قصص الانبياء _ قصة موسي وفرعون

قصص الانبياء _ قصة موسي وفرعون

0 المراجعات

قصة سيدنا موسى وفرعون: درس في الصبر والرغبة في الحق

تعتبر قصة سيدنا موسى وفرعون واحدة من القصص الملهمة المذكورة في القرآن الكريم، حيث تتناول العديد من الدروس والعبر التي تعكس قيم الإيمان، الصبر، والتوكل على الله. تمثل هذه القصة صراعًا بين الحق والباطل، وتبرز قوة الله في مواجهة الظلم والتحديات.

بدأت قصة سيدنا موسى عندما وُلد في بني إسرائيل في زمن كان فرعون يحكم مصر بقبضة من حديد. في تلك الفترة، كان فرعون يخاف من تكاثر بني إسرائيل، لذا قرر إلقاء الرضّع الذكور في النيل. وقع اختيار الله على موسى ليكون نبيًا وقائدًا لبني إسرائيل.

تم وضع الطفل موسى في سلة صغيرة ووضعت في النيل. ولكن الله حفظه ورعاه، فوجدته أم فرعون وقررت أن تتبناه. بذلك، أُرِيَ موسى من قبل الله نعمة عظيمة ورُبِّيَ في بيت فرعون.

كبر موسى وكان يعيش حياة رغيدة في قصر فرعون، لكن الله اختاره لرسالة عظيمة. في أحد الأيام، رأى موسى جنديًا مصريًّا يعتدي على إسرائيلي، فلمّا رأى الظلم، قام بالدفاع عن الضعيف وقتل الجندي. بعد فعلته، أُرغِمَ موسى على الهرب من مصر خوفًا من العقاب.

في مدينة مدين، وجد موسى عملاً كراعي غنم لشيخٍ صالح. وفي إحدى رحلاته مع الغنم، شاهد نارًا في وسط الأرض، وعندما اقترب، سمع صوت الله يناديه من الشجرة المشتعلة. كان هذا لحظة خاصة حيث أُمِرَ موسى بأداء مهمة النبوة واسترجاع بني إسرائيل من قبضة فرعون.

رفض فرعون الاعتراف بالله وبنبوة موسى، وأصر على استمرار ظلمه واستبداده. في مواجهة فرعون، أمر الله موسى بالتحدث بلغة الرفق واللين مع فرعون ليعيش قلبه ويتأثر برسالة الحق.

تُظهِر قصة سيدنا موسى وفرعون لنا أهمية التوكل على الله والاستمرار في النضال من أجل الحق والعدالة، حتى في وجه أكبر الطغاة. كما تعلمنا هذه القصة درسًا قيمًا في الصبر والرغبة في الحق، وكيف ينقلب الظلم في وجه من يثبت ويتحمل في سبيل الله.

تتواصل قصة سيدنا موسى وفرعون بتصاعد التحديات والآيات الإلهية التي أُرسِلت لإظهار قوة الله والحق الذي يدعو إليه موسى. قدم الله العديد من الآيات والمعجزات لدعم موسى وأخذ الطغاة متسلطين على شعبه. من بين هذه الآيات، كانت تحويل عصا موسى إلى ثعبان وإشاعة البلاء في الأرض.

في مواجهة فرعون، استمرت المعجزات والآيات في هزيمة أفكار الطغاة وإظهار عظمة الله. ومع ذلك، لم يتوب فرعون عن طغيانه وكفره، وأصر على مقاومة الحق واستمر في ظلمه.

رغم العقبات والتحديات، أثبتت قصة سيدنا موسى أهمية الإيمان والصبر في مواجهة الظلم والاستبداد. تعلمنا أيضًا من خلال هذه القصة أن الله يكافئ الذين يثابرون في سبيله ويؤمنون برسالته.

في النهاية، جاءت النهاية المؤثرة لحكم فرعون عندما قرر موسى وبنو إسرائيل الهجرة من مصر. أمامهم بحر السواحل، وراءهم فرعون وجيشه. في تلك اللحظة الحرجة، أمر الله موسى بضرب البحر بعصاه، فانشق البحر، وامتدح موسى وقومه بالعبور في أمان.

وفي محاولة يائسة للهروب من الحكم الذي كان يقترب منه، حاول فرعون أيضًا عبور البحر. ولكن عندما شهد أنه فشل وبدأ الماء ينهار عليه، تاب وأسلم، لكن تأخر توبته جعله من ضحايا البحر.

هكذا انقلبت القوة والظلم، وبينما نجا موسى وبنو إسرائيل، جرفت الأمواج فرعون وجيشه. وكتذكير دائم بقوة الله وعدالته، أُحيِيَتْ قصة موسى في القرآن الكريم لتظل مصدر إلهام وعظة للناس في جميع الأزمان.

تظهر قصة سيدنا موسى وفرعون في العديد من السور في القرآن الكريم. إليك بعض الآيات التي تشير إلى هذه القصة:

في سورة القصص (28:3-44):

  • الآيات 3-44 تحكي بالتفصيل قصة موسى منذ ولادته إلى لحظة الفرار من مصر، وتشمل لقاء موسى بالله عند الشجرة المشتعلة ومواجهته لفرعون.

في سورة طه (20:9-73):

  • الآيات 9-73 تتناول قصة موسى وفرعون بشكل موجز، من دعوة موسى لفرعون إلى التوحيد إلى الأحداث التي أدت إلى هروب بني إسرائيل من مصر.

في سورة الأعراف (7:103-136):

  • الآيات 103-136 تتحدث عن قصة موسى وفرعون والآيات والآيات التي أرسلها الله ليظهر قوته ويهدي بني إسرائيل.

في سورة يونس (10:75-92):

  • الآيات 75-92 تلقي الضوء على جانب آخر من قصة موسى وفرعون وتذكر اللهون الذي أدى إلى رفض فرعون للهداية.

هذه الآيات تقدم لمحة عن قصة سيدنا موسى وفرعون في القرآن الكريم. قد يكون هناك آيات أخرى تتناول هذه القصة بشكل متفرق في سور أخرى، ولذا يفضل الرجوع إلى القرآن لفهم السياق الكامل.

 


 

 


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

2

followers

0

followings

1

مقالات مشابة