المنهج الرباني للسالكين إلى الله: قانون الطريقة الحامدية الشاذلية مع الشرح والدليل الجزءالثالث

المنهج الرباني للسالكين إلى الله: قانون الطريقة الحامدية الشاذلية مع الشرح والدليل الجزءالثالث

0 المراجعات

المادة 21 :-

(يجب على الفقير أن يتجمل بالخشوع والوقار، وأن يجتنب كثرة الضحك والمزاح حتى تميل إليه القلوب، فتقبل الناس علي الطريق أو علي الأقل يكون له الإحترام عندهم)

بمعني : يجب علي السالك لهذا الطريق يعلم أن الخشوع والوقار يعطي للإنسان هيبة وجلال وإذا كثر هزاره قل شأنه في أعين الناس وليس هذا دعوة للإكتئاب فكان سيدنا رسول الله ضحاكا ولكن ليس بكثرة حتي يقل شأنه ويكون هذا في إطار الأدب والإحترام وكل إنسان ألبسه الله الخشوع والوقار تقرب الناس إليه ويكون هو داعيا لهذا الطريق .

الأدلة :-

قوله تعالي (﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾     [الفرقان: 63]

قول النبي ﷺ: «وإياك وكثرة الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب» (رواه الترمذي)

المادة 22 :-

(اتهام النفس، فمهما ألقت إليك، فاتهمها حتى يظهر لك الحق )

بمعني : ( يجب علي السالك أن يتهم نفسه دائما ولا يسمع لها نصحا فإن النفس دائما أمارة بالسوء بل وهي من ألد أعداء المؤمن ولذلك يجب عليه دائما إتهامها)

الأدلة :-

قوله تعالي ﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾                 [يوسف: 53]

قول النبي ﷺ ( رجعنا من جهاد أصغر إلي جهاد أكبر قالوا وما هو قال جهاد النفس )

قول سيدنا عمر (حاسِبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا)

 

المادة 23 :-

(كل من تكلّم في الحقائق من أهل طريقنا، فعليه أن يكون مؤيدًا بالكتاب والسنة في مشربه )

بمعني : أنه من تكلم بالأمور الباطنية فيجب أن يكون أولا هو متبع للقرآن والسنة والشرع وهذا منهاجه. وأن يكون ما يتكلم به مؤيدا أيضا بالقرآن والسنة وليس الهوي حتي لا يكون هناك من يفسر أمورا في الشرع علي هواه وأن يحدث في الشرع أمورا ليست بالشرع من شئ ومقياس كلامه هو القرآن والسنة.

الأدلة :-

قوله تعالي (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾              الجاثية 23

قول النبي ﷺ: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي» (رواه الحاكم.

المادة 24 :-

(لا يجوز لأحد من أهل طريقنا القول بالحلول أو الاتحاد أو الجهة، أو بأن الحق عين الخلق، أو يقول بمقولة الحلاج )

بمعني : لا يجوز لأحد من أهل طريق الحامدية أن يقول بالحلول ( وهو ان الله يحل في مخلوقاته ) أو الإتحاد ( وهو القول بأن الله والخلق شيئا واحدا ) أو الاتجاه ( وهو أن الله في جهة معينة ) أو بأن الحق عين الحق ( وهو أن الله نفس الموجودات ) ولا يقول أحد بفلسفة الحلاج . وذلك لأن الكثير لا يفهمون هذه الفلسفة وبسببها قتل الحلاج. 

الأدلة :-

قوله تعالي ( ليس كمثله شئ )   (الشوري 11)

قول العلماء : الإمام أبو الحسن الأشعري (قال إن القول بأن الله يحل في خلقه أو يتحد بهم هو كفر، لأن الله منزه عن أن يكون محدودًا أو حالًا في شيء(

الإمام القاضي عياض (من قال بالحلول أو الاتحاد، كفر بإجماع المسلمين (

الإمام النووي (الحلول والاتحاد كفر صريح، لا يشك في كفر قائله إلا من لا عقل له ).

المادة 25 :-

(لا يجوز لأحد أن يكون من أهل الإباحة بأن يدعي إسقاط التكاليف وإباحة المحرمات، فإن هذا من الزندقة (

بمعني : لا يجوز لأحد بأن يدعي أنه وصل الي درجة الإباحة أي أنه مباح له فعل أي شئ حتي ولو كان مخالفا للشريعة لأن ذلك مناف للشرع كما لا يجوز له بأن يدعي أنه سقط عنه التكاليف الإلهية لأن ذلك مناف لفعل النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقيم الليل حتي تتورم قدماه وحين سئل عن ذلك قال أفلا أكون عبدا شكورا ) وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كما كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يتوقف أبدا عن العبادة حتى انتقاله . ومن يدعي ذلك أصبح كافرا أو قرب لدرجة الكفر.

الادلة :-

قوله تعالي (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: 44]

قوله تعالي (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) الحجر 99

قوله تعالي إخبارا عن أهل النار (لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين ( المدثر : 43 – 47] .

المادة 26 :-

(لا يجوز لأحد أن يستعمل السحر وما يشبهه، فإنه قطيعة عن الله تعالى )

بمعني : لا يجوز لأحد استعمال السحر أو تسخير الجن لأي غرض فإن هذا مخالف لشرع الله بل هذا كفر بالله وأن السحر من الكبائر .

الأدلة :- 

قوله تعالي (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ﴾ [البقرة: 102]

قول النبي ﷺ: «اجتنبوا السبع الموبقات... ومنها: السحر» (رواه البخاري(

المادة 27 :-

(لا ينبغي للشيخ أن يتحكم في مال التلميذ تحكمًا يصل إلى درجة أن يأمره ببيع أملاكه ثم يأخذ من ثمنها، أو يتنازل له عن أملاكه كما يفعله من خلاق لهم )

بمعني : هذا يوضح حرص الشيخ علي تلاميذه ويحميهم من أن يكونوا فريسة لأي شخص يريد أن يأخذ أموالهم بغير حق .

الأدلة :-

قوله تعالي ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَٰطِلِ إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا﴾ [النساء: 10]

قول النبي ﷺ: «كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه» (رواه مسلم)

المادة 28 :-

(لا ينبغي للشيخ أن يأمر تلميذه بما يضره، كالصعود فوق سطح في الشتاء بثوب واحد، أو الوقوف في الماء طول الليل، أو على جدار لأجل الذكر(

بمعني: يوضح مدى رأفة الشيخ ورحمته بتلاميذه وأنه كان حريصا علي تلاميذه بل وكان يحميهم من الإمتثال لأوامر قد تكون شاقة عليهم وقد تؤدي بهم للهلاك والموت .

الأدلة :-

قوله تعالي ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29]

قول النبي ﷺ: «إن هذا الدين يُسر، ولن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه» (رواه البخاري)

المادة 29 :-

(يمنع تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال)

بمعني : لا يجوز للسالك في هذا الطريق من الرجال التشبه بالنساء كم لا يجوز السالكة في هذا الطريق بأن تتشبه بالرجال .

الأدلة :-

قوله تعالي  ﴿وَلَا تَبَدَّلُوا خَلْقَ ٱللَّهِ﴾ [النساء: 119]

قول النبي ﷺ: «لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال» (رواه البخاري)

المادة 30 :-

(يمنع الاجتماع بالمجاذيب أو مخالطتهم أو السير معهم أو التشبه بهم )

بمعني : لا يجوز للسالك بأن يجتمع بمجذوب أو المخالطه بهم ولا السيرمعهم وذلك حرصا من الشيخ علي تلاميذه وذلك يرجع لأن يكون هذا المجذوب قد يذهب عقله فيضر من معه سواء كان بفعل أو حتي بدعاء بل ويجب علي التلميذ أيضا عدم التشبه بهم وكأنه يقول الشيخ هذا الطريق طريق هيبة ووقار. وأنت أيه التلميذ لا تعلم حال هذا المجذوب .

الأدلة :-

قوله تعالي ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ [الإسراء: 36]

قول النبي ﷺ: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل» (رواه أبو داود)

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

6

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة