتها في دين الإسلام.
ثانياً: آداب النصيحة في الإسلام: ينبغي على المسلم مراعاة آداب النصيحة في الإسلام وآداب النصيحة كالتالي:-
1-الإخلاص: وذلك بأن يكون الناصح قصده مخلصا لوجه الله تعالى وفي ذلك قول الله تعالى:" إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصًا له الدين" وفي الآية أمر الله تعالى بعبادته بإخلاص.
2-الرفق: فالرفق يزن كل شيء ويضع الأمور في مكانها الصحيح وفي هذا المحور نفى الله بكتابه الكريم صفة الغلظة عن النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى:"ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" فاللين والرفق من سمات نبي الرحمة وقدوة المسلمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.
3-السرية: بمعنى أن في تقديم النصيحة أمام الناسقد يؤدي لردة فعل عكسية في بعض الأحيان وقد لايستقبل المنصوح الكلام بالطريقة السليمة وإنما قد يعد الأمر فضيحة وتوبيخا للمنصوح وبهذا تزداد الأمور سوءًا فالوعظ بالسر نصيحة وأما الوعظ بالعلانية فضيحة فقد قيل أيضا في ذلك: (النصيحة على الملأ فضيحة) فهذا أمر هام جدا يجب مراعته عند النصح للآخرين.
4-النصح بذكاء: بمعنى ان يختار المنصوح الوقت المناسب للنصح فاختيار الوقت والزمن المناسب بشكل صحيح يجعل المتلقي يتقبل النصح بسلالة ويسر دون تعنت ودون تضجر ومن يتقن ذلك الأدب الراقي، يكون من مخاطبي القلوب المؤثرين نظرا لإقتناصه الفرص المناسبة لإلقاء النصيحة للآخرين.
5-معرفة كيفية بداية الحديث مع المنصوح: بمعنى أن يقوم الناصح بمديحه أولاً ثم يبدأ بعد ذلك بالكلام اللين والسلس معه وفي ذلك فتح مساحة كبيرة للحديث معه.
6-عدم التجريح أو التنقيص من شان المنصوح: بمعنى أنه ينبغي على الناصح إخبار المنصوح بأن البشر معرضون للوقوع في الأخطاء والإنتكاسات فكل البشر يخطئون ويصيبون وليسوا ملائكة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه وأخرج الترمذي وأحمد واللفظ لهما وابن ماجه باختلاف يسير:(كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) وكما أن على الناصح ضرب أمثلة على نفسه في كيفية الخروج من المأزق وتقديم النقد للحدث نفسه وليس لفاعله.
7-تقديم الحلول الجيدة: بمعنى أن يبتعد الناصح عن كلام المناظرة والجدال والنقاش الذي لا يجدي نفعًا ولا يفيد في شيء فعليه أن يفتح أبواب مناسبة وحلول جيدة للتطرق للأمر.
8-عدم ترك المنصوح: بمعنى أن على الناصح ألا يمل ولا ييأس من نصح أخيه المسلم في الخير والصلاح والتقوى وما فيه النفع لدينه ودنياه وآخرته.
وختامًا فإن النصيحة والنصح للآخرين تحتاج إلى عزيمة وصبر وتحمل مما قد يلقاه الناصح في بعض الأحيان عند نصحه لإخوانه المسلمين.
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
