قصص الأنبياء: نبي الله إسماعيل عليه السلام ج٢

قصص الأنبياء: نبي الله إسماعيل عليه السلام ج٢

0 المراجعات

- التضحية الرابعة ..
 
 - بأحد زيارات ابراهيم عليه السلام لمكة وبينما هو نائم في مكة، إذ رأى رؤية في المنام أنه يذبح ابنه وهو يعلم أن رؤى الأنبياء حق ولا يتمثل فيها الشيطان، فعزم على هذا الأمر ولم يتردد. بل قام من مجلسه و دعا إبنه و تلا عليه ما رأى، و سأله ما رأيه، فرد إسماعيل ردًا لم تجد مثيلا له .. إفعل أنت ما تؤمر يا أبي، ستجدني إن شاء الله من الصابرين، و ذهب معه حيث الذبيح ..
 - قلب ابراهيم ينفجر على ولده البكر الذي تمناه طويلاً و لكنه سيضحي به من أجل الأمر الإلهي، و إسماعيل أيضًا سيضحي بنفسه لذات الأمر فقال لأبيه إجعل جبهتي للأرض حتى لا تصيبك شفقةً،  و جعل نفسه هكذا، فمرر ابراهيم السكين على رقبته فلم تقطع، فقال إسماعيل "شد يا أبي" فشد فلم تقطع !!. 
 - فكان ذلك تسليمًا تامًا لأمر الله، فهنا كان "الإسلام" الكامل لوجه الله، من حبًا لله سبحانه وتعالى، و نبذ الحياة الدنيا، فإذا هم كذلك فسمع ابراهيم صوتًا من خلفه فوجد جبريل ومعه كبش فداء نزل من الجنة، فهو كبش قد رعى في الجنة أربعين خريف أبيض أعين عيناه واسعتان وقرونه كبيرة هكذا وفى وهكذا فدى اسماعيل عليه السلام .. فهوى بسكينه عليه فذبحه، ذلك السكين الذي لم يكن يذبح اسماعيل منذ لحظات .. 
 - بسم الله الرحمن الرحيم {أن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين} (الصافات:105) ..

 الطاعة و الحكمة ..

 - توفيت هاجر و دُفنت بالحجر وماتت أم إسماعيل ،فكان إسماعيل وحيدًا فتزوج، فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلم يجد إسماعيل ، فسأل زوجته عنه و لم يُصرح بكينونته، فاشتكت ضيق الحال فقال لها أبلغيه سلامًا، و أن له أن يُغير عتبة بابه، فلما عاد إسماعيل فأستأنس بالمنزل فسألها، هل من غريبًا قد أتى فتلت عليه ما جرى فقال لها .. هذا أبي و قد أمرني أن أفارققك، فطلقها و تزوج من غيرها، فلبث ابراهيم ما شاء الله، ثم أتاهم فلم يجده فسأل زوجته، فقالت نحن بخير حال و حمدت الله الواحد الاحد، فسأل عن طعامهم و شرابهم فقالت له "اللحم و الماء" فقال "اللهم بارك لهم في اللحم و الماء" و لبث عندهم فترة ..

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ولم يكن لهم يومئذ حب ، ولو كان لهم حب لدعا لهم فيه"  

 - بناء الكعبة ..

 - نزل أمر الله على ابراهيم عليه السلام بأن يبني البيت الحرام، فاجتمع بولده اسماعيل و قال له إن الله أمرني بأمر . قال : فاصنع ما أمرك به ربك ، قال : وتعينني ؟ قال : وأعينك . قال : فإن الله أمرني أن أبني هاهنا بيتاً . وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها .. 
 - فأخذ اسماعيل يجمع الحجارة و الأخشاب و ابراهيم الشيخ العجوز يبني، فكانا إذا ناولا بعضهما الحجارة قالا "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " .. 
 - أخذا يطوفان حول البناء و هم يبنونه قائلين "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم" .. 
 - فكانت تلك سُنة المُسلمين بجميع أنحاء العالم لقرون طوال الإقتداء بإبراهيم و إسماعيل أجداد نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم !. 
 - بسم الله الرحمن الرحيم { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم * ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم} (البقرة:127-128) ..

 - عاش إسماعيل مائة و سبعًا و ثلاثين سنة قضاها كلها في الدعوة و الطاعة، فدعا قومه فٱمنوا بما أنزل إلى أبيه و إليه، و دعا عابري السبيل إلى قومه، فكانت مكة ٱنذاك شعلة للإسلام و اشتهر إسماعيل بوفاءه العهد و الموعد فكرمه الله بٱيات مُحكمات، و مات و دفن بالحجر مع أمه هاجر رضي الله عنها .. 
 - بسم الله الرحمن الرحيم { {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا * وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا} (مريم:54-55) ..

و قد كان إسماعيل نبيًا، و أبًا للعرب !.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

610

followings

115

مقالات مشابة