
المسيح الدجال: فتنة آخر الزمان العظمى
المسيح الدجال: فتنة آخر الزمان العظمى
مقدمة
يُعتبر المسيح الدجال من أعظم الفتن التي حذّر منها النبي محمد ﷺ، وهو شخصية تُروى عنها الكثير من التفاصيل في الأحاديث النبوية، لما له من تأثير خطير على إيمان الناس في آخر الزمان. وفتنته شديدة إلى درجة أن كل نبي من أنبياء الله حذر قومه منه.
من هو المسيح الدجال؟
المسيح الدجال هو رجل من بني آدم، سيظهر في آخر الزمان، ويدعي الألوهية، ويُجري على يديه خوارق تفتن الناس، كإنزال المطر وإحياء الأرض. سُمّي "الدجال" لكذبه الشديد وخداعه، و"المسيح" لأنه ممسوح العين أو لأنه يمسح الأرض بسرعة.
أوصاف المسيح الدجال
جاءت أوصافه في عدة أحاديث نبوية، ومن أبرزها:
أعور العين اليمنى، كأنها عنبة طافية.
مكتوب على جبينه: "كافر" يقرؤها كل مسلم مؤمن، كاتبًا أو أميًّا.
شعره كثيف، رجل (أي مجعد).
شاب ضخم الجثة، أحمر البشرة.
عقيم لا يولد له.
مكان خروجه
سيخرج من خراسان أو من جهة المشرق، بالتحديد من أصفهان كما في بعض الروايات.
أول ظهوره سيكون في مكان بين العراق والشام، ثم ينتقل بسرعة شديدة في الأرض.
فتنته العظيمة
فتنة الدجال من أعظم الفتن منذ خلق الله آدم، لأن فيها خداعًا وادعاء للألوهية، ويُجري الله على يديه أمورًا يظنها الجهال معجزات، مثل:
يأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت.
يمر على الخربات فيأمرها فتخرج كنوزها.
يُحيي من يظنه الناس ميتًا (ولكنه خداع).
يتبعُه قومٌ كثيرون من ضعاف الإيمان، من يهود ونساء وجهال.
وقد ورد في الحديث:
"ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال" (رواه مسلم)
من سيقتله؟
سيكون القائد الذي يقتل المسيح الدجال هو عيسى بن مريم عليه السلام بعد نزوله من السماء، كما في الأحاديث:
ينزل عيسى عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، فيدرك الدجال عند باب لُدّ (مدينة في فلسطين)، ويقتله بحربته.
كيف نحتمي من فتنة الدجال؟
التمسك بالإيمان والقرآن.
قراءة سورة الكهف: فقد أوصى النبي ﷺ بقراءتها كل جمعة، وخاصة أول عشر آيات.
الدعاء بالنجاة منه في كل صلاة، ومنه:
"اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال"
أقوال العلماء عنه
قال الإمام النووي: "الأحاديث في خروج الدجال متواترة، يجب الإيمان بخروجه".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "خروج الدجال حق بإجماع أهل السنة".
خاتمة
المسيح الدجال فتنة عظيمة من فتن آخر الزمان، لا ينجو منها إلا من ثبّت الله قلبه بالإيمان والعلم والعمل الصالح. لذلك، يجب على المسلم أن يكون واعيًا، متيقظًا، متحصنًا بذكر الله وسنة نبيه ﷺ.