أنبياء الله: سليمان عليه السلام ج٢
و منها أن شيطانا من الجن قد خدع سليمان عليه السلام وأخذ منه خاتم الملك الذي فيه كل قوته وألقاه في قلب البحر وجلس علي كرسيه أربعين يوماً حتي وجد سليمان الخاتم في بطن سمكة .
بالطبع كلها خرافات و أكاذيب علي نبي الله ، و أقرب التفاسير للصحة هي ما أورده الفخر الرازي بأن سليمان عليه السلام قد أصابه مرضا شديدا احتار فيه أطباء المملكة كلها ولم يعرف له علاج إنسيا ولا جنيا حتي جلس علي كرسيه جسدا وكأنه جثة لا حياة فيها ، وكان سليمان طول الوقت يسبح الله ويستغفره ويستجيره ولم ييأس لحظة من رحمة الله حتي شفاه الله تعالي وعاد إلي صحته و ملكه ومملكته كما كان من قبل.
أوردت التوارة افتراءات واكاذيب لا حدود علي نبي الله سليمان منها أنه كفر وعبد الأصنام واتهم سليمان بالسحر فقد روج شياطين الجن وأوحوا لأوليائهم من شياطين الإنس أن ينشروا بين الناس أن سليمان عليه السلام كان يسخرهم بالسحر ، وأكاذيب أخري وافتراءات علي نبي الله عليه السلام ويكفي أن الله تعالي قد برءه من كل ذلك في آية واحدة :
"وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ "
يذكر أنه من أهم أعمال سليمان عليه السلام أنه أكمل بنيان مسجدا لله في اورشليم والذي كان داوود عليه السلام قد بدأ فيه ،بناه سليمان وزينه علي أفضل ما يمكن ، جعل الجن يحضرون له الأحجار والأخشاب والخامات من كل أنحاء العالم حتي أكمل هذا المسجد العظيم وزينه بالأحجار الكريمة حتي أصبح تحفة معمارية لا يضاهيا بناء آخر علي وجه الارض .
ظل هذا المسجد قائما حتي خربه ودمره ونهبه نبوخذ نصر عند اجتياح الإمبراطورية البابلية لمملكة يهوذا بعد هذا التاريخ بنحو خمسمائة عام .
في النهاية مات سليمان عليه السلام متكأ علي عصاه و لم تعرف الشياطين التي كان يسخرها أنه مات إلا بعد أن أكلت دودة الأرض العصا فسقط جسده، وذلك كان درسا قاسيا لهم وتوضيحا للناس أنهم لا يعرفون الغيب ولو كانوا يعرفون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين - كما وصف القرآن الكريم .
هناك تفاصيل أخري في قصة سليمان عليه السلام و لكن اكتفينا بالاحداث الرئيسية فيها فقط .
و من الجدير بالذكر أن مملكة سليمان عليه السلام تعتبر من الألغاز التاريخية الأكثر غموضا علي الإطلاق ، فلا أحد يعرف أين ذهب قصر سليمان المذهل ولا أين ذهبت ثروات مملكته ولا كيف انتهت تلك الممكلة بشكل غريب.
أما عن المملكة نفسها فهناك غموض غير طبيعي يحيط بها ، تايخيا كان حكم سليمان عليه السلام في القرن العاشر قبل الميلاد ، وقد ذكر أنه ملك الأرض بينما يذكر التاريخ أنه في تلك الفترة كان في مصر المجاورة مملكة قوية يحكمها شيشنق وأسرة من الحكام الليبيين الغزاة وليس هناك أي ذكر لحكم أو لعودة لبني إسرائيل إلي مصر بعد خروجهم مع موسي عليه السلام ، أما شرق مملكة سليمان في نفس التاريخ كانت الإمبراطورية الآشورية قائمة وفي أوج ازدهارها وقوتها ،اي أن ملك بني إسرائيل - تاريخيا - لم يصل إلي العراق .
وكما ذكرت فهناك غموض كبير جداً في تلك الفترة الزمنية التي لم تشرق عليها الشمس حتي الآن ويبدو أن أسرارها لم تكشف بعد .
تحياتي .
المصادر : أنبياء الله ( أحمد بهجت )
موسوعة اليهود و اليهودية ( عبد الوهاب المسيري )