قصة سيدنا يعقوب عليه السلام: رحلة نبيٍّ صبرٍ وإيمانٍ

مقدمة:

يُعدّ سيدنا يعقوب عليه السلام من أعظم أنبياء الله تعالى، وله قصةٌ حافلةٌ بالدروس والعبر، مليئةٌ بالصبر والإيمان والابتلاءات.

مولده ونشأته:

ولد سيدنا يعقوب عليه السلام في أرض كنعان لوالده إسحاق عليه السلام، وأمه رفقة. نشأ يعقوب في كنف والده، وتعلم منه مكارم الأخلاق وحبّ الله تعالى.

هجرته إلى حران:

تعرض سيدنا يعقوب عليه السلام لمحاولة قتلٍ من قبل أخيه العيص عليه السلام، فأتى بأمرٍ من الله تعالى إلى أرض حران ليقيم عند خاله لابان.

زواجه من ليا وراحيل:

في حران، تزوج سيدنا يعقوب من ابنتي خاله ليا وراحيل، بعد أن عمل عنده مدةً من الزمن. رزقه الله تعالى من ليا بأبناءٍ هم: روبيل، شمعون، لاوي، يهوذا، دان، نفتالي. ومن راحيل رزقه الله بيوسف وبنيامين.

ثروته ومكانته:

بارك الله تعالى في سيدنا يعقوب، فكثرت مواشيه وأصبح ذا ثروةٍ عظيمةٍ ومكانةٍ مرموقةٍ في حران.

عودته إلى كنعان:

بعد مرورِ عشرين عامًا على هجرته، أمر الله تعالى سيدنا يعقوب بالعودة إلى أرض كنعان.

مواجهة إخوته:

خاف سيدنا يعقوب من لقاء إخوته، فاتخذ احتياطاتٍ لحماية عائلته، لكنّ الله تعالى طمأنه وجعله يلتقي إخوته بسلامٍ وأمانٍ.

قصة يوسف:

كان سيدنا يوسف عليه السلام من أحبّ أبناء سيدنا يعقوب إليه، ممّا أثار حقد إخوته عليه، فباعوه عبداً إلى تجارٍ مصريين.

مصير يوسف في مصر:

باع التجار يوسف إلى عزيزٍ في مصر، فاتّهمه زوراً بالفاحشة، فسُجن ظلماً.

تفسير أحلام السجينين:

في السجن، فسّر سيدنا يوسف عليه السلام أحلام السجينين معه، فحقق الله تعالى تفسيره، ممّا جعله مشهوراً في مصر.

الملك وتفسير حلمه:

رأى ملك مصر حلماً غامضاً، فلم يستطع أحدٌ من مُفسّري الأحلام تفسيره، فعرف سيدنا يوسف تفسيره، فأمر الملك بإخراجه من السجن وتولّيه خزائن مصر.

لقاء يوسف بوالده:

بعد مرورِ سنواتٍ طويلةٍ، حدثت مجاعةٌ في البلاد، فجاء إخوة سيدنا يوسف إلى مصر لشراء الطعام، فلم يعرفهم في البداية، لكنّه اختبرهم وعاتبهم على ما فعلوه بأخيه، ثمّ كشف عن نفسه لهم.

دعوة سيدنا يعقوب إلى مصر:

أرسل سيدنا يوسف رسلاً إلى والده يدعوه للحضور إلى مصر، فاستجاب سيدنا يعقوب ورحل إلى مصر مع عائلته.

لقاء الأب بالابن:

كان لقاء سيدنا يعقوب بابنه يوسف مؤثّراً للغاية، مليئاً بالمشاعر والأحاسيس.

برّ سيدنا يعقوب بوالديه:

كان سيدنا يعقوب عليه السلام باراً بوالديه، إسحاق عليه السلام ورفقة، وكان يُطيعهما ويُحسِن إليهما.

أمثلةٌ على برّ سيدنا يعقوب بوالديه:

طاعتهما: كان سيدنا يعقوب يطيع والديه في كلّ ما يأمرانه به، ما دام ذلك لا يتعارض مع أوامر الله تعالى.

إحسانه إليهما: كان سيدنا يعقوب يُحسن إلى والديه بالقول والفعل، وكان يُقدم لهما الرعاية والاهتمام.

برّه بهما بعد وفاتهما: واصل سيدنا يعقوب برّ والديه بعد وفاتهما، فكان يُدعي لهما ويستغفر لهما.

وفاة سيدنا يعقوب:

بعد مرورِ سنواتٍ من العيش في مصر، توفي سيدنا يعقوب عليه السلام، ودُفن في مدينة الخليل.

الدروس المستفادة من قصة سيدنا يعقوب:

• الصبر: لقد تحمّل سيدنا يعقوب عليه السلام العديد من الابتلاءات بصبرٍ وإيمانٍ عظيمين، ممّا يجعله قدوةً لنا في الصبر على مشاق الحياة.
• الإيمان: لقد آمن سيدنا يعقوب عليه السلام بالله تعالى إيماناً راسخاً، ولم يزحزحه عن إيمانه أيّ من الابتلاءات التي واجهها.
• التوكل على الله: توكّل سيدنا يعقوب على الله تعالى في كلّ أموره، فكان الله معه في كلّ خطوةٍ من خطواته.