
المنهج الرباني للسالكين إلى الله: قانون الطريقة الحامدية الشاذلية مع الشرح والدليل الجزء الثاني
المادة 11:-
(من أصول طريقنا ترك التكلف )
بمعني : التصنع والتكلف في العبادة بهما دخلت في دائرة الرياء أو المغالاه وكلاهما منهي عنه في الإسلام فنجد هنا الشيخ حذر منهما بل أنه لم بجعلهما في طريقه أصلا .
الأدلة :-
قوله تعالي ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) ( ص:86 )
قول النبي ﷺ: «إياكم والتكلف» (رواه أبو داود )
المادة 12 :-
(من أصول طريقنا التوادّ والتزاور والمحبة )
بمعني : المحبة والأخوة بين السالكين من أعمدة الطريق، فهي تقوّي القلوب وتعين على السير
الأدلة :-
قوله تعالي (﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: 10]
قول النبي ﷺ: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا» (رواه مسلم)
المادة 13 :-
( من أصول طريقنا سلامة الصدر، وحسن الظن بالله وبعباد الله )
بمعني : طريق السالك هو تطهير القلب من الغل والحسد وسوء الظن، ويُحسن الظن بالناس ويرجو الخير من الله.
الأدلة :-
قوله تعالي (﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: 88–89].
قول النبي ﷺ: «لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا» (متفق عليه)
المادة 14 :-
( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع التلطف واللين )
بمعني : يجب علي كل سالك لهذا الطريق أن يكون إيجابيا لا سلبيا ولا يكون( إمعه) كما نهي النبي صلي الله عليه وسلم فيجب علي السالك أن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر والسيئات ولكن بشرط أن يكون بلطف ولين وأدب وتواضع ولا يعتقد أنه أفضل من أخيه .
الأدلة :-
قوله تعالي ﴿ادْعُ إِلِىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ [النحل: 125]
قول النبي ﷺ: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه» (رواه مسلم )
المادة 15 :-
(إعانة الفقراء والعطف عليهم ماديًا ومعنويًا بقدر الإمكان )
بمعني : مساعدة المحتاجين من مكارم الأخلاق، سواء بالمال أو الكلمة الطيبة أو الدعاء، كلٌ حسب استطاعته.
الأدلة :-
قوله تعالي (وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ [الحشر: 9].
قول النبي ﷺ: «الراحمون يرحمهم الرحمن» (رواه الترمذي )
المادة 16:-
(رؤية الإنسان في نفسه التقصير )
بمعني : السالك يرى نفسه دائمًا مقصّر، فلا يغترّ بعمله، بل يتهم نفسه بالتقصير ومهما قام بعبادات ونوافل وذكر وغيره من الأمور يعلم جيدا أنه مقصر في حق الله سبحانه وتعالي وأنه لم يؤدي الواجب عليه من الشكر ولو لنعمة واحدة أعطاها الله إياه.
الأدلة :-
قوله تعالي ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾ [المؤمنون: 60 ]
قول النبي ﷺ: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا» (متفق عليه )
المادة 17 :-
(لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق )
بمعني : لا يجوز إطاعة أحد كائنًا من كان إن أمر بما يخالف شرع الله حتي ولو كان أقرب الناس إليك ونجد الشيخ هنا وضع لافتة جميلة بأن هذا الطريق غير مخالف لإوامر الله وليس فيه معصية لله وكأنه يقول إن وجدت فيه ما يخالف أوامر الله فاتركه فورا .
الأدلة :-
قوله تعالي ﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي... فَلَا تُطِعْهُمَا﴾ [لقمان: 15]
قول النبي ﷺ: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» (رواه أحمد)
المادة 18 :-
(ينبغي أن يكون الإنسان على أخيه رحمة، فلا يجادلة ولا يخاصمه، ولا يسبه، ولا يعاتبه، ولا يلعنه، ولا يكذبه، ولا يؤذيه الخ)
بمعني : أن يكون السالك رحيم بأخيه محب له فلا يجادله في أمر حتي ينتصر لنفسه ولا يسبه ولا يلعنه ولا يحسده ولا يكذب عليه ولا يغتابه .......
الأدلة :-
قال تعالي ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ﴾ [آل عمران: 159]
قول النبي ﷺ: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقره» (رواه مسلم )
المادة 19 :-
(التمسك بالقناعة والتعفف عما بأيدي الناس، وإن بذل لهم شيئًا لا يطلب عليه عوضًا إلا ما أتاه بطريق الهديّة )
بمعني : أن يكون السالك في هذا الطريق يتحلي بصفة القناعة وأن يرضي بما قسمه الله له ولا ينظر الي ما في أيدي الناس من النعم وإن قام بعمل خير لشخص ما فلا ينتظر منهم أجرا وينتظر أجره من الله وإن أعطاه هذا الشخص هدية فليقبلها وهو عزيز النفس .
الأدلة :-
قوله تعالي (﴿وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: 6]
أي لا تعطي وتنتظر أكثر مما أعطيت
قول النبي ﷺ: «ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس» (رواه ابن ماجه)
المادة 20 :-
( يجب على كل من انتسب إلى الطريق أن يكون أمينًا على دينه، فلا يتكلم بما لا يعلم، ولا ينقل حديثًا محرّفًا، أو ما يشبه ذلك، بل يتثبت مما يقول، لئلا يقع في الحرام، وفي الجهل عند الناس )
بمعني : يجب علي السالك لهذا الطريق أن يكون حريصا جدا في كل قول ينسب للدين وعند نقله لأي أمرمن أمور الدين يجب أن يكون علي علم وفهم جيد لها وعالم بما تحتويه هذه المعلومة من أمور دينية خطيرة وعند نقله حديثا عن النبي يجب أن يتوخي الحذر فيما ينقل عن النبي صلي الله عليه وسلم وإلا أصبح كاذبا علي رسول الله فيضل غيرة وتصبح فتنة في الدين .
الأدلة :-
قوله تعالي ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ [الإسراء: 36]
قول النبي ﷺ (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا](رواه مسلم والترمذي وأحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص ]
وقوله ﷺ (سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصَدق فيها الكاذب، ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل وما الرويبضة يارسول الله؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة](رواه أحمد وابن ماجه]