طبيبة الصحابة و أول معلمة في الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
في يومنا هذا ، يتواجد بيننا ذكور ينكرون اثر المرأة و فضلها في نمو الاسلام ، فمنهم من يمنع بناته او اخواته من ان تتعلم ويتم أكل ميراثها ، وكلما بدأت ان تستخدم نعمة العقل وتفكر او تعترض عما يحدث لها من اذى يتم ابراحها ضربا ممن ليسوا مسلمين ويشوهون صورة الاسلام .
ففي هذه المقالة سأعرض عليكم صحابية جليلة كانت احكم من احكم الرجال في صدر الاسلام وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقدم رايها على الاخرين ، الا وهي " الشفاء بنت عبد الله " .
الشِّفَاءُ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ (رضي الله عنها)
❃ من هي :
الشفاء بنت عبد الله تنتمي إلى قبيلة قريش، كان اسمها الحقيقي "ليلى"، ولكنها عرفت بلقب "الشفاء" نظرًا لمهاراتها في الطب والتداوي. لقد كانت السابقين الأولين الذين آمنوا بدعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وكانت من اوائل المهاجرين مع رسول الله و تلقت من الاذى مثل ما تلقى المهاجرين.
كانت الشفاء تعيش في فترة تميزت بندرة التعليم وغياب القراءة والكتابة بين النساء والرجال على حد سواء. ومع ذلك، كانت الشفاء قد تعلمت هذه المهارات في وقت مبكر، مما جعلها تتمتع بمكانة خاصة بين الرجال قبل النساء في الجاهلية و المجتمع الإسلامي.
❃ دور الشفاء في نشر العلم :
كانت الشفاء من القلائل الذين كانوا يعرفون القراءة والكتابة في الجاهلية، فبعد اسلامها اقتطع لها رسول الله دارا بالمدينة واصبح اول مكان مخصص لتلقي العلم للنساء فقد استثمرت هذه المهارات بعد دخولها في الإسلام لتعليم النساء. نقلت المصادر التاريخية أنها كانت تُعلّم حفصة بنت عمر، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، القراءة والكتابة ، وهذا يدل على ان الرسول كان يحث على تعلم النساء وان يكونون ذوي شأن وليس العكس فضلا عن ان القران في اكثر من موضع يحثنا على التعلم مثل بداية سورة العلق 【اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّك الَّذِي خَلَقَ】.
وهي من رواة الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأصبحت ليلى نموذجًا حيًا للمرأة المسلمة التي تجمع بين التدين والعلم، مما ساعد على كسر الحواجز الاجتماعية التي كانت تقيد تعليم المرأة في ذلك الوقت.
❃ سبب تلقيبها باسم " الشفاء" :
من قبل اسلامها وكانت الشفاء طبيبة خبيرة ماهرة مشهورة بين القبائل برقيتها لعلاج المرض المسمى " بالنملة " (كان هذا المرض عبارة عن تقرح جلدي) فعندما اسلمت شكت في امر هذه الرقية فاستشارت النبي فأجاز لها ، فاصبحت من بعدها مستشارة النبي في الطب .
هذا الجانب من حياة الشفاء يؤكد أن المرأة المسلمة لم تكن مجرد عنصر سلبي أو محدود الأدوار في المجتمع، بل كانت نشطة وفعّالة في تحسين الصحة والعناية بالمرضى، وهو دور كان مهمًا للغاية في المجتمع الإسلامي الناشئ.
❃ مشاركتها في الإدارة والحياة العامة :
لم يكن دور الشفاء مقتصرًا على التعليم والطب فحسب، بل كانت لها مشاركة فعالة في الحياة الإدارية أيضًا. فقد عيّنها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه للإشراف على تنظيم السوق في المدينة المنورة. هذا المنصب الإداري كان يتطلب القدرة على التعامل مع الناس وإدارة الأمور بشكل منظم، وهو ما يعكس ثقة عمر في قدراتها.
تولي الشفاء لهذه المسؤولية يعكس مدى قدرة المرأة المسلمة على تحمل المسؤوليات العامة والمشاركة في تنظيم المجتمع. يعتبر هذا التعيين خطوة غير معتادة في ذلك الوقت، إذ أن النساء نادرًا ما كن يشغلن مناصب إدارية. ومع ذلك، استطاعت الشفاء أن تتخطى هذه الحدود بفضل كفاءتها وحنكتها في التعامل مع الأمور.
وتوفيت الشفاء رضي الله عنه بعام عشرين من الهجرة بخلافة عمر بن الخطاب .
الخاتمة
وفي النهاية هذه المقالة لا تعني ان جميع الرجال يظلمون نسائهم ولا يقيمون حدود الله ، ولكن يغضبني ان ارى ان اغلب اصحاب العلم ذكورا لا يتقون الله في نسائهم ، الشفاء رضي الله عنها تعطي للامة الاسلامية درسا لا يجب ان ننساه ، فرجاء يا والداتنا و اخواتنا و بناتنا لا تتركوا عقولكم تنشغل بغير ما يريدكم الله ان تنشغلوا به فان كان الرجال هم من يبنوا فانتم من تصنعونهم وان كان الرجال انبياء فانتم من تنجبونهم ولولاكم لما قام الاسلام فشكرا لكل واحدة منكن .