قصة شاب وكيف عاد إلى الله

قصة شاب وكيف عاد إلى الله

0 المراجعات

جُبِل اِبْن آدم على الذُّنوب والْخطايَا وَهذَا طبع فِيه فَهُو ضعيف مُزْجِت فِيه الشَّهْوة وَحُب اَلخُلود على هَذِه الأرْض .
وَمِن - رَحمَه اَللَّه - وكرمه أَنَّه فتح باب التَّوْبة والرُّجوع إِلَيه فَهُو يَعلَم سُبْحانه بِأنَّ الإنْسان ضعيف لََا يَتَمالَك نَفسَه مع مُغريَات الحيَاة هِي قِصَّة شابٍّ فِي العشْرين مِن اَلعُمر كان بعيدًا كُلَّ اَلبُعد عن طَاعَة اَللَّه - تَبارَك وَتَعالَى - وَكَان مُسْرِفا على نَفسِه بِالذُّنوب والْمعاصي فَكَان شاربًا لِلْخمْر مُتَعاطِي لِلْمخدِّرات مُسْتمِعًا لِلْأغاني والْموسيقى وَكَان يَسُب ويشْتم كُلٌّ مِن يمْسحه أو يَذكُره بِاللَّه وَلكِن رَغْم كُلِّ هذَا الفسَاد اَلذِي يحْمله فِي قَلبِه كان يَمتَلِك رَحمَه وعطْفًا على الحيوانات وَحتَّى على الضُّعفاء مِن النَّاس فَكَان كُلمَا يرى مِسْكينًا أو فقيرًا يُعْطِيه مَا جَادَّت نفسهُ مِن الطَّعَام أو اَلْمال حَتَّى وَإِن كان شاربًا لِلْخمْر أحْيانًا اَلكُل كان يعْرفه فَهُو مَشهُور فِي حَيِّه وَذَات مَرَّة وَبَينمَا هُو وأصْدقائه يَجوبُون شَوارِع المدينة بِسيَّارته السَّوْداء وكانتْ أَصوَات الموسيقى تَنبَعِث مِن مِذيَاع سيَّارَته رأى فِي طَريقِه صبيًّا جالسًا فِي إِحْدى زوايَا اَلبُيوت المهْجورة مُطَأْطئا رَأسُه يَبكِي أَوقَف سيَّارَته واقْتَرب مِنْه ثُمَّ سَألَه مَا بِك أَيهَا الولد؟
فَقَال لَه أنَا جَائِع ولم أَتذَوق الطَّعَام مُنْذ أَيَّام لِأنَّ أَبِي رحل عَنَّا وَتَركنَا هَكذَا!
لَم يَتَمالَك الشَّابُّ دُمُوعَه وَقَال بِصَوت حزين حسنًا اِنْتظرني هُنَا وَساتِيك بِكلِّ مَا تَشتهِيه اِبتسَم ذَلِك اَلصبِي فرحًا وَهُو يَمسَح دُمُوعَه اَلتِي كَانَت كَحَبات اللُّؤْلؤ النَّاصع عاد الشَّابِّ إِدْراجه إِلى ذَلِك المكَان مُحَملا بِأشْهى أَنوَاع الطَّعَام والْمشْروبات والسَّعادة تَغمُر قَلبَه وَهُو يُسَارِع خُطَاه حَتَّى أصْدقائه الَّذين كَانُوا معه فِي سيَّارَته اِلتفَّو حَوْل اَلصبِي وتحدَّثوا معه وقرَّروا أن يعْتنوا بِه وَيكرِمه غَايَة الكرم فأخذه صاحبنَا إِلى بَيتِه وَأمَر والدَته أن تَعتَنِي بِه ريْثمَا يَجدُون لَه مكانًا آمنًا يعيش فِيه كان الشَّابُّ فرحًا مَسرُورا وَهُو يُقدِّم يد المساعدة وَيجبِر خَاطِر هذَا اَلصبِي اَليتِيم
ولم يَدرِي بِأنَّ اَللَّه سِينير قَلبَه وَيرُده إِلَيه ردًّا جميلا وَلمَّا أَصبَح الصَّبَاح اِسْتيْقظ الشَّابُّ وَكُله نَشَاط وَحيوِية فاغْتَسل وتطهِّر لِلصَّلَاة فكانتْ أَوَّل صَلَاة لَه مُنْذ سَنَوات طَوِيلَة فَصلَّى بِخشوع وَبكَى بكى لََا يعْلمه إِلَّا اَللَّه وَمُنذ ذَلِك الوقْتِ أَصبَح مِن رُوَّاد المساجد وحفْظ اَلقُرآن اَلكرِيم فاسْتنار وَجهُه وَكسِي بِثَوب الهيْبة والْوقار تَعجَّب أَهْل اَلحَي وَحتَّى والدَته اَلتِي أَلفَت طَرِيقَة حَديثِه مَعهَا وصراخه عليْهَا فِي كُلِّ وَقْت.

فسبْحَان مِن يَهدِي من يَشَاء إِلى صِراطه المسْتقيم وَكمَا قال نَبِينَا صَلَّى اَللَّه عليْه وَآلِه وَسلَّم صَدقَة السِّرِّ تُطْفِئ غضب اَلرَّب
فلا يدري الواحد منا أي عملٍ يُقربه إلى الله بعد الإيمان به وتوحيده
والكلمة الطيبة صدقة كما جاء عن نبينا صلى الله عليه وسلم 
فمن جبر خواطر الضعفاء أدركتهُ عناية الله في جوف المخاطِر image about قصة شاب وكيف عاد إلى الله

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

1

followers

0

followings

4

مقالات مشابة