الصلاه والراحة النفسية

الصلاه والراحة النفسية

0 المراجعات

الصلاة والراحة النفسية ← (ده العنوان الرئيسي للمقالة)


الصلاة عماد الدين

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا بها. فهي ليست مجرد حركات يؤديها الإنسان في أوقات معينة، بل هي عبادة عظيمة، وصلة مباشرة بين العبد وربه، ومصدر الطمأنينة والسكينة للقلب. من حافظ عليها فقد حافظ على دينه، ومن ضيعها كان لما سواها أضيع. يقول رسول الله ﷺ: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد"، فشبه النبي الصلاة بالعمود الذي يقوم عليه البناء، فإن سقط العمود سقط البيت كله.


الصلاة والراحة النفسية

كثير من الناس يظنون أن الراحة النفسية تتحقق بالمال أو الشهرة أو الملذات، لكن الحقيقة أن السكينة والطمأنينة الحقيقية لا تكون إلا بذكر الله والوقوف بين يديه في الصلاة. فهي تفرغ القلب من الهموم، وتزيل الكروب، وتغسل الروح من أعباء الحياة. قال تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]. ومن أعظم ذكر الله الصلاة، فهي تجمع بين الذكر والدعاء والقراءة والخشوع.


أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة

يوم القيامة هو يوم الحساب العظيم، وأول ما يُسأل عنه العبد من أعماله الصلاة. فإن صلحت صلاته صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله. فهي المعيار الذي يوزن به إيمان العبد واستقامته. لهذا كان من ترك الصلاة متعمدًا قد عرّض نفسه لغضب الله وعقابه، وخسر خسرانًا مبينًا. فكيف يهنأ بالراحة من يعلم أن أول ما سيُسأل عنه ضيّعه وتهاون فيه؟


خطورة ترك الصلاة

ترك الصلاة أعظم ذنب بعد الكفر بالله، لأن الصلاة هي التي تربط الإنسان بربه. إبليس رفض السجود لآدم، مع أنه مأمور بأمر ربه، فاستكبر وعصى وكان من الكافرين. أما الإنسان الذي يرفض السجود لله عز وجل، خالق السماوات والأرض، فهو أشد جرمًا من إبليس. كيف يتجاسر العبد على ربه الذي خلقه، وأكرمه، وأسبغ عليه نعمه، ثم يرفض أن يسجد له ويعبده؟!


الصلاة ملجأ في وقت الشدة

قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ﴾ [يونس: 12]. هذه طبيعة الإنسان، يلجأ إلى الله في وقت الضيق والشدة، فإذا فرج الله عنه نسي فضله وعاد إلى غفلته. لكن المؤمن الصادق يتمسك بصلاته في الرخاء كما يتمسك بها في الشدة، ويجعلها ملاذه الدائم، ومصدر راحته وسكينته في كل وقت.


الله يجيب عبده في صلاته

من أعظم ما يبين شرف الصلاة أن الله سبحانه يجيب عبده في أثناء صلاته. ففي الحديث القدسي عن قراءة الفاتحة:

  • إذا قال العبد: "الحمد لله رب العالمين"، قال الله: "حمدني عبدي".
  • وإذا قال: "الرحمن الرحيم"، قال الله: "أثنى علي عبدي".
  • وإذا قال: "مالك يوم الدين"، قال الله: "مجدني عبدي".

فتخيل أن ربك يرد عليك وأنت واقف بين يديه! أي فضل أعظم من هذا؟


السجود أعظم لحظة قرب من الله

قال النبي ﷺ: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء" [رواه مسلم]. لحظة السجود هي قمة الخضوع والذل لله، وهي اللحظة التي يرفع الله فيها عبده ويستجيب دعاءه. فإذا أردت أن تطلب حاجتك، أو أن تفرج كربك، أو أن يشرح الله صدرك، فاجعل دعاءك في السجود، فإن الله سميع قريب مجيب.


الصلاة صلة بين العبد وربه

الصلاة ليست مجرد فرض يؤديه الإنسان ليبرئ ذمته، بل هي صلة بين العبد وربه، ومناجاة صادقة بين مخلوق ضعيف وخالق عظيم. هي لحظة يترك فيها الإنسان الدنيا وراءه، ويقف في حضرة الملك جل جلاله. لذلك قال النبي ﷺ: "وجعلت قرة عيني في الصلاة". فمن ذاق حلاوة الصلاة علم أنها أعظم نعيم في الدنيا، قبل نعيم الآخرة.


التمسك بالصلاة سبيل النجاة

من تمسك بصلاته نجا وفاز، ومن ضيعها هلك وخسر. فهي وصية الأنبياء لأقوامهم، ووصية الله لنبيه محمد ﷺ ولأمته. قال تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ [طه: 132]. والصلاة ليست مجرد واجب ثقيل، بل هي هدية من الله لعباده، وسبب لتطهيرهم، كما قال النبي ﷺ: "أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء. قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا" [رواه البخاري ومسلم].


خاتمة

الصلاة عماد الدين، وراحة النفس، ومفتاح الجنة، وسبب الطمأنينة في الدنيا والآخرة. من حافظ عليها سعد وفاز، ومن ضيعها خسر وخاب. فهي الصلة التي لا غنى عنها، وهي النور الذي يضيء القلب، وهي الملجأ في وقت الشدة، وهي السعادة الحقيقية التي يبحث عنها كل إنسان. فحافظوا على صلاتكم، فهي حياتكم، وهي نجاة قلوبكم، وهي سبيلكم إلى رحمة الله ورضوانه.


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

6

متابعهم

7

متابعهم

9

مقالات مشابة