الرضا وراحه القلب ⁦⁦。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。⁩

الرضا وراحه القلب ⁦⁦。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。⁩

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

الرضا مفتاح السعادة وراحة القلب ⁦。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。⁩  

 

📌معنى الرضا: 

الرضا هو حالة قلبية عظيمة يصل إليها العبد عندما يقتنع بما كتبه الله له، ويطمئن أن كل ما قدّره الله فيه الخير، حتى لو لم يُدرك الحكمة منه الآن. فالرضا ليس مجرد كلمة، بل هو عبادة من أعظم العبادات التي تورث القلب طمأنينة وراحة.

قال الله تعالى:
﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [المائدة: 119]،
فالراضي بما قسمه الله ينال أعظم جزاء، وهو رضا الله عنه.

الرضا لا يعني أن يتوقف الإنسان عن العمل أو الاجتهاد، بل أن يسعى ويأخذ بالأسباب ثم يسلّم أمره لله، مطمئنًا أن النتائج بيد الله وحده.

الرضا وشكر النعم

من ثمار الرضا أن يكون العبد شاكرًا لنعم الله في كل حال. فإن أعطاه الله مالًا أو صحة أو أولادًا، قال: الحمد لله. وإن ابتلاه بنقصٍ في شيء من ذلك، قال أيضًا: الحمد لله، لأنه يعلم أن الله لا يقدّر لعباده إلا الخير.

قال تعالى:
﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [إبراهيم: 34].
وهذا دليل على أن نعم الله لا تُحصى، سواءً كانت قليلة أو كثيرة في نظر العبد، فهي عظيمة في حقيقتها.

ومن صور الرضا أن يثني العبد على ربه دائمًا، فيقول: الحمد لله في السراء والضراء، كما جاء في الحديث:
قال رسول الله ﷺ: «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له» [رواه مسلم].

فالرضا يجعل المؤمن في كل أحواله رابحًا، شاكرًا أو صابرًا، لا يعرف السخط ولا الجزع.

--

📌أمثلة للرضا في حياة الأنبياء : 

ضرب الأنبياء عليهم السلام أروع الأمثلة في الرضا والصبر على البلاء، فكانوا قدوة للمؤمنين: 

1 ـ نبي الله أيوب عليه السلام: ابتلاه الله في جسده وماله وأهله سنوات طويلة، لكنه ظل صابرًا راضيًا لا يتذمر ولا يسخط. دعا ربه بقوله:
﴿رَبِّ إِنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [الأنبياء: 83].
فاستجاب الله له وكشف عنه الضر، ورد له ما فقد مضاعفًا.

2 ـ نبي الله يعقوب عليه السلام: فقد ابنه يوسف عليه السلام، فصبر ورضي بقدر الله، وقال:
﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ﴾ [يوسف: 18].
ثم ابتلي بفقد بنيامين، ولكنه لم يجزع، بل قال:
﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا﴾ [يوسف: 83].
وكان جزاؤه أن رد الله إليه أبناءه سالمين، فكان مثالًا للصبر الجميل والرضا التام بقضاء الله.


هذه القصص تعلمنا أن الرضا ليس مجرد صبر، بل يقين عميق أن الله أرحم الراحمين، وأن البلاء زائل لا محالة.

 

📌أثر الرضا على القلب: 

الرضا يزرع في القلب الطمأنينة والسكينة. من رضي عاش مرتاح البال، لا يلهث خلف ما عند الآخرين، ولا يقارن نفسه بغيره. قال تعالى:
﴿مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ﴾ [النحل: 96].

فمن نظر إلى الدنيا بعين الرضا، لم يحقد ولم يحسد، بل عاش هادئًا مستمتعًا بما قسمه الله له. والإنسان الساخط يعيش في شقاء دائم، لا يرضيه شيء، ولا يهنأ بما عنده، لأنه دائم التطلع لما عند الناس.

أما الرضا، فيحرر القلب من الغل والحسد، ويملأه بالسلام الداخلي.

أثر الرضا في الإسلام والمجتمع

الرضا له آثار عظيمة في إصلاح المجتمع ونشر المحبة بين الناس:

يمنع الحقد والغل، فلا ينظر الفقير إلى الغني بحسد، ولا الغني إلى الفقير باحتقار.

يغرس المحبة والألفة، فيرضى كل إنسان بما عنده ويساعد غيره دون استعلاء.

ينشر السلام الداخلي، فالمجتمع الذي يرضى أفراده بما قسمه الله يعيش متماسكًا بعيدًا عن الصراعات الطبقية والحسد.


قال تعالى:
﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾ [الحديد: 23].
وهذه الآية تعلمنا التوازن النفسي الذي يحققه الرضا، فلا يبالغ الإنسان في الحزن على ما فاته، ولا يطغى بما عنده.

📌الرضا طريق الجنة: 

الرضا ليس فقط راحة في الدنيا، بل هو طريق إلى الجنة. قال رسول الله ﷺ:
«من رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط» [رواه الترمذي].

فالرضا بقدر الله سبب لرضا الله عن العبد، ومن رضي الله عنه كان في أعلى مراتب الجنة. كما أن الرضا يزيد الإيمان قوة ويجعل العبد راضيًا مطمئنًا مهما ضاقت به الدنيا.

قال تعالى:
﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ﴾ [المطففين: 22-25].
وهذا هو الجزاء الحقيقي للقلوب التي رضيت في الدنيا.

📌الخلاصة ✨✨image about الرضا وراحه القلب ⁦⁦。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。⁩

الرضا هو الاقتناع التام بما كتبه الله للإنسان، وعدم النظر إلى ما عند الآخرين، بل شكر الله والثناء عليه في كل الأحوال. وهو عبادة قلبية عظيمة تعكس صدق الإيمان وقوة التوكل.

قصص الأنبياء كأيوب ويعقوب عليهما السلام خير شاهد على أن الرضا يجلب الفرج بعد الشدة. والرضا أيضًا يزرع الطمأنينة في القلوب ويمنع الحسد والغل ويشيع المحبة بين الناس.

فلنحرص على أن نكون من الراضين، حتى ننال رضا الله، ونعيش حياة مطمئنة سعيدة، ونفوز في الآخرة بجنات النعيم.

قال رسول الله ﷺ:
«ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس» [رواه الترمذي].--image about الرضا وراحه القلب ⁦⁦。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。⁩

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

9

متابعهم

8

متابعهم

10

مقالات مشابة
-