تهافت الإلحاد قراءة في كتاب الفيزياء ووجود الخالق مناقشة عقلانية إسلامية لبعض الفيزيائين والفلاسفة الغربيين - د. جعفر شيخ ادريس

تهافت الإلحاد قراءة في كتاب الفيزياء ووجود الخالق مناقشة عقلانية إسلامية لبعض الفيزيائين والفلاسفة الغربيين - د. جعفر شيخ ادريس

0 المراجعات

تلخيص كتاب "الفيزياء ووجود الخالق: مناقشة عقلية إسلامية لأبرز دعاوى الفيزيائيين والفلاسفة الغربيين"
تأليف: د. جفري شيخ إدريس
رابط الكتاب

الموضوع والمحاور المركزية:
يتناول هذا الكتاب بموضوعية وعمق محاججة دعاوى كبار الفيزيائيين والفلاسفة الغربيين حول الكون ووجود الخالق، ويوجه الخطاب نحو العقل الغربي المعاصر، مستعينًا بالحجج الفيزيائية والفلسفية الحديثة، من منظور إسلامي عقلي يتجذر في الوحي الصحيح والمنطق السليم.

يركز المؤلف على تفنيد التصورات المادية الطبيعية التي تدعي أن الكون وُجد بذاته أو بواسطة "قوانين الطبيعة" دون حاجة لخالق، ويكشف عن القصور المنهجي في هذه الدعاوى المعاصرة، من خلال تحليل علمي معمق ومناقشة تاريخية وفلسفية دقيقة.

الفيزياء والقوانين السببية:
يقف الكتاب أمام الطروحات الفيزيائية الحديثة التي تستند للقول بقِدم المادة أو نشوء الكون مصادفة أو بلا غاية. يناقش المؤلف مثلاً:

"ويزعم بعضهم أن قوانين الطبيعة نفسها تكفي لتفسير وجود الكون بلا حاجة لخالق، كأن يقول ستيفن هوكينج: (لأن هناك قانون الجاذبية، يمكن للكون أن يخلق نفسه من لا شيء)." (ص. 23)

يفند المؤلف هذه المزاعم مميزًا بين القوانين ووظائفها، فالقوانين لا توجِد الأشياء، بل تحكم الكيفية التي تتحرك بها الموجودات في حال وجودها؛ يقول:

"القانون لا يخلق ولا ينتج، بل يُوصف ويكتشف. فهو وجود ذهني، ينظم حركة الموجودات بعد أن توجد." (ص. 24)

ويضرب مثلاً بالصانع والأداة: أن وجود قوانين لا يكفي لوجود آلة، بل لا بد من صانع يدبر ويبدع.

الحتمية والطبيعية الجديدة:
يستعرض المؤلف نقده للنزعة الحتمية التي تسيطر على الأذهان العلمية، ويوضح كيف انقلب هذا التصور مع تطور ميكانيكا الكم (Quantum Mechanics). ففي حين تصاغ أفكار حول الصدفة والعشوائية، تبقى أسئلة السببية العميقة بلا جواب مادي حقيقي، كما في قوله:

"إن صفة العلية أو السببية لا يمكن نفيها إلا إذا أُلغِي العقل نفسه، إذ بها نستدل من الموجود إلى وجود سبب أسبق وأعظم." (ص. 31)

الوعي والروح و حدود العلم:
يفصّل المؤلف في قصور العلم الطبيعي عن تفسير ظواهر غير مادية: كالحياة، والوعي، والروح، ويجادل:

"العلم الطبيعي ينحصر في دراسة الظواهر المحسوسة... أما الوعي والروح فهما فوق الطاقة والمادة، ووجودهما شاهد على حاجة العلم نفسه لمرجع أعلى وأشمل من التجربة الحسية." (ص. 45)

رد الطعون الإلحادية:
يتعرض الكتاب لكبار الفلاسفة الجدد، كمثل ستيفن هوكينج، وريتشارد دوكنز، وسام هاريس، فيبين خلل منطقهم، ويرصد عدداً من التناقضات لديهم.

"إنكار وجود الخالق يتضمن تناقضا ذاتيا، إذ كل الكائنات لا بد لها من علة، فإنكار العلة الأولى ينقض العقل أصلاً." (ص. 50)

الغاية والمعنى:
ينتهي المؤلف إلى التأكيد أن المنهج الإسلامي (جمع بين النقل الصحيح والعقل الحر) هو الأقدر على تفسير الكون ومعناه، وأن الإسلام يقدم إجابة عقلية وروحية متماسكة على أسئلة الوجود الكبرى.

لماذا أنصح بقراءته أو شرائه؟

يدمج الكتاب بين المعرفة العلمية الأصيلة والمنهج الشرعي في التعامل مع الإشكالات المعاصرة.

يعتمد المؤلف لغة علمية دقيقة، ويقيم جسراً عميقاً بين الفيزياء والفلسفة مع الرؤية الإسلامية.

يعرض حجج الملاحدة بصورة منصفة، ثم يناقشها بهدوء وقوة برهان.

يفيد جدا الأكاديميين وطلاب الدراسات العليا المنتسبين للتخصصات الشرعية والفكرية، وكل مهتم بالحوار الإيماني المعاصر حول الدين والعلم.

خلاصة:
هذا الكتاب يُعدُّ مرجعًا جامعا في الرد على الإلحاد الفيزيائي، ويوصي به لكل باحث في قضايا الإيمان والعلوم الطبيعية والعقل الفلسفي.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة