"قيمة العمل الصالح وأثره في حياة المسلم"

"قيمة العمل الصالح وأثره في حياة المسلم"

1 المراجعات

 

قيمة العمل الصالح في حياة المسلم

الحمد لله الذي جعل العمل الصالح سببًا للفوز بجنته، وأمر عباده بالاستقامة على طاعته، فقال: ﴿وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾ [يس: 61]. والصلاة والسلام على خير خلق الله، سيدنا محمد الذي كان قدوة في العبادة والعمل، وعلى آله وصحبه أجمعين.

مدخل

الحياة رحلة قصيرة، تنتهي بالموت وتبدأ بعدها الحياة الأبدية. وفي هذه الرحلة، يختبر الله الإنسان بما يعمل من خير أو شر. فالعمل الصالح هو الميزان الذي تُقاس به قيمة الإنسان عند الله، وهو سبب لطمأنينة النفس ورفعة الدرجات. يقول تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر: 10].

معنى العمل الصالح

العمل الصالح في الإسلام هو كل ما يوافق أمر الله ويُبتغى به وجهه الكريم. وهو لا يقتصر على الشعائر التعبدية من صلاة وصيام وزكاة وحج، بل يشمل كل سلوك ينفع الإنسان أو المجتمع إذا صلحت فيه النية. فالمسلم عندما يبتسم في وجه أخيه، أو يزيح الأذى عن الطريق، أو يعين محتاجًا، فإنه يقوم بعمل صالح يؤجر عليه. قال النبي ﷺ: "كل معروف صدقة" (رواه البخاري ومسلم).

العمل الصالح في الدنيا

العمل الصالح يجعل حياة المسلم مليئة بالسكينة والراحة. وقد وعد الله من يقوم به بالحياة الطيبة، فقال: ﴿فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ [النحل: 97]. وهذه الحياة الطيبة قد تكون في الرزق المبارك، أو في راحة القلب، أو في التوفيق للأعمال.

كما أن العمل الصالح يترك أثرًا اجتماعيًا عظيمًا، فهو يقوي الروابط بين الناس، ويشيع روح التعاون والتراحم. فإذا انتشر الصدق، والأمانة، والإحسان، صار المجتمع أكثر استقرارًا وعدلًا. وهذا ما يحتاجه المسلمون اليوم في زمن كثرت فيه الماديات وضعف فيه الوازع الديني.

العمل الصالح في الآخرة

أما في الآخرة، فإن العمل الصالح هو رأس مال العبد. فالأهل والمال يتركونه عند الموت، ولا يبقى معه إلا عمله. وقد قال رسول الله ﷺ: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له" (رواه مسلم).

فالإنسان العاقل من يستثمر وقته في أعمال تبقى بعد موته، كالمساهمة في بناء مسجد، أو نشر علم، أو تربية جيل صالح. فهذه الأعمال لا ينقطع ثوابها، بل تجري على العبد وهو في قبره.

ثبات المسلم على العمل الصالح

من طبيعة النفس البشرية أنها تضعف وتميل إلى الكسل، لذلك أوصى النبي ﷺ بالاستمرارية، فقال: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل" (متفق عليه). فالاستمرار على عبادة صغيرة كورد يومي من القرآن، أو صدقة يسيرة، قد يكون أحب إلى الله من أعمال كثيرة متقطعة.

ومن وسائل الثبات:

الإخلاص لله في كل عمل.

صحبة الصالحين الذين يشجعون على الطاعة.

كثرة ذكر الله، فهو حياة القلوب.

استحضار الموت والآخرة، فالعبد إذا تذكر القبر حَرَص على زيادة رصيده من الأعمال الصالحة.

 

أمثلة عملية للعمل الصالح اليوم

في حياتنا المعاصرة يمكن للمسلم أن يؤدي أعمالًا صالحة كثيرة، منها:

مساعدة الفقراء عبر الجمعيات الخيرية.

تعليم الناس العلم النافع عبر الإنترنت أو الواقع.

نشر الكلمة الطيبة على وسائل التواصل بدلًا من الإساءة.

رعاية الأيتام والمساهمة في كفالتهم.

الحفاظ على البيئة من التلوث والأذى، فهذا أيضًا من باب الأمانة.

 

خاتمة

إن قيمة العمل الصالح في حياة المسلم عظيمة، فهو زينة الدنيا ورفعة الآخرة. به ينال العبد رضا الله، وبه يُكتب له القبول بين الناس، وبه يجد النور في قبره والنجاة على الصراط. فلنحرص جميعًا على اغتنام أعمارنا في الطاعات، ولننوِ في كل أعمالنا وجه الله تعالى. وما الدنيا إلا مزرعة للآخرة، فمن زرع خيرًا وجد خيرًا، ومن قصر خسر أعظم الخسارة.

> ✍️ اللهم صلِّ وسلِّم على سيدنا محمد، واغفر لعبدك أحمد رضا

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

2

متابعهم

1

مقالات مشابة