قصة قابيل و هابيل
قصة قابيل وهابيل هي واحدة من أقدم القصص في التاريخ الديني والإنساني، وتأتي من النصوص الدينية اليهودية والمسيحية والإسلامية.
القصة تتناول أول جريمة قتل في التاريخ وأول حادثة دماء تُراق بين البشر..…هيا نبدء!!
بعد أن خلق الله آدم عليه السلام وأسكنه وزوجته حواء في الجنة، وأُمروا أن يعيشوا فيها بسلام ويبتعدوا عن شجرة معينة.
إلا أن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها مما أدى إلى نزولهما إلى الأرض.
أولاً: ولادة قابيل وهابيل:-
عندما استقر آدم وحواء على الأرض رزقهما الله بأبناء، وأول هؤلاء الأبناء كان قابيل وهابيل.
وقد كان قابيل هو الابن الأكبر وكان يعمل بالزراعة، بينما هابيل كان يعمل بالرعي.
ثانياً: تقديم القربان:-
في وقت من الأوقات قرر كل من قابيل وهابيل تقديم قربان لله، وقد إختلف العلماء على سبب الخلاف بين قابيل وهابيل الذي أدى إلى تقديم هذا القربان!!.
وفي رواية عَن أهلِ البيتِ (عليهم السّلام), وهوَ الذي عليهِ جمهورُ علماءِ الإماميّةِ قديماً وحديثاً, إذ أفادَت أنَّ الخلافَ بينَهما وقعَ بعدَ أن أوحى اللهُ تعالى إلى سيدنا آدمَ عليه السلام أنْ يجعلَ مِن هابيلَ وصيَّاً لهُ, وأنْ يمنحه العلمَ ومورايثَ النّبوّةِ التي أودعَها إيَّاه.
ولـمّا امتثلَ سيدنا آدمُ عليه السلام ما أمرَه اللهُ تعالى بهِ غضبَ مِن ذلكَ قابيلُ, واتَّهم أباهُ بأنَّ ما فعلَه نشأ عَن رأيه وليسَ عَن أمرِ اللهِ جلَّ وعلا, فأكّدَ لهُ آدم أنَّ ذلكَ مِن أمرِ اللهِ تعالى وليسَ عَن رأيٍّ رآهُ، وحتّى يُبرهنَ لهُ على ذلكَ أمرَه وأخاهُ هابيلَ أنْ يُقرِّبا قُرباناً للهِ تعالى، فمَن أحرقَتِ النّارُ قُربانَه فهوَ الأولى بالكرامةِ والوصيّةِ عندَ اللهِ جلَّ وعلا.
فقابيل قدم جزءًا من محصوله، بينما قدم هابيل أحد أفضل خِرافه، و الله سبحانه وتعالى تقبل قربان هابيل لأنه كان نابعًا من نية صادقة وخالصة، وبينما لم يتقبل قربان قابيل بسبب عدم صدق نيته.
ثالثاً: الحسد والقتل:-
بعدما لم يتقبل الله قربان قابيل، اشتعل الحسد في قلبه تجاه أخيه هابيل.
الشيطان وسوس له بقتل أخيه، فواجه قابيل هابيل وهدده بالقتل.
هابيل لم يقاوم وترك الأمر لله، قائلًا: "إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ" (المائدة: 29).وفي نهاية المطاف، قام قابيل بقتل هابيل، وكانت تلك أول جريمة قتل في تاريخ البشرية.
رابعاً: دفن الجثة:-
بعد قتل أخيه، لم يعرف قابيل كيف يتصرف بجثة هابيل.
حينها أرسل الله غرابًا ليحفر في الأرض، ويُظهر لقابيل كيفية دفن الجثة، وتعلم قابيل من الغراب كيف يدفن أخيه، فقال في نفسه: "يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي" (المائدة: 31).
وفي النهاية تُعتبر قصة قابيل وهابيل تحذيرًا من عواقب الحسد والغضب.
إذا أنها تعلمنا أن الله ينظر إلى نوايا الناس وليس إلى مظاهرهم الخارجية، وكما تظهر القصة أيضًا ضرورة مواجهة الغضب والتحكم فيه قبل أن يؤدي إلى أفعال لا يمكن التراجع عنها، مثل: جريمة القتل التي ارتكبها قابيل.
نسأل الله العلي العظيم رب العرش العظيم أن يُثبتَ قلوبناعلى دينه وعلى طاعته. 🤲❤️