قصة نبى الله يوسف عليه السلام
اليك قصة نبى الله يوسف عليه السلام باسلوب ادبى جميل
قصة نبيّ الله يوسف عليه السلام
اليك قصة نبى الله يوسف عليه السلام باسلوب ادبى جميل.

كان يعقوب عليه السلام يحيط أبناءه بالحُب والرعاية، غير أنّ قلبه كان ينجذب بقوة لابنه الصغير يوسف، لما كان يتمتع به من صفاء القلب وجمال الخَلق والخُلُق. وذات ليلة، قصّ يوسف على أبيه رؤيا عجيبة؛ قال: “يا أبتِ إني رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين.” أدرك يعقوب أنّ لابنه شأنًا عظيمًا ينتظره، فنصحه بالكتمان، خوفًا من حسد إخوته.
يوسف يواجه غيرة اخوته.
اشتعلت الغيرة في صدور الإخوة حين رأوا مكانة يوسف عند أبيهم، فاجتمعوا وتآمروا على إبعاده. أقنعوا والدهم بأن يأخذوه للعب، ثم ألقوه في غيابة الجبّ، وعادوا يبكون ويزعمون أن الذئب أكله. وقع الخبر على قلب يعقوب كالصاعقة، لكنه لم يفقد الثقة بربّه، وقال: “فصبرٌ جميل.”
مرت قافلة قرب البئر، فسمع السقاة صوتًا من داخله، فأخرجوا يوسف مبهورين بجماله، وباعوه في مصر بثمن زهيد. اشتراه عزيز مصر، وأوصى زوجته بإكرامه. وكبر يوسف في بيت العزيز، واكتمل جماله وأخلاقه، حتى راودته امرأة العزيز عن نفسه، لكنه أبى، متمسكًا بطاعة الله، فاتهمته ظلمًا، ودخل السجن رغم براءته.
في السجن، عُرف يوسف بالحكمة والصدق، فطلب منه صاحبان له تفسير رؤياهما. فسر لكل منهما حلمه بدقة، وطلب من أحدهما، الذي سينجو، أن يذكره عند الملك. لكن الرجل نسي الأمر، فطال بقاء يوسف في السجن سنين.
وذات يوم، رأى ملك مصر رؤيا حيّرت الجميع: سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف، وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات. تذكّر الناجي من السجن يوسف، فأخبر الملك عنه. أُحضر يوسف من سجنه، ففسّر الرؤيا بذكاء: سبعُ سنين من الخصب يعقبها سبع من الشدة، وأرشدهم إلى الحكمة في التخزين والتدبير.
انبهر الملك بحكمته، فجعله مسؤولاً عن خزائن مصر. وفي سنوات القحط، جاء إخوة يوسف من بلادهم يطلبون الطعام، ولم يعرفوه. عاملهم يوسف بعدل وكرم، لكنه أراد أن يمتحنهم، فسألهم عن أخيهم الصغير. وبعد أحداث طويلة، عادوا إليه ومعهم أخوه بنيامين. عندها كشف يوسف هويته قائلاً: “أنا يوسف وهذا أخي.” فوقع الإخوة على أنفسهم باللوم واعترفوا بخطئهم، فسامحهم يوسف بكل رحابة صدر، وقال: “لا تثريب عليكم اليوم.”
عاد الإخوة إلى أبيهم يبشرونه، وجاء يعقوب إلى مصر واحتضن يوسف بعد فراق طويل. ثم تحققت رؤيا يوسف الأولى، حين اجتمع أهله حوله، وخرّوا له ساجدين سجود تحية لا عبادة. عندها علم يوسف أن ما قدّره الله كان كله لحكمة ورحمة.
وهكذا، انتقلت حياة يوسف من محنة إلى منحة، ومن ظلمات الجبّ إلى نور المُلك، ليبقى مثالًا للصبر والطهارة والتوكل على الله، وأن ما يخفيه الله لعباده دائمًا أعظم مما ننظن
يوسف وملك مصر:
"رحلة يوسف: من الجبّ إلى عرش مصر"
"قصة يوسف… دروس في الصبر والإيمان"
"ابتلاءات النبي يوسف وصناعة المجد"
"يوسف عليه السلام: انتصار الصابرين"