الصدقه الجاريه  وانواعها

الصدقه الجاريه وانواعها

1 المراجعات

الصدقة تجارة مع الله

الصدقة من أعظم أبواب الخير التي فتحها الله لعباده، وهي دليل على صفاء القلب ورغبة العبد في التقرب إلى ربه بعمل خالص لوجهه الكريم. وقد جاء ذكر الصدقة في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، يقول الله تعالى:
﴿وَإِن تُخْفُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ [البقرة: 271].

فهذه الآية توضح أن الصدقة إذا كانت سرًا فهي أبلغ في الإخلاص وأعظم أجرًا، وإن كانت علنًا ففيها خير أيضًا إذا قصد بها التشجيع على البذل.


---

الصدقة تدفع غضب الله

جاء في الحديث الشريف: "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء".
فالصدقة ليست مجرد عطاء دنيوي، بل هي وسيلة لرضا الله وحماية العبد من المصائب، فهي حصن للأحياء وذخر للآخرة.


---

الصدقة تجارة رابحة

يقول الله تعالى: ﴿مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾ [البقرة: 245].
فالصدقة تجارة مع الله، تجارة لا تخسر أبدًا، بل ربحها مضمون مضاعف. قد يخسر الإنسان في تجارة الدنيا، لكن التجارة مع الله لا تعرف الخسارة.


---

الإخلاص شرط القبول

من أعظم شروط الصدقة أن تكون خالصة لله. قال تعالى:
﴿لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ﴾ [البقرة: 264].
فالصدقة التي يقصد بها الرياء لا يقبلها الله، بينما الصدقة الصافية من القلب تُرفع وتُضاعف.


---

صور متعددة للصدقة

ليست الصدقة محصورة في المال فقط، بل تشمل كل معروف. قال النبي ﷺ: "كل معروف صدقة".
ومن صورها:

الصدقة المالية: إعطاء الفقراء والمحتاجين.

الصدقة الجارية: كحفر بئر أو بناء مسجد.

الصدقة المعنوية: كالكلمة الطيبة والابتسامة.

 

---

الكلمة الطيبة والابتسامة صدقة

قال النبي ﷺ: "الكلمة الطيبة صدقة".
فكلمة مشجعة أو دعاء بخير قد ترفع معنويات شخص وتزيل همّه، ولها عند الله أجر الصدقة.

وقال أيضًا: "تبسمك في وجه أخيك صدقة".
فالابتسامة عمل بسيط لا يكلف شيئًا لكنه يزرع المحبة ويفتح القلوب، ويكتب الله به الأجر.

إذن الصدقة ليست دائمًا مالًا، بل قد تكون كلمة صافية أو ابتسامة صادقة.


---

الصدقة على النفس والأهل

الإنفاق على النفس بالحلال، والاعتناء بالأهل، يُعد من أفضل الصدقات. قال ﷺ: "أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول".
فالعبد إذا أنفق على أهله بنيّة صالحة، كان له في ذلك أجر صدقة.


---

آثار الصدقة

في الدنيا: تبارك في المال، تزيد الرزق، تحفظ العبد من البلاء. قال النبي ﷺ: "ما نقص مال من صدقة".

في الآخرة: تكون ظلًا لصاحبها يوم القيامة، كما ورد: "كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة".

 

---

الصدقة سر بين العبد وربه

من أعظم الصدقات ما كان سرًا. قال ﷺ عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله: "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه".
فالسرية تحفظ الصدقة من الرياء، وتجعلها خالصة لله وحده.


---

كيف نتعامل مع الفقير؟

حين نعطي الصدقة يجب أن تكون برفق ورحمة، دون استعلاء أو جرح مشاعر. فالفقير الذي يقبل صدقتك يمنحك فرصة للتقرب من الله، ولذلك قال بعض السلف: "الفقير هو الذي يمنّ على الغني لأنه يقبل صدقته."


---

الخاتمة

الصدقة عبادة عظيمة، تدفع غضب الله، وتفتح أبواب الرزق، وتكون نورًا وظلًا لصاحبها يوم القيامة. وهي تجارة رابحة لا يعرفها إلا من جرب حلاوة العطاء لوجه الله.

فلنجعل نيتنا صافية، وصدقاتنا خالصة، سواء بالمال أو بالكلمة الطيبة أو بابتسامة رقيقة، ولنجعلها عادة في حياتنا. يقول الله تعالى:
﴿وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 273].

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

5

متابعهم

6

متابعهم

6

مقالات مشابة