سيرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم

سيرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم

0 المراجعات

السيرة النبوية

عندما نتحدث عن السيرة النبوية، فإننا نشير إلى قصة حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي يُعتبر الشخصية الرئيسية في الإسلام والمرسل الأكبر لرسالة الإسلام. تُعتبر سيرته مصدر إلهام وتوجيه للمسلمين في جميع أنحاء العالم، وتشكل قاعدة أخلاقية وروحانية تستمد منها العديد من القيم والتعاليم التي يحاول المسلمون تطبيقها في حياتهم اليومية.

 

تبدأ السيرة النبوية بولادة النبي محمد في مكة المكرمة في العام 570 ميلاديًا، وتستمر حتى وفاته في المدينة المنورة في العام 632 ميلاديًا. من المهم جدًا لفهم السيرة النبوية أن نفهم السياق التاريخي والثقافي الذي نشأ فيه النبي محمد، حيث كانت المجتمعات العربية في ذلك الوقت تعاني من الجهل والتخلف، وكانت تسودها الفساد والظلم.

بدأت رسالة النبي محمد عندما بلغ الخمس والأربعين من عمره، حيث بدأ يبلغ برسالة الإسلام التي دعت إلى عبادة الله الواحد ورفض الشرك والتحول من الظلم والجهل إلى العدل والمعرفة. تعرض النبي محمد وأصحابه للكثير من الاضطهاد والمعاناة في مكة من قبل المشركين، إلا أنهم استمروا في نشر الإسلام وتعليم الناس الحق والخير.

بعد مؤتمر العقبة الثانية، انتقل النبي محمد إلى المدينة المنورة حيث وجد دعمًا أكبر من الأنصار، وهناك بنى الدولة الإسلامية وأقام العديد من القوانين والتنظيمات التي تحكم الحياة المسلمة. تحدثت السيرة النبوية عن العديد من الأحداث الهامة مثل غزوات النبي ومعاركه مع الأعداء وكذلك عن حياته الشخصية وأخلاقه العالية.

تُعتبر السيرة النبوية مصدرًا هامًا للتعلم والاستفادة، حيث تحتوي على دروس كثيرة في الصبر والتسامح والرحمة والعدالة والتعايش السلمي بين الناس. ومن المهم أيضًا فهم السياق الثقافي والتاريخي لتلك الفترة لفهم القرارات والأفعال التي قام بها النبي محمد.

باختصار، السيرة النبوية هي قصة حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتعتبر مصدرًا هامًا للتعلم والاستفادة من القيم والتعاليم الإسلامية.

مَولد النبيّ 

ونشأته وُلِدَ نبيّ الأمة، وخاتم الرُّسل محمد -عليه الصلاة والسلام- يوم الاثنين من شهر ربيع الأوّل من عام الفيل، وقد رأت أمّه حين ولادته كأنّ نوراً يخرج منها تُضيء له قصور الشام، وقد نشأ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في قومه يتيماً دون أب؛ فقد ظلَّ مع أمّه التي سَعَت إلى التماس المَراضع له منذ صِغره، فأرضعته مُبكِّراً مَولاة أبي لهب، وتُدعى ثويبة.[١] فيديو قد يعجبك: ثمّ أخذته حليمة السعدية إلى ديار بني سعد؛ التماسَ مُرضعةً له من الأعراب، وبقيَ عندها زماناً، وحصلت له في تلك الديار حادثة شَقّ الصَّدر؛ حين أتاه جبريل -عليه السلام-، فشَقّ عن صَدره، وأخرج قلبه، فشَقَّه نصفَين، ثمّ أخرج منه قطعةً سوداء؛ وهي حَظّ الشيطان منه، ثمّ غسلَ القلب بماء زمزم، ثمّ لَأَمَ قلبه، وأعاده إلى مكانه، ثمّ أعادته مُرضعته إلى أهله.[١] مكث محمّدٌ -عليه الصلاة والسلام- عند أمّه حتى كتب الله عليها الوفاة؛ وذلك حينما كانت برفقة نبيّ الله في زيارةٍ لأخواله من بني النجّار في المدينة المُنوَّرة، وبعد وفاة أمّه، كَفِلَه جدّه عبد المطّلب، ثمّ ما لبث أن تُوفّي، وكان عُمر النبيّ ثمانية أعوام، ثمّ كَفِلَه عمّه أبو طالب، فنشأ في بيته، وحينما عاينَ النبيّ فَقْرَ عمّه، قرَّرَ مساعدته في تحمُّل نفقات البيت، فرعى غنمَ قريش زماناً، ثمّ عَمِلَ مع عمّه في التجارة إلى الشام.[١] وفي إحدى رحلاتهم التجارية إلى الشام، لاحظ أحد الرُّهبان حين كان يتعبّد في صومعةٍ له علاماتٍ تدلّ على وجود نبيٍّ في تلك القافلة، فخرج إلى القوم مُخبراً إيّاهم بأمر محمّدٍ -عليه الصلاة والسلام-، وكيف أنّه سيكون نبيّاً في آخر الزمان، والمَبعوث رحمةً للعالَمين، وأخبرهم بما رأى من حاله، ومن ذلك سجود الشجر، والحجر له، وتظليل الغمامة له أثناء مَسيره.[١]

شباب النبيّ 

اشتُهِر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في شبابه بالصدق، والأمانة، وعُرِف بهما بين أقرانه، وحينما ذاع صيته بين الناس، أوكلَته السيّدة خديجة -رضي الله عنها- بالتجارة بأموالها، وكانت امرأةً عاقلةً، وصاحبةَ أموالٍ، فنجحَ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بإدارة أموالها، وأدرَّ عليها الكثير من الرِّبح بفَضل حِنكته، ومهارته في التجارة، فدعَته السيّدة خديجة إلى خِطبتها؛ لِما رأت من مقام له بين الناس، وخَبرته من أخلاقه، فتزوّجها النبيّ، وكان عمره خمساً وعشرين سنةً، بينما كان عُمرها أربعين سنةً، وظلَّ زوجاً مُخلصاً لها طيلة خمسٍ وعشرين سنةً إلى حين توفّاها الله.[٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- حينما بلغ من عمره خمساً وثلاثين سنةً، حصل له موقفٌ مع قومه، فدلّ على حِكمته، وحُسن تصرُّفه في الأمور؛ حيث اختلفت قبائل قريش عند إعادة بناء البيت في وَضع الحجر الأسود، ومَن سيقوم بتلك المهمّة؛ فقد أرادت كلّ قبيلةٍ أن تحوز شرفَ نَقل الحجر، فاختلفوا إلى نبيّ الله محمّدٍ؛ لحَلّ النِّزاع بينهم، فأشار عليهم أن يضعوا الحجر الأسود في رِداءٍ، وتُمسك كلّ قبيلةٍ بطَرفٍ منه، فوافقوا على رأي النبيّ، وحملوا الحجر الأسود، ثمّ وضعَه النبيّ في مَوضعه.[٢]

تعبُّد النبيّ 

في غار حراء حُبِّبت إلى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الخُلوة مع ربّه، فكان يتعبّد على دين الحنيفيّة الليالي ذوات العدد في غار حراء، وكانت أوّل عهده بالوحي الرؤيا الصادقة؛ إذ كان يرى المَنام، فيتحقّق في الواقع كفَلق الصُّبح، وفي إحدى المَرّات، وبينما كان النبيّ في غار حراءٍ، وكان يبلغ أربعين سنةً من عُمره آنذاك، إذ بجبريل -عليه السلام- يتنزّل عليه من السماء، ويأمره بالقراءة، فيقول له إنّه ليس بقارئ، ثمّ يُعيد جبريل عليه الأمر مرّتًين، فيعتذر النبيّ في كلّ مرّةٍ، ثمّ تتنزّل عليه أولى آيات الوَحي على لسان جبريل -عليه السلام-، وهي قَوْله -تعالى-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ)،[٣] ثمّ يعود النبيّ بعد تنزُّل تلك الآيات عليه إلى السيّدة خديجة خائفاً مُرتعِداً، فتُزيل عنه هَمّه، وتُسكّن روعه، وتُذكّره بأخلاقه بين الناس، وأنّه يُقري الضيف، ويصل الرَّحِم، ويُكسب المَعدوم، ويُعين على النوائب، ومَن كان ذلك حاله فلا يُضيّعه الله، ثمّ ذهبت معه إلى ابن عمّها؛ ورقة بين نوفل، وكان رجلاً نصرانيّاً عنده عِلمٌ من الكتاب، فسألته عمّا حدث مع النبيّ، فأدرك بعلمه أنّ ذلك ما هو إلّا الناموس الذي أُنزِل على موسى -عليه السلام-، فازداد النبيّ ثباتاً على أمره.[٤][٥]

الدعوة السرّية 

بعد نزول الوحي والأمر بالدعوة، وذلك في قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ*قُمْ فَأَنذِرْ)،[٨] بدأ النبيّ واجبات الدعوة، وأعباءها بإنذار الناس؛ فدعا أقرب الناس إليه؛ وهم أهله، وأصحابه، وكانت دعوته لهم سرّية؛ كي لا يُعرّضهم الجَهر بالإسلام للهلاك، والقَتل على يد قريش التي تعصّبت لعبادة الأصنام، وقد استمرّت هذه الدعوة سرّاً مدّة ثلاث سنوات.[٩]

جَهْر النبيّ بالدعوة 

بدأ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الجَهْر بالدعوة إلى الإسلام حينما نزل قَوْله -تعالى-: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)؛[١٠] فانطلق النبيّ لدعوة قومه؛ حيث وقف على جبل الصفا منادياً إيّاهم؛ ليجتمعوا عنده، فاجتمع جُلّ القوم، فخطب فيهم النبيّ مُختبراً مكانته فيهم، ومدى مصداقيّته عندهم، حيث استفهم ابتداءً عن تصديقهم إيّاه إن حذّرهم من خيلٍ قادمةٍ بسفح الجبل تريد أن تُغير عليهم، فأجاب القوم كلّهم بتصديقه في ذلك، فقال لهم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بأنّه مُنذِر لهم من عذاب الله إن استمرّوا على حالهم.[١١]
إيذاء قريش بدأت قريش بإيذاء المسلمين منذ أن جَهَر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بدعوته، ولم تَأْلُ خلال سنينٍ عشرٍ جُهداً في إيذاء المؤمنين، وإهانتهم، واللمْزِ بهم قولاً، وفِعلاً، ولم يسلم صاحب الدعوة والرسالة من الأذى؛ فقد نال نصيباً وافراً من الاتِّهامات الباطلة، والتشهير الأرعن؛ فقد اتُِّهم تارةً بالجنون، وتارةً أخرى بالسِّحر، وعانى أصحابه من الظُّلم، والتحقير، والشتائم؛ فما لانَت قناتُهم، وما ضَعُفَت عزيمتُهم.[١٢]

تعريف السيرة النبوية

 تعرف السيرة في اللغة بأنها الحدث من الأحداث القديمة الأولى، والسيرة في الاصطلاح تطلق ويقصد بها: دراسة حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبار أصحابه على الجملة، وبيان أخلاقه وصفاته وخصائصه ودلائل نبوته، وأحوال عصره. [١]

مصادر معرفة السيرة النبوية
 تتعدد المصادر التي يُتوصل عن طريقها إلى معرفة سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن أهم المصادر التي يُعتمد عليها في معرفة السيرة ما يأتي: [٢]
القرآن الكريم
وردت العديد من الآيات القرآنية تبين العديد من الأحداث التي حصلت في اليسيرة النبوية، كما في غزة بدر، وغزوة حنين، وبيعة الرضوان، وغيرها من الأحداث، لذلك يعد القرآن الكريم من المصادر الأصلية التي تعرضت للسيرة النبوية

السنة النبوية 

السنة النبوية والأحاديث يعبر بها عما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير، وهذا يضمن وجود كم كبير من الأحداث التي تم التعرض إليها من السيرة في كتب السنة النبوية.

كتب السيرة النبوية 

ظهرت الكثير من الكتب المختصة بذكر أحداث السيرة، والتي انفردت بذكر أحوال حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتعاملاته مع زوجاته وأصحابه، والملوك وغيرهم.
كتب الدلائل النبوية كتب الدلائل النبوية أحد أنواع كتب السيرة النبوية إلا أنها انفردت في التعرض للأدلة التي تبين صدق نبوة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد ذكرت في كتب الدلائل الكثير من أحداث السيرة المتعلقة بأحداث صاحبتها معجزات للنبي -صلى الله عليه وسلم-. ومن المصادر التي وجدت بها أحداث السيرة النبية بشكل تبعي كتب البلدان، وكتب التراجم، وكتب الفقه، إذ ذكرت فيها أحداث السيرة وفقًا للموضوعات التي اختصت بها هذه الكتب.

كتب الدلائل النبوية 

كتب الدلائل النبوية أحد أنواع كتب السيرة النبوية إلا أنها انفردت في التعرض للأدلة التي تبين صدق نبوة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد ذكرت في كتب الدلائل الكثير من أحداث السيرة المتعلقة بأحداث صاحبتها معجزات للنبي -صلى الله عليه وسلم-. ومن المصادر التي وجدت بها أحداث السيرة النبية بشكل تبعي كتب البلدان، وكتب التراجم، وكتب الفقه، إذ ذكرت فيها أحداث السيرة وفقًا للموضوعات التي اختصت بها هذه الكتب.

أهمية معرفة السيرة النبوية

 لمعرفة السيرة النبوية الكثير من الأهمية، وفيما يأتي أهم النقاط المبينة لأهمية السيرة النبوية: [٣] السيرة النبوية طريق للتعرف على شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم-، من خلال التعرف على طريقة عيشه، وظروف حياته، والأسلوب الذي واجه به الحياة بشتى ظروفها. السيرة النبوية توفر للفرد القدوة والصورة المثلى التي تتعلق بكل درو يؤديه الفرد في الحياة، كأب أو زوج، أو ابن، أو قائد، أو غيرها من الأدوار. الإعانة على فهم القرآن الكريم وتذوق مقاصده، وخاصة الآيات المتعلقة بسؤال أو حدث من أحداث السيرة. بيان أن الشريعة عملية وممكنة التطبيق، ونفي فكرة مثالية الشريعة واستحالة تطبيقها.

أهم أحداث السيرة النبوية 

تتعرض السيرة النبوية لحياة النبي بدأ من مولده، وانتهاء بوفاته -عليه الصلاة والسلام-، ومن اهم أحداث السيرة النبوية:

أهم أحداث السيرة النبوية 

تتعرض السيرة النبوية لحياة النبي بدأ من مولده، وانتهاء بوفاته -عليه الصلاة والسلام-، ومن اهم أحداث السيرة النبوية:

بعثته ودعوته 

عاشَ صلّى الله عليهِ وسلّم يتيمًا حينَ توفّي عنهُ والدهُ عبدالله فتكفّلهُ عمّهُ أبو طالب، وعاشَ عليهِ الصلاة والسلام عيشة الكفاف في كنف عمّه أبو طالب، حتّى تزوّج بخديجة بنت خويلد، والتي أكرمهُ الله في عهدها بالوحي حينَ بلغَ الأربعين من عُمره، فكانت تلك بداية الرسالة والوحي والأمر بالدعوة إلى الله.[٥] مكثَ رسولُ الله عليهِ الصلاة والسلام يدعو إلى الله على مدار ثلاثٍ وعشرينَ سنة، أخرجهُ خلالها قومهُ قُريش من مكّة فهاجرَ منها إلى المدينة المُنوّرة، التي كانت أوّل عاصمة للدولة الإسلاميّة، وفيها جرَت أحداث السيرة النبويّة من غزوات ومعارك. توفّي صلّى الله عليهِ وسلّم بعد هجرته من مكّة إلى المدينة بنحوِ إحدَى عشرةَ سنة، وكانت وفاتهُ عليهِ الصلاةُ والسلام في يوم ذكرى ولادته، وذلك في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول في السنة الحادي عشرة للهجرة، وكانَ عُمرهُ عليهِ الصلاة والسلام ثلاثاً وستّينَ سنة.[٦]

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة