قصة أصحاب السبت ولماذا مسخهم الله الى قردة وخنازير
قصة أصحاب السبت هى إحدى القصص التي تحمل دروساً عميقة في التراث الإسلامي، كما أنها تُعد واحدة من القصص الإسلامية المهمة التي تُروى في القرآن الكريم ، هذه القصة تلقي الضوء على إلتزام بني إسرائيل بالتعاليم الإلهية ، وكيف أمر الله اليهود بتعظيم يوم الجمعة فخالفوه وقدموا رأيهم وقالوا بل نعظم السبت وتجاوزوا بذلك الشرائع المفروضة عليهم، مما أدى إلى عقوبات إلهية ، سنتناول في هذه المقالة تفاصيل قصة أصحاب السبت ، وما يمكن أن نتعلمه من هذه القصة ضمن إطار الفهم الإسلامي الصحيح .
الفترة الزمنية للأحداث وأهمية القصة :
من هم أصحاب السبت ؟
تعود قصة أصحاب السبت إلى الفترة الزمنية التي كان فيها بني إسرائيل كما ذُكر في القرآن الكريم ، كانت هذه القصة بمثابة اختبار لليهود من لبني إسرائيل لمدى التزامهم بأوامر الله ونواهيه ، ويشير القصص القرآني حول أصحاب السبت إلى أنهم كانوا يعيشون في قرية ساحلية ، حيث كانت الحيتان تخرج من الماء بكثرة في يوم السبت وهو اليوم الذي نُهوا فيه عن العمل والصيد.
فقد حرم الله على اليهود العمل والصيد يوم السبت وابتلاهم سبحانه بفسقهم وكان من هذا ما ابتلى به أهل القرية التي كانت حاضرة البحر فكان إذا جاء يوم السبت جاءت الأسماك والحيتان ينظرون إليها فإذا انتهى يوم السبت ومضى ــ ذهبت الحيتان فلا يرونها حتى يوم السبت المقبل ، فإذا كان يوم السبت رجعت إليهم كذلك ، قال سبحانه وتعالى ( كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون ( سورة الأعراف ) .
مكر اليهود وتحايلهم لمخالفة أوامر الله :
تروي النصوص الدينية كيف أن بعض أفراد هذه القرية من اليهود من بني اسرائيل لم يلتزموا بالتعليمات الإلهية، بل حاولوا التحايل عليها عبر حيلة ماكرة ظناً منهم أنهم خادعوا الله وما يخدعون إلأا أنفسهم ولكن لا يشعرون إذ تركوا الحيتان في الماء يوم السبت وأخذوها في الأيام الأخرى فكان بعضهم يعمل أحواضا وبركا قرب البحر فإذا جاء السمك يوم السبت ووقع في الأحواض والبرك فمنعوه من الرجوع عن طريق حواجز صنعوها وجعلوها بين الأحواض والبحر، ثم يخرجون السمك يوم الأحد وبعضهم كان يضع المصائد والشباك والفخاخ يوم السبت فيقع فيها السمك ، ثم لا يخرجها إلا الأحد تحايلاً ومخادعة بدعوى أنهم لم يصطادوه يوم السبت ، هذا التصرف لم يكن مجرد مخالفة لأمر الله ، بل كان بمثابة تحدٍ للشرائع الدينية والأوامر الربانية .
عاقب الله هؤلاء البشر المخالفين الضالين المضلين بتحويلهم إلى قردة وخنازير كعقوبة على تمردهم وتجاوزهم للأوامر الإلهية
والقصة تبرز أهمية الالتزام الصادق بالدين وعدم التلاعب بتعاليمه ، تُعد هذه القصة من القصص الدينية التي تُستخدم كعبرة للأجيال القادمة .
تحذير النبي محمد صلى الله عليه وسلم :
وقد حذر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أمة الإسلام من سلوك مثل هذه المسالك الخبيئة والطرق الملتوية والحيل الماكرة للتحايل على الأوامر الشرعية فقال صلى الله عليه وسلم لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل ( قال ابن كثير باسناد جيد ) .
وفى نهاية المقالة لا يسعنا الا بيان أنه يجب على المؤمنين الموحدين اتباع الرحمن جل وعلا فى أوامرة ونواهيه والالتزام الكامل بأوامر الله سبحانه وتعالى وعدم محاولة التلاعب بها فضلاً على الصدق والإخلاص في العبادة لتجنب العقوبات الإلهية مثل التي حلت بأصحاب السبت والتى تؤكد على أن الله تعالى يراقب أعمال البشر ويُحاسبهم عليها.
نعوذ بالله من عقابه وعذابه، ونسأله سبحانه العافية في الدنيا والآخرة. وان نرى الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن ترى الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه
اللهم ارزقنا الإخلاص فى القول والعمل .