سيدنا صالح عليه السلام وقوم ثمود
بعثة سيدنا صالح عليه السلام لهداية قوم ثمود
أرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا صالح عليه السلام إلى قوم ثمود الذين سكنوا فى منطقة الحجر بين الحجاز وتبوك، وكانت تسمى مدائن صالح وهم من العرب العاربة وأبناء عمومة مع قوم عاد.
وكان قوم ثمود يمتلكون قدرة جسدية هائلة فحفروا البيوت والقصور فى الجبال وآتاهم الله من نعمه وفضله، وكان سيدنا صالح عليه السلام قبل أن يُبعث فيهم من أشرافهم ومن عائلة عريقة وكان يتصف بالحكمة والعقل، فكانوا يرجعون إليه فى خصوماتهم و يسترشدون برأيه فى مشاكلهم.
بدأ سيدنا صالح عليه السلام فى دعوته إلى توحيد لله والإيمان به وترك عبادة الإصنام وذكرهم بنعم الله عليهم وأنه حكمهم فى الأرض، وأسبغ عليهم برحمته الواسعة وحذرهم من خسران ذلك كله و عذاب الله لهم كما حدث مع قوم عاد، فتعنتوا وتجبروا ورفضوا دعوته، فلم ييأس أو يتعب من دعوته لهم أستمر ودعاهم للتفكر و التدبر فى خلق الله وعدم إتباع كبرائهم المسرفين و المضللين، فكذبوه ولم يصدقوه، وسألوه لماذا أختارك الله من بيننا لتبلغنا الرسالة؟
وأتهموه بالكذب والضلال و انه قد سُحر من قبل الآلهه، و بدأ كُبرائهم يحاولون ويبحثون عن مختلف الطرق لإيقافه عن الدعوة، فقاموا بنشر أكاذبيهم ومفادها أن النبى صالح عليه السلام ومن آمن معه بأنهم قوم مشؤومون، وان من يتعامل معهم أو يؤمن بما آمنوا به فسوف يُبتلى بالمصائب والنحس، وان من يبتعد عنهم فسوف تكون له حياة سعيدة كريمة.
معجزة الله تعالى لسيدنا صالح عليه السلام
وأستمر سيدنا صالح عليه السلام فى دعوته لهم، ثم قال قائل منهم يا صالح إن كنت نبياً حقاً فأتنا بمعجزة لنصدقك، وكان ذلك فى إجتماع كُبرائهم، فبدأوا بالإستهزاء والسخرية
ثم قالوا نحن نريد ان نختار هذه المعجزة وليس أنت، فطلبوا منه إخراج ناقة من صخرة كبيرة محددة وأشترطوا أن تكون هذه الناقة من الضخامة حيث أن كمية الماء الذى تشربه تعادل ما تشربه القرية مجتمعة وأن تكون حامل عشراء وأن يعاينوا خروجها من الصخرة التى عينوها له.
فطلب النبى الكريم بجمع الناس، فتجمع الناس وعكف دعاء الله بأن يخرج الناقة كما طلب قومه من هذه الصخرة، فبدأت الصخرة بالإهتزاز و التزلزل وبدات تخرج الناقة الضخمة جداً فى مشهد مهيب تقشعر له الأبدان، بجميع الصفات التى طلبوهان فشخصت أبصارُهم وجفت حلوقهم ورُبطت ألسنتهم.
قال لهم صالح عليه السلام ان هذه الناقة هى ناقة الله سوف تعيش بينكم تلمسونها وترونها وهى آية الله الموجهة لكم نظراً لحجمها فسوف يكون لها يوم تشرب فيه ولكم يوم تشربون فيهن فذروها تأكل وتشرب فى أرض الله الواسعة، وحذرهم بأن أى شئ يحدثُ لها فسوف ينزل الله العذاب والعقاب بهم.
ومن المعجزات أن هذه الناقة كانت تُدر لبناً يكفى لشرب الناس جميعاً وهذا من الأدلة الأخرى على أنها ناقة مباركة ومعجزة من الله وهى دليل على صدق سيدنا صالح عليه السلام فى دعوته إلى الله تعالى.
كفر وحقد قوم ثمود وجزاء الله لهم
بعدها رأى كُبرائهم أن كثيراً من الناس بدأت تلين لسيدنا صالح عليه السلام فى وجود الناقة التى هى معجزة إلآلهه فتحولت الكراهية على هذه الناقة المباركة وبدأت المؤامرة تُنسج خيوطها ضد الناقة، وأتفقوا على قتل الناقة، ثم قتل سيدنا صالح عليه السلام، ولكن قال أحدهم لقد حذرنا صالح من المساس بالناقة وهددنا بالعذاب القريبن فقال أحدهم أعرف من يجرأ على قتل الناقة، ووقع الأختيار على تسعة من جبابرة القوم، يعيثون فى الأرض فساداً، وأتفقوا على موعد الجريمةن وأعد المجرمون التسعة من إعداد أسلحتهم، وفى الليلة المحددة، وبينما كانت الناقة المباركة تنام فى سلام، وهجموا عليها و قتلوها.
عندما علم سيدنا صالح عليه السلام بما حدث خرج غاضباً على قومه وقال لهم: ألم أحذركم من أن تمسوا الناقة؟
قالوا قتلناها فأتنا بالعذاب وأستجعله، ألم تقل إنك من المرسلين؟
قال لهم تمتعوا فى داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب، وحذرهم بأن العذاب الشديد من الله تعالى سيأتى إليهم بعد ثلاثة أيام.
وغادر سيدنا صالح عليه السلام والذين آمنوا معه القرية لينجوا من العذاب، وبعد ثلاثة أيام بعث الله لقوم ثمود الذين كفروا رجفة فى الأرض وأنشقت السماء عن صيحة جبارة واحدة، أنقضت الصيحة على الجبال فهلك فيها كل شيئ حى، هى صرخة واحدة لم يكد أولها يبدا وآخرها يجيئ حتى كان كفار قوم صالح قد صعقوا جميعاً صعقة واحدة هلكوا جميعاً قبل أن يدركوا ما حدث ،ونجا سيدنا صالح عليه السلام ومن آمن معه من الهلاك ومن هذا العذاب.
تمت بحمد الله وفضله