عشر علامات تدل أنك من أولياء الله الصالحين رغم معاصيك

هل تشعر بالذنب والتقصير؟ هل ترتكب بعض المعاصي وتعود للتوبة ثم تضعف؟
وكيف تعرف أنك من أهل الولاية والمحبة الإلهية؟ حتى مع زلاتك وهفواتك في هذه المقالة سنكشف لك عشر علامات عظيمة بالدليل من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تدل على أنك من أحباب الله وأوليائه رغم تقصيرك وما عاصيك فالمهم هو حقيقة قلبك ووجهة سيرك التعريف الإيماني للولاية
أولاً من هم أولياء الله ؟
الولاية ليست ادعاءً ولا هي حكرٌ على فئةٍ معينة بل هي ثمرة الإيمان والتقوى قال الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون الآية حصرت الولاية في صفتين الإيمان والتقوى والمتقي ليس بالضرورة أن يكون معصوما بل هو الذي يطيع الله ويجتنب ما نهاه عنه فإن وقع في ذنب سارع إلى التوبة ثانياً التوبة جزءٌ من الولاية الوقوع في الذنب أمرٌ بشريٌّ لكن صفة الوليِّ الصالح تكمن في موقفه من الذنب قال الله تعالى إن الله يحبُّ التوابين ويحبُّ المتطهرين محبة الله تشمل التائبين والولي الصالح دائم التوبة والرجوع وهذا هو جوهر العبادة وقبل أن نكشف لكم هذه العلامات العشر اذكروا الله تعالى في التعليقات وصلّوا على النبي ﷺ واكتبوا دعاءً من قلبكم فكلّ كلمةٍ تضاف إلى حسناتكم يوم القيامة وتكون لكم نورًا في الدنيا والآخرة
العلامة الأولى الإيمان الشديد رغم المعصية
الشعور بثقل المعصية على القلب وأنها غصة لا تحتمل مع يقين ثابت بالله وحبه قال النبي صلى الله عليه وسلم من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن رواه الترمذي كونك تتألم وتستاء من ذنبك دليل على حياة الإيمان في قلبك وأن هذا القلب لا يرضى بالبعد عن الله
العلامة الثانية مداومة الاستغفار وسرعة التوبة
عدم الإصرار على المعصية بل الاستغفار والندم الفوري حتى لو تكررت الزلة قال الله تعالى وَالَّذِينَ إِذَا فَاعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهَ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ هذه الآية هي الفيصل الولي قد يظلم نفسه لكنه لا يصر على الظلم بل يذكر الله ويستغفر
العلامة الثالثة الإخلاص في الفرائض وحب النوافل
المحافظة على الفرائض بأحسن وجهٍ كالصلاة والصيام والزكاة والشعور بلذةٍ في التقرب إلى الله بالنوافل قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى قال من عاد لي وليًّا فقد آذنته بالحرب وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افترته عَلَيْهِ وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ رواه البخاري أول درجات الولاية القيام بالفرائض وحب النوافل دليل على الترقي في سلم الولاية
العلامة الرابعة الانشغال بذكر الله
اللسان لا يزال رطباً بذكر الله في السراء والضراء في السر والعلن قال الله تعالى وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمَّ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا الذاكر لله دائماً هو أقرب الناس إليه حتى لو مر بفتور في الطاعات الأخرى يبقى الذكر حبل الوصل
العلامة الخامسة حب الخلوة والبعد عن الشهرة
عدم حب الظهور والثناء وتفضيل العبادة في الخفاء وعدم التفاخر في العبادة قال النبي ﷺ إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي رواه مسلم التقي هو الذي يتقي الله ويطيعه الغني هو الغني بالله المستغن عن الناس القنوع الخفي الذي لا يحب الشهرة بأعماله الصالحة ويخفيها فالولي الحقيقي يخشى الرياء ويسعى لأن تكون أعماله بينه وبين ربه خالصة وتلك قمة الإخلاص
العلامة السادسة حسن الظن بالله
الثقة المطلقة في رحمة الله وقدرته على المغفرة وقبول التوبة وعدم اليأس أبداً قال الله تعالى قُلْ يَا عِبَادِيَا الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ حتى لو أسرفت في الذنوب إن لم تقنط من رحمة الله فهذه علامة محبة إلهية لك
العلامة السابعة حب أهل الصلاح والنفور من أهل الفساد
الإحساس براحة القلب في مجالس العلم والذكر والصالحين وضيق الصدر في مجالس الغفلة واللهو والمعصية قال الله تعالى وقال النبي صلى الله عليه وسلم المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل رواه أبو داود محبة من يذكرونك بالله دليل على أن قلبك لا يزال حياً يسعى للارتقاء
العلامة الثامنة تفريج كرب الناس وقضاء حوائجهم
الشعور بالمسؤولية تجاه المسلمين والسعي لقضاء حوائجهم وتخفيف آلامهم قال النبي ﷺ أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم تكشف كربةً أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً ولئن أمشي مع أخٍ في حاجةٍ أحبّ إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة شهراً وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلَأَ اللَّهُ قَلْبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رِضًا وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَقْضِيَهَا لَهُ ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزْوُلُ الْأَقْدَامِ رواه الطبراني خدمة الخلق من أقوى علامات محبة الخالق وهي من أعظم القربات التي يتقرب بها الولي
العلامة التاسعة التواضع وعدم التكبر
رؤية النفس بعين النقص وعدم رؤية الطاعة بعين الكمال والتواضع للناس لا سيما الفقراء قال الله تعالى وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا الولي الصالح يخشى أن يحبط عمله بالعجب فيرى نفسه مقصراً دائماً
العلامة العاشرة الرؤية الصالحة والبشرى
رؤية ما يسر والاطمئنان في المنام وتكون هذه الرؤى بشارة من الله قال النبي ﷺ لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤية الصالحة يراها المسلم أو ترى له رواه مسلم فالرؤية الصالحة هي بشارةٌ للمؤمن الصالح وقد تأتي لمن زلت قدمه لتكون نداءً إلهيًا للتومة والعودة وتثبيت القلب وتقوية العزيمة أيها المشاهد الكريم بعد أن عرفت هذه العلامات العشر وقد تكون تمدك بعضها أو كلها تذكر أن الولاية ليست خالية من الزلل فكل بن آدم خطاء يقول ابن عطاء الله السكندري رحمه الله رب معصية اورثت ذلاً وانكساراً خير من طاعة اورثت عزاً واستكباراً فلا تجعل المعصية سداً بينك وبين رحمة الله إن الندم على الذنب هو ثوبة والإصرار على العودة إلى الطاعة هو دليل على أنك في طريق الولاية قال النبي صلى الله عليه وسلم كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون رواه الترمذي فإذا وجدت هذه العلامات في نفسك فاحمد الله واستمر في مجاهدة نفسك وابذل جهدك في إصلاح ما فسد من عملك واكتب لنا في التعليقات ما هي العلامة التي وجدتها في نفسك بقوة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين.