الصدق طريق التوبة

الصدق طريق التوبة

Rating 0 out of 5.
0 reviews

 قصة: الصدق طريق التوبة

في أحد الأيام، جاء شاب إلى النبي محمد ﷺ، وكان قلبه مليئًا بالندم والحيرة. جلس أمامه وقال بصوت خافت، وعيناه مليئتان بالدموع:  
"يا رسول الله، أنا أذنب كثيرًا. أسرق، وأكذب، وأشرب الخمر. أريد أن أتوب، لكن لا أستطيع ترك كل شيء مرة واحدة. ماذا أفعل؟"

نظر إليه النبي ﷺ بعين الرحمة والحنان، ثم قال له بهدوء وثقة:  
"اترك الكذب."

استغرب الشاب من هذا الطلب، وظن أن الأمر بسيط، لكنه وعد النبي ﷺ ألا يكذب بعد اليوم، مهما حدث. خرج من المجلس وهو يشعر بشيء جديد في قلبه… كأنه نور صغير بدأ يضيء داخله، وكأن الصدق أصبح بداية طريق جديد لم يكن يتخيله.

في اليوم التالي، كان الشاب على وشك أن يسرق من أحد المحلات، لكنه تذكر وعده. قال لنفسه:  
"لو سألني أحد، هل سأعترف؟ لو قلت الحقيقة، سينكشف أمري. ولو كذبت، سأخون عهدي للنبي."  
فتراجع، وترك السرقة، رغم أنه كان محتاجًا للمال، وشعر أن الصدق أصبح حاجزًا يحميه من الوقوع في الخطأ.

وفي يوم آخر، دعاه أصدقاؤه إلى مجلس فيه خمر ولهو، فتردد.  
"لو شربت وسألني أحد، سأضطر للكذب. وأنا وعدت ألا أكذب."  
فرفض، وابتعد عنهم رغم إلحاحهم، وشعر لأول مرة أنه قوي أمام شهواته، وأنه يملك إرادة لم يكن يعرفها من قبل.

ومع مرور الأيام، بدأ يلاحظ شيئًا غريبًا… كلما ابتعد عن الكذب، ابتعد عن الذنوب. الصدق أصبح حاجزًا بينه وبين الخطأ، وبدأ يشعر بالراحة والطمأنينة. لم يكن الأمر سهلًا، لكنه كان يشعر أنه يتغير، خطوة خطوة. أصبح أكثر صدقًا مع نفسه، وأكثر وعيًا بتصرفاته، وكأن الصدق كشف له حقيقة قلبه.

بدأ يتأمل في حياته، ويتذكر كم من مرة كذب فيها ليهرب من الحقيقة، وكم من مرة شعر بالذنب لكنه تجاهله. الآن، كل شيء مختلف. أصبح يرى النور في الصدق، ويشعر بقوة في قول الحقيقة، حتى لو كانت صعبة.  
لاحظ أيضًا كيف تغيّرت علاقته بمن حوله، أصبح أكثر احترامًا، وأكثر قربًا من الله، وكأن الصدق أعاد بناء قلبه من جديد.

مرت الأسابيع، وتغير الشاب تمامًا. أصبح صادقًا في كلامه، نقيًا في قلبه، وتائبًا بحق. جاء إلى النبي ﷺ مرة أخرى، وقال له بفخر وامتنان:  
"يا رسول الله، لقد تركت كل الذنوب، فقط لأنني التزمت بالصدق."

ابتسم النبي ﷺ، وقال له:  

"الصدق ينجي."

image about الصدق طريق التوبة

العبرة من القصة:  
الصدق ليس مجرد كلام يُقال، بل هو سلوك يغير حياة الإنسان من الداخل. من يلتزم بالصدق، يبدأ يواجه نفسه بصدق، ويخاف أن يكذب، فيبتعد عن الذنوب. الصدق هو أول خطوة في طريق التوبة، وهو مفتاح النجاة في الدنيا والآخرة.  
الصدق يفتح أبوابًا لا تُرى، ويمنح صاحبه نورًا في القلب، وراحة في الضمير، وثقة في النفس. جرب أن تكون صادقًا مع نفسك أولًا، وسترى كيف تتغير حياتك.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

2

followings

1

followings

0

similar articles
-