نبى الله عزير عليه السلام

نبى الله عزير عليه السلام

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

عُزير عليه السلام: نبي من أنبياء الله ورمزٌ لإحياء العلم بعد اندثاره

يُعدّ نبي الله عُزير عليه السلام من الشخصيات التي حظيت بمكانة مميزة في التراث الديني، لما ارتبط به من قصص ودروس تمسّ جوهر الإيمان بحكمة الله وقدرته. ورغم أن القرآن الكريم لم يفصّل سيرته تفصيلاً كاملاً، فإنه قدّم إشارات قوية تكشف عن دوره العظيم بين قومه، خاصة في مرحلة عصيبة تلاشت فيها معالم العلم والدين بسبب ما أصاب بني إسرائيل من نكبات وابتلاءات.

مكانة عزير في القرآن الكريم

image about نبى الله عزير عليه السلام
image about نبى الله عزير عليه السلام

قصة نبيّ الله عُزير عليه السلام

يُروى في كتب التاريخ والتفسير أن نبيّ الله عُزيرًا عليه السلام كان رجلًا صالحًا تقيًّا، عاش بين قومٍ بليت قلوبهم وقست، وابتعدوا عن هدي الله بعد أن أصابتهم المحن وتفرقت كلمتهم. وكان عُزير مشهورًا بالعلم والحكمة وحسن الخلق، يجلس إليه الناس يسألونه فيجيبهم برفقٍ وبصيرة.

وذات يوم، خرج عُزير من قريته متفكرًا في حال بني إسرائيل بعد أن دمّر جند بختنصّر مدينتهم، وخربوا دورهم، وأحرقوا التوراة، وقتلوا كثيرًا من علمائهم، فصار الناس في ضياع لا يعرفون سبيل الهدى. كان عُزير يتألم لما حلّ بقومه، ويُلحّ في الدعاء أن يعيد الله إليهم نور الهداية.

وبينما هو يسير على حماره، بلغ أرضًا خَرِبة ليس فيها حياة، بيوت مهجورة، وجدران مهدّمة، تحيط بها سكونٌ كئيب. وقف أمام مشهد الخراب وقال متعجبًا: “أنّى يحيي هذه الله بعد موتها؟” لم يكن شكًّا في قدرة الله، بل كان تعجبًا وتأملًا في كيفية وقوع الإحياء بعد الفناء.

وفي تلك اللحظة، ألقى الله عليه النوم فمات مائة عام دون أن يشعر. مرّت العقود وتعاقبت الأجيال، وتغيّرت الأرض من حوله، لكن الله حفظ جسده فلم تبليه السنون، وبقي كما هو، بينما مات حماره وتفرّقت عظامه.

وبعد تمام المائة عام، بعث الله عُزيرًا من موته، فقال له الملك: “كم لبثت؟” ظنّ عُزير أنه نام يومًا أو بعض يوم، فأجابه: “لبثت يومًا أو بعض يوم.” فقال الملك: “بل لبثت مائة عام، فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه، وانظر إلى حمارك.”

نظر عُزير إلى طعامه فوجده كما تركه، لا تغيّر فيه ولا فسد، ثم نظر إلى حمارٍ كان عظامًا متفرقة، فأحياها الله أمام عينيه، يجمع العظام بعضها إلى بعض، ثم يكسوها لحمًا، ثم يدب فيها الروح، فصار الحمار قائمًا ينهق. عندها قال عُزير وهو يرتجف خشوعًا: “أعلم أن الله على كل شيء قدير.”

عاد عُزير إلى قريته بعد مائة عام، فلم يعرفه أحد، فقد تغيّرت وجوه الناس وتبدلت الأجيال. بحث بين الدور حتى وصل إلى بيتٍ وجد فيه امرأة عجوزًا عمياء. اقترب منها وسألها عن بيت عُزير، فقالت: “لقد مات منذ زمن بعيد، ولم يبق من يعرف خبره.” فقال لها: “أنا عُزير.” فأنكرت قوله، فقال لها: “اللهم إن كنت تعلم أني عبدك عُزير، فردّ إليها بصرها.” فعادت إليها بصرها بإذن الله، فنظرت إليه وقالت: “هو والله عُزير!”

انتشر الخبر بين الناس، فتجمّعوا حوله يسألونه عن التوراة التي ضاعت منذ زمن، فكان الله قد حفظها في قلبه، فتلاها عليهم كما أنزلت، فعاد العلم إلى بني إسرائيل، واجتمعوا حوله يتعلمون الهدي من جديد.

وهكذا صار عُزير آية من آيات الله، وعبرة لمن تأمل قدرة الخالق على الإحياء بعد الموت، ودليلًا على أن الله على كل شئ


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
sara el_genady تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.