
قصة نبي الله أيوب (عليه السلام)
1_نبي الله أيوب عليه السلام : صبر تلهم الأجيال 
يعد نبي الله أيوب عليه السلام من أعظم النماذج الإنسانيه التي خلدها القرآن الكريم ، حيث تجسدت في القصة معاني الصبر واليقين بالله مهما اشتدت المحن . وقد ذكر في مواضع متعددة من القرآن الكريم . أبرزها قوله تعالي :( وأيوب إذ نادي ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين )[ الأنبياء :٨٣] .
2_النعمه قبل الأبتلاء
نشاء أيوب عليه السلام في حياة مليئة بالخير والبركة . كان غنيآ واسع الرزق ، يملك الأرضي والمواشي ، ورزق بالذرية الكثيرة . ومع ذالك ، لم يطغ ولم ينسي فضل الله ، فضل الله ، بل كان شاكرآ معترفآ بأن ما عنده من خير هو منحة إلهية . وقد احبه الناس لكرمه وعدله وحسن خلقه.
3_الأبتلاء العظيم
شاءت حكمة الله أن يبتلي أيوب في جسده وماله وأهله .ففقد ثروته وأولاده ، وأصيب بمرض شديد طال سنوات طويلة حتي هجره الناس إلا القليل . ورغم ذلك كله ،لم يتزلزل إيمانه ولم بكلمة اعتراض ، بل كان لسانه رطبآ بذكر الله .
من أبرز ما يروى أنه عندما كان يذكر نفسه بما أنعم الله علي سنين طويلة ، أفلا أصبر علي البلاء سنوات معدودة ؟" وهنا يظهر عمق اليقين الذي حظي به.
4_دعاؤه واستجابة الله
مع طول البلاء ، لم يطلب أيوب الشفاء تبرمآ أو ضيقآ ، بل لجأ إلي ربه برفق وتواضع قائلا (أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين )فجاءه الفرج بأمر الله ، إذا قيل له (اركض برجلك هذا مغاسل بارد وشراب ) [ص:٤٢]. فاغتسل أيوب وشرب ، فشفاه الله مما كان فيه ، ورد إليه صحته وعافيته ، وأكرمه بمثل ما فقد من مال وذرية . وهذه الاستجابة السريعة تذكرنا أن الدعاء الصادق يفتح أبواب الرحمة مهما طالت فترة الصبر والانتظار .
5_الدروس المستفادة
قصة أيوب عليه السلام ليست مجرد حكاية تاريخية ، بل هي مدرسة إيمانية عابرة للزمان ومن أهم الدروس:
- الصبر علي البلاء : فالمحن لا تدوم ، وفرج الله قريب .
- حسن الظن بالله : مهما اشتدت المصائب ، يبقي المؤمن واثقآ أن رحمه الله واسع.
- الشكر في الرخاء والضراء : فالشكر ليس فقط عند النعم ، بل في الصبر علي المحن .
- الأبتلاء سنة إلهية : يرفع الله به درجات عباده ويطهرهم .
- الدعاء ملجأ المؤمن : فهو وسيلة لطلب العون والسكينة واستجابة الرحمات .
6_أيوب في الذاكرة الإنسانية
لا تزال قصة نبي الله أيوب عليه السلام مثلآ عالميآ في الصبر ، حتي صار اسمه يذكر في الأمثال الشعبية للتعبير عن قوة التحمل . وفي مجتمعاتنا العربية نقول (صبر أيوب ) للدلالة علي التحلي بالثبات أمام الصعاب .بلأن بعض المفكرين الغربيين استلهموا من قصته أعمالآ أدبية تؤكد أن القيم الروحانية تتجاوز الحدود الدينية والجغرافية.
7_ الخاتمة
إن التأمل في سيرة نبي الله أيوب عليه السلام يشعر الإنسان بالسكينة ويقوي عزيمته لمواجهة التحديات اليومية.فهو نموذج خالد للصابرين ، ورسالة واضحة أن معاناة الأنسان قد تكون بابآ إلي الرحمة والفرج من الله . وما أحوجنا اليوم إلي استحضار هذه القيم في حياتنا الشخصية والاجتماعية لنعيش برضا وثبات. ونوره أبناءنا درسآ خالدآ أن الصبر والإيمان هما زاد الطريق نحو أفضل ، وأن اليقين بالله يفتح الأبواب المغلقة ويمنح القلوب طمأنينة راسخة . وأرجو أن يعجبكم مقالي. سلام عليك.