
رحلتي مع طاقة البيت: من الخنقة إلى السكينة
---
رحلتي مع طاقة البيت: من الخنقة إلى السكينة
في يوم من الأيام، كنت عايشة في بيت ما اعرفش أوصفه غير بكلمة واحدة: "خنقة".
البيت نفسه ماكانش ضيق، بالعكس، واسع، نضيف، وأثاثه مرتب، بس كنت دايمًا حاسة إن فيه حاجة غلط، حاجة مش مفهومة، كأن جدرانه بتضغط على صدري، كأن كل شباك فيه بيحبس الهوا بدل ما يدخله.
في البداية، افتكرت إني مضغوطة من الشغل أو من مشاكل عادية، بس مع الوقت بدأت ألاحظ حاجات غريبة.
كل ما أنضف البيت، يرجع يتكركب تاني بسرعة مش طبيعية.
كل ما أبتدي مشروع صغير أو فكرة جديدة، تتعطل وتفشل فجأة.
العلاقة بيني وبين جوزي بدأت تتوتر من غير سبب واضح، وولادي بقوا دايمًا عصبيين، نومهم مش منتظم، وأحلامهم كلها كوابيس.
بدأت أربط الحاجات دي بطاقة البيت.
هل ممكن يكون فيه "أثر" قديم؟
هل ممكن تكون الطاقات القديمة للي سكنوا قبلي لسه موجودة؟
خصوصًا إن الشقة دي كان فيها واحدة أرملة، وقبلها واحدة مطلقة، وكان فيه حزن وعلاقات مقطوعة كتير.
بدأت رحلة البحث، مش بس عن تفسير، لكن عن شفاء.
وقررت أبدأ بالعلاج من الجذور… من طاقة البيت نفسه.
أول خطوة: الاعتراف
كان لازم أعترف لنفسي إن البيت مش مجرد مكان، ده كيان بيشيل طاقتنا، بيفتش في ذاكرتنا، وبيتكلم من غير صوت.
وده أول تحول حقيقي حصل جوايا… إني بطلت أشوف البيت على إنه أربع حيطان وباب، وبدأت أسمعه.
تاني خطوة: التنظيف الحقيقي
قررت أبدأ بتنظيف البيت مش بس بالمكنسة والسوائل… لكن بالنية.
كل ركن بمسحه، أقول:
"يا رب نظف المكان ده من أي وجع، من أي حزن، من أي سحر، من أي طاقة مش بتخدمنا."
مسحت كل الأبواب بماء مقروء عليه الفاتحة وآية الكرسي،
رشيت ملح خشن مع ماء ورد في الأركان،
وبدأت أشغل سورة البقرة يوميًا.
ومع الوقت، بقيت بحس كأن البيت بيتنفس.
فيه حاجة بتتغير… كأن الجدران كانت مكتومة وبدأت تفرّغ همومها.
تالت خطوة: قطع الأثر
كنت أعرف إن طاقة الناس اللي عاشوا في البيت قبلي ممكن تسيب أثر،
خاصة لو كان فيه ظلم، أو سحر، أو حسد.
وده كان واضح في رؤى شفتها، وفي أحلام بنتي اللي شافت واحدة بتقول لها:
"دواكم في سورة البقرة."
بدأت أقرأ آيات القطع وآيات الحجب،
واستخدمت بخور زي الحرمل واللبان الدكر،
وقلت دعاء مخصوص لفك الطاقات القديمة:
"اللهم افصل بيننا وبين من سكن هذا المكان من قبلنا، بحجاب من نورك، وبركة من رحمتك، ونقاء من طهرك، يا كريم."
رابع خطوة: طاقة النور والحب
بعد ما حسيت إن البيت بدأ يهدى، قررت أضخ فيه طاقة حب.
جبت ورد طبيعي، علقت آيات قرآنية بخط جميل،
وبدأت كل يوم أشكر البيت:
"شكرًا إنك بتحميني، شكرًا إنك بتسعني، شكرًا إنك مكاني الآمن."
وده غيّر كل حاجة.
العلاقة بيني وبين جوزي بدأت تهدى،
بقى بيرجع من الشغل ويقولي: "فيه راحة في البيت مش كنت حاسس بيها قبل كده."
ولادي بقوا بيناموا بهدوء، حتى صوتهم بقى أهدى.
خامس خطوة: التكرار والمداومة
الطاقة محتاجة صيانة، زيها زي أي حاجة.
مابقيتش أستنى لما البيت يتخنق تاني…
بقيت كل جمعة أعمل تطهير بسيط:
سورة البقرة
مسح الأركان بماء الورد
بخور طيب
نية صافية
وكل أول شهر، أعمل تطهير عميق يشمل الدعاء لأهل البيت، وسقي الزرع، وإعادة ترتيب الأماكن.
---
النهاية… أو البداية الحقيقية
رحلتي مع طاقة البيت علمتني إن الراحة مش دايمًا جاية من المساحة، ولا من الفرش، ولا حتى من الهدوء الخارجي…
الراحة الحقيقية بتيجي لما البيت نفسه يكون صافي، مطمئن، مش حامل لطاقة حد تاني، مش شايل ذكريات موجعة، مش مقفول عليه همّ.
البيت دلوقتي بقى حضن.
حضن دافي، مطمن، بيقول لي كل يوم:
"أنتي بخير… وأنا