قصص الأنبياء / كليم الله الجزء الثاني / قصة سيدنا موسى الجزء الثاني
الجزء الثاني
فى قصر فرعون
حملت آسية الطفل وذهبت به إلى زوجها أخبرته بالقصة فنظر إلى الطفل، فعرف فيه ملامح بني إسرائيل فقال بغضب : إنه واحد من بني إسرائيل، يجب أن يقتل… ونادى بأعلى صوته : أيها الحارس خذ هذا الرضيع واذبحه.
فصرخت آسية : لا. لا تقتلوه، فدهش فرعون من تعلقها بالطفل، ونظر إليها فى تساؤل فقالت (لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذُه وَلَدا) فأشاح فرعون بوجهه وقال : لك ذلك.
وفى هذه اللحظة انفجر الطفل بالبكاء، فأدركت آسية انه جائع، فأرسلت فى طلب مرضعة فلما جاءت وحاولت أن ترضع الطفل رفض أن يرضع منها، فجاءوا له بغيرها وغيرها لكنه كان يرفض. وخرج الخدم يبحثون له عن مرضعة. وكانت أخت موسى قريبه من القصر تحاول أن تستطلع الأخبار فلما علمت أنهم يبحثون عن مرضعة قالت : ( هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَه لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ) وأخذتهم وذهبت إلى امها.
ذهبت أم موسى إلى قصر فرعون وهناك رأت ابنها الرضيع ففرحت أشد الفرح، وأخذت الرضيع وضمته إلى صدرها، وأرضعته حتى شبع ونام فعرضت عليها زوجة فرعون أن تأخذه إلى بيتها وترضعه حتى يكبر مقابل أجر كبير.
الإسرائيلي
عاد موسى إلى قصر فرعون، وتربى فيه كأبناء الملوك ، وصار شابا قوياً راجح العقل، لا يراه أحد إلا أحبه، وكان الناس يعاملونه باحترام كبير كإبن الملك، لكنه كان يعلم أنه من بنى إسرائيل. كان موسى يتألم كثراً لما يحدث لقومه ويتمنى أن يأتى اليوم الذي يخلص فيه أبناء شعبه من هذا الظلم الكبير.
فى أحد الأيام خرج موسى من القصر وسار حتى دخل المدينة فوجد فيها رجلان يقتتلان، أحدهما من بنى إسرائيل والآخر مصري، فنادي الإسرائيلي على موسى ليخلصه من المصري، فاسرع موسى لنجدة الإسرائيلي ودفع المصري دفعه خفيفه ليبعده، فوقع الرجل على الأرض ميتاً.
ندم موسى أشد الندم لمقتل المصري، لأنه لم يكن يقصد قتله، فتوجه إلى الله بالدعاء قائلاً : ( رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ).
اتمنى للجميع قراءة ممتعة ووقت ممتع 🌹🌹🌹