قصة صاحب الجنتين

قصة صاحب الجنتين

5 المراجعات

تعتبر قصة صاحب الجنتين من القصص القرآنية البليغة التي وردت في سورة الكهف، والتي تحمل في طياتها دروساً عظيمة للمؤمنين. تحكي القصة عن رجلين، أحدهما كان يملك جنتين بديعتين والأخر كان فقيراً، وكيف انقلبت الموازين بسبب الغرور والجحود.قصة تبين لنا بأسلوب بليغ، صور عاقبة الجاحدين المغرورين وحسن عاقبة الشاكرين المتواضعين، تبين لنا الآثار الطيبة التي تترتب على الإيمان والعمل الصالح، والآثار السيئة التي يفضى إليها الكفر وسوء العمل، تبين لنا أنّ المتفرد بالولاية والقدرة هو الله عز وجل فلا قوة إلا قوته، ولا نصر إلا نصره، ولا مستحق للعبادة أحد سواه، ولا ثواب أفضل من ثوابه ولا عاقبة لأوليائه خير من العاقبة التي يقدرها لهم.فما هي قصة صاحب الجنتين ؟ولماذا لم يذكر اسم صاحب الجنتين وصاحبه ولا منطقة وزمان حدوث هذه القصة؟

صاحب الجنتين ووصف الجنتين 

كان هناك رجلان في زمن من الأزمنة، ومكان لم تذكر القصة أين ورجلان لم نعرف من هم ؟ ولاكن العبرة والعظة والدروس المستفاده من هذه القصة أهم من معرفة المكان والزمان أو الأسماء،أحدهما كان يملك جنتين من أفضل ما يمكن أن يمتلكه إنسان. كانت الجنتان مليئتين بالأشجار المثمرة والثمار الوفيرة، تجري من تحتهما الأنهار، وكل شيء فيهما كان يشير إلى جمال ونعمة الله. هذا الرجل كان سعيداً وفخوراً بما يملكه، واعتقد أن هذه النعم لن تزول أبداً. ،ووصف القرآن شكل الجنتين وصف دقيق أولا الجنتين هما مزرعتين أو بستانين مزروعبن أعناب ويحيط بهما نخيل من جميع الجهات كأنه سور يحيط بالجنتين،وبين الأعناب مزروع الكثير من الثمار المختلفه،وكان يفصل بينهما نهرا يجري بين المزرعتين .صاحب الجنتين كان كافرا بأنعم الله وينسب كل ما يملك لنفسه ،وأن الفضل في الزروع والغني هو وليس الله سبحانه وتعالى فماذا ستكون عاقبته؟وكان يظن أن في الأخره سيجد أفضل من الجنتين في الدنيا .قال تعالى:(واضرب لهما مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا(32)كلتا الجنتين ءاتت أكلها ولم تظلم منه شيءا وفجرنا خلالهما نهرا(33)وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا(34)ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا(35)وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلي ربي لأجدن خيرا منها منقلبا(36)

موقف الرجل المؤمن من صاحب الجنتين

كان لصاحب الجنتين صديق مؤمن ولاكنه فقير وفي أحد المرات دار  حوار، بين صاحب الجنتين وصاحبه المؤمن . نصح المؤمن صاحب الجنتين بأن يشكر الله على نعمه ويعترف بأن كل ما يملكه هو من فضل الله وليس بجهده فقط. ثم يكمل المؤمن الثابت على الإيمان المتمسك بالميزان الإيماني الصحيح،التى لم تخدعه الحياة الدنيا وزخرفها حواره،ويرد على تكبر وتعنت صاحبه الكافر ،بحوار هادىء ،وذكره بأصل خلقته من ضعف ومن مادة ضعيفة فيقول له:قال تعالى:(قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا(37)لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا(38)ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا(39)ويتابع المؤمن  أنه ثابت على الإيمان بالرب المنعم سبحانه وتعالى وأن الأصل أن يرتبط قلب العبد بالله في الغني والفقر وفي كل الأحوال،ان الأصل أن يذكر الإنسان ربه المنعم عندما يعجب بماله أو ولده ،ويجب أن يقول ما شاء الله وأن ينسب القوة والملك والنعمه لله سبحانه وتعالى فيقول :لا قوة إلا بالله ،ويكمل حواره بكل إيمان وثقه بالله تعالى،فيقول له إن كنت تراني فيما يظهر لك من علمك القاصر ،أنك أغني مني مالا وأكثر عدد وقوة ،فإن الله تعالى قادر أن يؤتيني خيرا من جنتك ويرسل عليها صاعقة من السماء فتصبح أرضها لا تصلح للزرع أو أن يختفي ماؤها ، قال تعالى:(فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا(409أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا(41)سورة الكهففما كان جزاء صاحب الجنتين ؟عاقبه الله سبحانه وتعالى وأرسل صاعقة من السماء على الجنتين ،فدمرت الجنتين وأهلكتهما،وأتلفت ما فيهما من ثمار ،فندم صاحب الجنتين على ما قدم وأدرك أنه يستحق العقاب بسبب كفره وعناده،وعلم حينها أن القوة والعظمة لله الواحد القهار ،وأن النعم يجب أن تقابل بشكر الله عليها قال تعالى:(وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا(42)ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا(43)سورة الكهف

الدروس المستفادة

تحتوي قصة صاحب الجنتين على العديد من الدروس والعبر، من أهمها:

  1. الشكر على النعم: من الضروري الاعتراف بأن كل النعم تأتي من الله والشكر عليها باستمرار.
  2. التواضع: الغرور والثقة الزائدة بالنفس قد تؤدي إلى الهلاك، ويجب أن نتواضع في كل شيء.
  3. الإيمان بيوم القيامة: يجب أن يكون لدينا إيمان بيوم القيامة وأن الله قادر على كل شيء.
  4. أهمية النصيحة: لا ينبغي الاستهانة بنصيحة الآخرين، خاصة إذا كانت نصيحة دينية تهدف إلى الخير.

تظل قصة صاحب الجنتين واحدة من القصص القرآنية التي تعلمنا الكثير عن أهمية الشكر والتواضع والإيمان. تذكرنا هذه القصة بأن كل ما نملكه هو بفضل الله، وأن علينا أن نكون ممتنين دائماً لنعم الله وأن نستخدمها في الخير، متذكرين أن الله قادر على تغيير الأحوال في أي لحظة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

9

متابعين

22

متابعهم

16

مقالات مشابة