خطوات عملية للتغلب على التسويف في ضوء القرآن والسنة

خطوات عملية للتغلب على التسويف في ضوء القرآن والسنة

Rating 5 out of 5.
3 reviews

خطوات عملية للتغلب على التسويف في ضوء القرآن والسنة

مقدمة

التسويف من أخطر العادات التي تعيق المسلم عن طاعة ربه وتحقيق أهدافه في الدنيا والآخرة. فكم من إنسان عرف الحق، وأراد العمل الصالح، لكنه ماطل وأجّل حتى ضاع منه العمر دون ثمرة. قال الله تعالى: ﴿حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ • لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ﴾ [المؤمنون: 99-100]. ولأن ديننا يحثّ على المبادرة وعدم ضياع الوقت، سنعرض في هذا المقال خطوات عملية للتغلب على التسويف مستلهمة من هدي القرآن والسنة.

image about خطوات عملية للتغلب على التسويف في ضوء القرآن والسنة

 

1. إدراك خطورة التسويف

التسويف ليس مجرد عادة سيئة، بل قد يحرم المسلم من الطاعة والإنجاز. قال النبي ﷺ: "اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك" [رواه الحاكم]. فالمؤمن الواعي يستشعر أن العمر رأس ماله، ولا مجال لإضاعته في تأجيل الطاعات والمهام.

2. تقسيم المهام الكبيرة

من الحكمة الشرعية أن يُجزَّأ العمل الكبير إلى خطوات صغيرة، فقد قال النبي ﷺ: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل" [متفق عليه]. فإذا كان عندك مشروع أو عبادة كحفظ القرآن، فلا تنظر إليه دفعة واحدة، بل اجعل لكل يوم قدرًا يسيرًا، ومع الوقت ستجد الإنجاز قد اكتمل.

3. المبادرة وعدم الانتظار

من الأسباب التي ذكرها العلماء للتسويف هو انتظار "الوقت المناسب". لكن الإسلام يدعو إلى المسارعة: ﴿وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ﴾ [آل عمران: 133]. فإذا كان لديك عمل صالح أو مهمة دنيوية نافعة، فلا تؤجلها، بل بادر بها ولو بخطوة صغيرة.

4. تنظيم الوقت

النبي ﷺ كان يوزع يومه بين العبادة والعمل والراحة، وهو القدوة المثلى في إدارة الوقت. لذلك من المهم أن تجعل لنفسك أوقاتًا محددة للعمل والإنجاز، ولا تترك الأمور عشوائية. وضع إطارًا زمنيًا واضحًا يجعلك أكثر التزامًا ويقلل من ضياع الوقت.

5. ترك الملهيات

قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [المنافقون: 9]. والمقصود هنا أن الملهيات تصرف القلب عن الطاعات والإنجاز. لذلك احرص على إبعاد الموبايل والمشتتات أثناء العمل أو العبادة، حتى تستثمر وقتك فيما ينفعك.

6. مكافأة النفس

الإسلام لا يمنع من الترفيه المباح بعد العمل والجد، بل كان النبي ﷺ يروح عن أهله. فإذا أنجزت مهمة، لا مانع من مكافأة نفسك بما يحفزك على الاستمرار، شرط ألا يكون في ذلك معصية.

7. استحضار النية والهدف الأكبر

الهدف من تجاوز التسويف ليس فقط النجاح الدنيوي، بل رضا الله عز وجل. قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 162]. فإذا ربط المسلم كل عمله بطاعة الله، صار الإنجاز عبادة، وأصبح الالتزام أسهل وأقوى.

ثمار التخلص من التسويف

إنجاز أكبر في وقت أقل.

طمأنينة القلب وسكينة النفس.

قوة الإرادة وزيادة الثقة بالنفس.

الفوز برضا الله وحسن استغلال العمر.

خـــاتمة

التسويف عادة خطيرة، لكن يمكن التغلب عليها بالوعي والإرادة والالتزام بشرع الله. والمبادرة إلى العمل الصالح والجد في أمور الدنيا والآخرة سبيل المؤمن الناجح. فلنغتنم أعمارنا قبل أن نفقدها، ولنجعل شعارنا قول النبي ﷺ: "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز" [رواه مسلم].

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

5

followings

5

followings

1

similar articles
-