الحسد وأضراره على المجتمع الإسلامي وكيفية علاج من أصيب بهذا الداء العضال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله الملك القدوس السلام……الذي أعطى كل شيء خلقه على الكمال وعلى التمام……رفع السماء بلا عمد والأرض وضعها للأنام……فيها جنات معروشات وغير معروشات والنخل ذات الأكمام……وجبال وظلال ولباس وشراب وطعام……وخيل وبغال وحمير وأنعام……
أبدأ اليوم حديثي ومقالتي معكم عن داء خطير ومرض عضال في نفوس بعض الناس ألا هو مرض الحسد.
أولًا: تعريف الحسد:-
تمني زوال النعمة عن المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها.
ثانيًا: أنواع الحسد:-
1- النوع الأول: كراهية النعمة للمحسود مطلقًا وهذا هو الحسد المذموم.
2- النوع الثاني: أن يكره فضل ذلك الشخص عليه فيحب أن يكون مثله أو أفضل منه وهذا هو الحسد الممدوح أو الغبطة.
ثالثًا: مراتب الحسد:-
1- يتمنى زوال النعمة عند الغير.
2- يتمنى زوال النعمة ويحب ذلك وإن كانت لا تنتقل إليه.
3- أن يتمنى زوال النعمةعن الغير بغضًا لذلك الشخص لسبب شرعي كأن يكون المحسود ظالمًا.
4- ألا يتمنى زوال النعمة عن المحسود ولكن يتمنى لنفسه مثلها وإن لم يحصل له مثلها تمنى زوالها عن المحسودحتى يتساويا ولا يفضله صاحبه.
5- أن يحب ويتمنى لنفسه مثلها فإن لم يحصل له مثلها فلا يحب زوالها عن مثله وهذه المرتبة لا بأس بها.
رابعًا: حكم الحسد:-
حرام فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث). <رواه مسلم>.
خامسًا: الأسباب التي تؤدي إلى الحسد:-
يكمن تقسيم الأسباب التي تؤدي إلى الحسد إلى أسباب من الحاسد أو من المحسود أو قد يشترك فيها الإثنان معًا الحاسد والمحسود:-
1- العداوة والبغضاء والحقد (وهذا يكون من الحاسد).
2- التعزز والترفع (وهذا يكون من الحاسد).
3- حب الرئاسة وطلب الجاه لنفسه (وهذا يكون من الحاسد).
4- حب الدنيا (وهذا يكون من الحاسد).
5- ظهور الفضل والنعمة على المحسود.
6- الكبر (وهذا يكون من المحسود).
7- شدة البغي وكثرة التطاول على العباد (وهذا يكون من المحسود).
8- المجاورة والمخالطة (وهذا يشترك فيه الحاسد والمحسود معًا).
سادسًا: بعض آثار الحسد وأضراره على الفرد والمجتمع:-
1- حلق الدين.
2- إنتقاء الإيمان الكامل.
3- رفع الخير وإنتشار البغضاء في المجتمع المسلم.
4- إسخاط الله تعالى وجني الأوزار.
5- مقت الناس للحاسد وعداوتهم وبغضهم له.
6- أن الحاسد يتكلم في المحسود بما لا يحل له من كذب وغيبة وإفشاء سرٍ.
سابعًا: الموقف الذي يجب أن يقفه المحسود من الحاسد:-
1- الرجوع إلى الله تبارك وتعالى وتجديد التوبة مع الله عز وجل من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه.
2- التوكل على الله تعالى.
3- الإستعاذة بالله تعالى وقراءة الأذكار والأوراد الشرعية.
4- دعاء الله عز وجل بأن يقيه من الحساد.
5- العدل مع الحاسد وعدم الإساءة إليه بالمثل.
6- الإحسان إلى الحاسد.
7- الرقية الشرعية.
8- عدم إخبار الحاسد بنعم الله تعالى عليه وبما منَّ الله تعالى به عليه.
ثامنًا: كيفية علاج الحسد أو من ابتلي بالإصابة بهذا الداء الخطير:-
1- التقوى والصبر.
2- القيام بحقوق المحسود.
3- عدم البغض.
4- العلم بأن الحسد ضرر على الحاسد في الدنيا قبل أن يكون في الآخرة أيضًا.
5- الثناء على المحسود وبره.
6- إفشاء السلام.
7- قمع أسباب الحسد من كبر وعزة نفس.
8- الإخلاص.
9- قراءة القرآن.
10- تذكر الحساب والعقاب والجنة والنار والعياذ بالله.
11- الدعاء والصدقة.
تاسعًا: أدلة على قبح الحسد:-
1- قول الله تعالى: "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين" فهذا مظهر قبح الحسد بأنه أول ذنب عُصي الله تعالى به في السماء.
2- قول الله تعالى: "واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانًا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين" فهذا دليل أيضًا على أن الحسد أول ذنب عُصي الله تعالى به في الأرض.
3- قول الله تعالى: "ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارًا حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تيبن لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأت الله بأمره إن الله على كل شيء قدير" فالحسد من صفات الكفار من اليهود والنصارى.
وختامًا أسأل الله تعالى لي ولكم ولجميع المسلمين بأن يجعلنا محبين للخير لإخواننا المسلمين وأن يجعلنا من الذين يفرحون إذا رأوا نعمة على إخوانهم.
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.