المنهج الرباني للسالكين إلى الله: قانون الطريقة الحامدية الشاذلية مع الشرح والدليل" الجزء الأول

المنهج الرباني للسالكين إلى الله: قانون الطريقة الحامدية الشاذلية مع الشرح والدليل" الجزء الأول

0 المراجعات

                                   بسم الله الرحمن الرحيم 

المقدمة :

الكثير منا يتسائل هل الطرق الصوفية مؤيدة بالقرآن والسنة وهل لها سند صحيح في الإسلام ؟ وبما أننا تطرقنا لهذا الحديث هيا ننظر أولا للقانون الذي بني عليه الشيخ طريقه وهل هو مؤيد بالقرآن والسنة أم هو مخالف للشريعة الإسلامية . 

سنتكلم عن قانون الحامدية الشاذلية للشيخ سلامة الراضي ( رضي الله عنه وأرضاه ) سنتكلم فيه عن القسم الأول وهو أصول الطريق لأهميته مع شرح موجز لكل مادة فيه وربطها بالقرآن والسنة .

المادة الأولي :-

(مقصد أهل الطريق الوصول إلى معرفة الله ونيل رضاه، والقيام بحقوق العبودية، وتأدية حقوق الربوبية)

بمعني: أن المقصد من الطريق الصوفي هي أن يعرف كل عبد ربَّه حق المعرفة، ويطلب رضاه لا طلب دنيا وأن يقوم بواجباته كعبد من طاعة وعبادة و إخلاص لله سبحانه وتعالي وأن يعلم ويقر بأن الله سبحانه وتعالي هو خالقه ومدبر كل أموره .

الأدلة :

قوله تعالي ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾        [الذاريات: 56] 

قال النبي ﷺ: «أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ» (رواه مسلم).

المادة الثانية :-

( طريقتنا مبنية على الكتاب والسنة، بريئة من البدع المذمومة شرعًا )

بمعني: أن المنهج الذي بني عليه الشيخ طريقه  لا يخرج عن القرآن والسنة، ويرفض البدع المحدثة التي لا أصل لها في الشريعة الإسلامية أو بمعني أدق التي تخالف الشريعة الإسلامية .

الأدلة :

قوله تعالي ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ﴾      [الأعراف: 3].

قول النبي ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»   (رواه البخاري ومسلم).

 

 

المادة الثالثة :-

( من أصول طريقتنا مجاهدة النفوس )

بمعني : أن  السالك لطريق الله لا بد أن يجاهد نفسه ويحاربها  ويمنعها من الهوى والتكاسل الذي تدعوه إليه نفسه عن الطاعات ، ويقاوم الرغبات والشهوات التي تدعوه اليها نفسه و التي تبعده عن الله سبحانه وتعالي.

الأدلة :

قوله تعالي ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾       [العنكبوت: 69].

قول النبي ﷺ: «المجاهد من جاهد نفسه في الله»      (رواه الترمذي).

المادة الرابعة :-

 (من أصول طريقنا التواضع، فإنه رأس مال الفقير، والتسليم شعار طريقنا )

بمعني : أن التواضع هومن أهم صفات السالك وهي أساس في طريق الله، لأن الكبر يحجب عن الله، والتسليم لله ولأقدار الله ثم لشيخه فيما يأمره به من إرشاد فهذا من علامات الصدق.

الأدلة :

قوله تعالي (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ﴾         [ الأحزاب: 36]

قول النبي ﷺ: «ما تواضع أحد لله إلا رفعه»    (رواه مسلم).

المادة الخامسة :-

( تحمل الأذى يظهر جوهر الفقير ويصفي معدنه) 

بمعني : أن من علامات صدق المريد أن يتحمل الأذى بصبر ورضا، لأن ذلك يربي النفس ويصقل القلب وينقيه من شوائبه .

الأدلة :

قوله تعالي ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ﴾          [لقمان: 17].

قول النبي ﷺ (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه )                ( رواه البخاري )

 

المادة السادسة :-

(ذكر الله في غالب الأحيان غذاء القلوب )

بمعني :  أن الذكر المستمر لله تعالى يُحيي القلب، ويُقوّي العلاقة بين العبد وربه، ويورث الطمأنينة فجعل القلب يتغذي ولكن غذائه هو الذكر .

الأدلة :

قوله تعالي ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].

قول النبي ﷺ: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت» (رواه البخاري).

المادة السابعة :-

(قراءة القرآن قرب إلى الله تعالى ونور ورحمة )

بمعني : أن السالك في طريق الله عليه بالقرآن لأن القرآن كلام الله، وتلاوته من أعظم العبادات فإنها تنوّر القلب وتقرّب العبد إلى الله تعالى وينال من رحمته .

الأدلة :

قوله تعالي ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾    [الإسراء: 9].

قول النبي ﷺ: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه» (رواه مسلم).

المادة الثامنة :-

( تعلم العلم الضروري الظاهر فرض على كل فقير )

بمعني : نجد الشيخ يحث هنا علي طلب العلم بل نجده هنا جعل بعض العلوم فريضة وهذا القول استنادا لكلام العلماء الذين قسموا العلم الي ( علم فرض عين علي كل مسلم ومسلمة أن يتعلمه كتعلم الصلاة وقرائة القرآن تلاوة صحيحة بتطبيق الأحكام التجويدية فيه كما أنزل ) وإلي (علم فرض كفاية كتعلم الأحكام التجويدية تعلم أكاديمي دون تطبيقه في القرآن ) وهكذا من العلوم .

الأدلة :

قوله تعالي ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ﴾      [محمد: 19].

وقول النبي ﷺ: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»  (رواه البيهقي).

 

المادة التاسعة :-

(احترام المسلمين والتمسّ بركتهم، دليل على رضا الله تعالى )

بمعني :  أن المسلم الحق يجب عليه احترام المسلمين، خصوصًا الصالحين وهذا الخلق أمرنا الله تعالي به وهو التواضع وحسن الخلق وأمرنا به النبي صلي الله عليه وسلم فأصبح من شعائر الله ومن علامات تعظيم شعائر الله.

الأدلة :-

قوله تعالي ﴿ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾    [الحج: 32].

قول النبي ﷺ: «ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا» (رواه أبو داود)

المادة العاشرة :-

(مجالسة الأغنياء تقسي القلوب)

بمعني : البحث عن مجالسة  أهل الدنيا والأغنياء يُورث الغفلة عن الله، ويُقسي القلب،لأنه من الممكن أن يجعله غير راض بما قسمه الله له وخاصة إن كان فيهم كِبر أو ترف.

الأدلة :-

قوله تعالي ﴿وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾      [الكهف: 28].

قول النبي ﷺ: «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم»       (رواه مسلم).

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

3

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة