في ذكر علامات الساعة التي ظهرت وما بقي منها… هل اقترب يوم القيامة بالفعل؟
﴿اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۗ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا﴾
لا شك فى أن " كل حي سيموت ليس في الدنيا ثبوت حركات سوف تفنى ثم يتلوها الخفوت وكلام ليس بعده إلا السكوت ".
يزداد الحديث في الآونة الأخيرة عن أقتراب ظهور المهدي المنتظر وطلوع الشمس من مغربها وبداية علامات الساعة الكبرى التي نعرف أنها ستأتي تباعاً كحبات السبحة المنفرطة.
فهل باتت القيامة قريبة بالفعل؟
تعالوا بنا لنسير فى رحلة إيمانية نعرض عليكم فيها علامات الساعة الصغري والكبرى التى حدثنا عنها الله ورسوله ونتعرف عليها.
علامات الساعة الكبرى هي التي يعقبها قيام الساعة ويكون لها تأثير كبير يشعر بها جميع الناس، أما الصغرى فقد تتقدم على الساعة بزمن وتقع في مكان دون مكان ويشعر بها قوم دون قوم.
علامات الساعة الصغرى يمكن تقسيمها إلى ما ظهر منها وانقضى، وما ظهر ومازال يتكرر، وما لم يظهر بعد.
« علامات ظهرت وانقضت »
• بعثة النبي محمد ﷺ.
وقد كانت أول أشراط الساعة الصغرى والدليل على قرب الساعة، وكما ورد في حديث النبي ﷺ (قالَ: بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، وَيَقْرُنُ بيْنَ إصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ، وَالْوُسْطَى).
• معجزة انشقاق القمر.
وقد ذُكر ذلك في القرآن الكريم في قوله -تعالى-: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ﴾.
• وفاة النبي محمد ﷺ.
كما ورد في حديث النبي ﷺ (قالَ: اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا).
• فتح بيت المقدس.
وقد فُتح بيت المقدس في عهد الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
• موتان يبيدوكم كقُعَاص الغنم.
وقد حدث في طاعون عمواس الذي مات عدد كبير به، والمجاعة التي حدثت في عام الرمادة سنة(18 هـ).
• خروج نار عظيمة من أرض الحجاز.
وقد ظهرت هذه النار وفي عام ستّمئة وأربعة وخمسين للهجرة، وأفاض أهل العلم في الكتابة عنها.
•استفاضة المال.
وقد ظهرت بعهد الصحابة-رضوان الله عليهم- في خلافة عثمان، وبعده في خلافة عمر بن عبد العزيز ..
• فتنة لايبقى بيت من العرب إلا دخلته.
يقال أنها الفتن التي وقعت بين المسلمين بعد مقتل عثمان -رضي الله عنه- ويمكن أن تشمل ما دخل على بيوت المسلمين في هذا العصر من الفتن والمغريات كما يقول بعض الدعاة المعاصرين.
• فتنة بين فئتين عظيمتين من المسلمين.
حدثت عندما وقعت معركة صفين بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان بعد مقتل عثمان بن عفان سنة (36 هـ).
• ظهور الخوارج.
وقد أشار بعض العلماء أن هؤلاء الخوارج هم الذين خرجوا علي بن أبي طالب وقاتلهم في معركة النهروان.
• قتال الترك
كما ورد في حديث النبي ﷺ (قالَ: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقاتِلُوا التُّرْكَ، صِغارَ الأعْيُنِ، حُمْرَ الوُجُوهِ، ذُلْفَ الأُنُوفِ، كَأنَّ وُجُوهَهُمُ المَجانُّ المُطْرَقَةُ، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقاتِلُوا قَوْمًا نِعالُهُمُ الشَّعَرُ).
وقد حصل ذلك القتال في عصر الصحابة، في أول خلافة بني أمية وهزموا الترك وغنموا منهم.
« علامات ظهرت وتتكرر »
• خروج أدعياء النبوة والدجالين والكذابين.
• تطاول الحفاة العراة رعاة الشاء بالبنيان.
• ضياع الأمانة ورفعها من القلوب.
• إتباع سنن الأمم الماضية.
• ظهور الكاسيات العاريات.
• كثرة الهرج (كثرة القتل).
• وقوع التناكر بين الناس.
• كثرة ظهور الفتن.
• ولادة الأمة ربتها.
• قطيعة الرحم.
• فشو التجارة.
• تقارب الأسواق.
• اختلال المقاييس.
• سيطرة بعض التجار على السوق.
• مشاركة المرأة زوجها في التجارة.
• طاعة الزوجة وعقوق الأم.
• كتمان شهادة الحق.
• كثرة الشح والبخل.
• تكون الزكاة مغرمًا.
• تكون الأمانة مغنمًا.
• ظهور الفحش.
• ظهور المسخ.
• ظهور الجهل.
• شهادة الزور.
• كثرة الكذب.
• سوء الجوار.
• إمارة السفهاء.
• أن ينطق الرويبضة.
• يكون زعيم القوم أرذلهم.
• سيادة الفساق على القبائل.
• تخوين الأمين وائتمان الخائن.
• أن يصبح أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع.
• ظهور رجال ظلمة يضربون الناس بالسياط.
• عدم المبالاة بمصدر المال من حرام أم من حلال.
• إكتساب المال باللسان والتباهي بالكلام.
• تداعي الأمم على الأمة الإسلامية.
• كثرة الروم وقلة العرب.
• فتنة تستنظف العرب.
• صدق رؤيا المؤمن.
• تعلم العلم لغير الله.
• أن يتخذ الفيء دولاً.
• كثرة الكتابة وانتشارها.
• ترك الحكم بما أنزل الله.
• إنتشار الكتب غير القرآن.
• التماس العلم عند الأصاغر.
• أخذ الأجرة على قراءة القرآن.
• هلاك الوعول وظهور التخوت.
• كثرة القراء وقلة الفقهاء والعلماء.
• ظهور قوم يشهدون ولا يستشهدون.
• ظهور قوم ينذرون ولا يفون.
• ظهور الفاحشة والمجاهرة بها.
• إستحلال الحرير للرجال.
• إستحلال الحِرَ (الزنى)
• إستحلال المعازف.
• إستحلال الخمر.
• كثرة الصواعق.
• ظهور الخسف.
• كثرة الزلازل.
• غلاء المهور.
• غلاء الخيل.
• تقارب الزمان.
• كثرة موت الفجأة.
• تمني الناس الموت.
• إتخاذ المساجد طرقاً.
• رفع الأصوات في المساجد.
• زخرفة المساجد والتباهي بها.
• تدافع الناس عن الإمامة في الصلاة.
• كثرة النساء وقلة الرجال.
• أن يأكل القوي الضعيف.
• إخراج الأرض لكنوزها.
• شيوع الأمن والرخاء.
• زخرفة البيوت وتزيينها.
• أن يكثر في الناس السمن.
• مطر لا تكن منه بيوت المدر.
• إدناء الأصدقاء وإقصاء الآباء.
• ظهور الرواحل الجديدة (السيارات وغيرها).
• مجيء زمان يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا.
• مجيء زمان يخير الرجل فيه بين العجز والفجور.
« علامات لم تظهر بعد »
• عودة الخلافة.
• فناء قبيلة قريش.
• فتح القسطنطينية.
• عمران بيت المقدس.
• قتال المسلمين لليهود.
• ترك الحج لبيت الله الحرام.
• يحسر الفرات عن جبل من ذهب.
• عودة جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً.
• الملحمة الكبرى بين المسلمين والروم.
• مجيء زمان لا يبقى أحد إلا لحق بالشام.
• لاتقوم الساعة حتى يمحى ويزول الإسلام.
• خروج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه.
• عودة الناس إلى الأسلحة والمركوبات القديمة.
• نفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد.
• مجيء زمان السجدة فيه تعدل الدنيا وما فيها.
• جيش يغزو البيت الحرام يخسف بأوله وآخره.
• نزول المطر من السماء ولا تنبت الأرض شيئاً.
• خراب المدينة وخلوها من السكان والزائرين.
• خروج رجل يقال له الجهجاه من الموالي.
• عودة بعض قبائل العرب لعبادة الأصنام.
• هدم الكعبة على يدي رجل من الحبشة.
• رفع القرآن من المصاحف والصدور.
• إخبار فخذ الرجل بأخبار أهله.
• كلام الشجر نصرة للمسلمين.
• كلام الحجر نصرة للمسلمين.
• أن لا يفرح الناس بالغنيمة.
• تكلم السباع والجمادات.
• ظهور فتنة الأحلاس.
• ظهور فتنة الدهيماء.
• أن لا يقسم الميراث.
• لعن آخر الأمة أولها.
• تكلم طرف السوط.
• ظهور فتنة السراء.
• تكلم شراك النعل.
• انتفاخ الأهلة.
• فتح رومية.
بهذا نكون قد إنتهينا من ذكر علامات الساعة الصغرى، لكن وجب التنويه أن العلامات الباقية التي لم تظهر بعد غير مرتبة زمانيا،ً ومنها الكثير ما سوف يحدث في ما بين العلامات الكبرى.
وقبل أن نذكر علامات الساعة الكبرى دعونا نتكلم عن ظهور المهدي إذا أختلف أهل العلم إن كان خروجه من علامات الساعة الكبرى أم الصغرى.
• خروج المهدي
رجل يخرج في آخر الزمان من أهل بيت رسول الله ﷺ يلي أمر الأمة ويجدد لها دينها، يحكم بالإسلام ويملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً وظلماً، تنعم الأمة في عهده بالخيرات والنعم التي لم تنعم بمثلها قط.
وكما ورد في حديث النبي ﷺ (قالَ: لم يَبقَ من الدنيا إلا يومٌ ، لطوَّل اللهُ ذلك اليومَ ، حتى يخرج فيه رجلٌ منِّي ، أو من أهلِ بيتي ، يواطئُ اسمُه اسمي ، واسمُ أبيه اسمَ أبي ، يملأُ الأرضَ قسطًا وعدلًا ، كما مُلِئَتْ جَورًا وظُلمًا).
« علامات الساعة الكبرى »
هي علامات عِظام إذا ظهرت تكون الساعة على إثرها، وهي عشر علامات كما ورد في حديث النبي ﷺ (قالَ: إنَّهَا لَنْ تَقُومَ حتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ، فَذَكَرَ، الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بجَزِيرَةِ العَرَبِ، وَآخِرُ ذلكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إلى مَحْشَرِهِمْ).
• فتنة المسيح الدجال
هو الدجال الأكبر الذي يخرج قبيل قيام الساعة في زمن المهدي وعيسى عليه السلام.
سمى مسيحاً لأن إحدى عينيه ممسوحة أو لأنه يمسح الأرض في أربعين يوماً، ودجالاً لأنه يغطي الحق بباطله أو لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم.
وكما ورد في حديث النبي ﷺ (قالَ: أَلا أُخْبِرُكُمْ عَنِ الدَّجَّالِ حَدِيثًا ما حَدَّثَهُ نَبِيٌّ قَوْمَهُ: إنَّه أعْوَرُ، وإنَّه يَجِيءُ معهُ مِثْلُ الجَنَّةِ والنَّارِ، فالَّتي يقولُ إنَّها الجَنَّةُ هي النَّارُ، وإنِّي أنْذَرْتُكُمْ به كما أنْذَرَ به نُوحٌ قَوْمَهُ).
• نزول عيسى ابن مريم عليه السلام
دلت نصوص الكتاب والسنة على أن النبي عيسى عليه السلام سينزل من السماء قبل قيام الساعة فيقتل الدجال ويكسر الصليب ويحكم بالقسط ويقضي بشريعة النبي ﷺ، ويحيي من شأنها ما تركه الناس، ثم يمكث ما شاء الله أن يمكث ثم يموت ويصلى عليه ويدفن.
وقد ذُكر في القرآن الكريم قوله -تعالى-: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ﴾أي أن نزول عيسى عليه السلام قبل القيامة علامة على قرب الساعة.
• خروج يأجوج ومأجوج
هم قبيلتين من بنى أدم يخرجون في آخر الزمان من جهة الشرق حيث حصرهم الملك الصالح ذو القرنين هناك بين جبلين وبنى عليهم سداً ليدفع شرهم عن البلاد والعباد.
وقد ورد ذكرهم في القرآن في كثير من الآيات الكريمة ومنها قوله -تعالى-: ﴿حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَِ﴾.
• طلوع الشمس من مغربها
ورد في حديث النبي ﷺ (قالَ: لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ مِن مغربِها ، فإذا طلَعت ورآها النَّاسُ آمنَ مَن علَيها ، فذاكَ حينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا).
•خروج الدابة
تخرج دابة من الأرض في آخر الزمان تكلم الناس وتسميهم مؤمنا وكافرا، وذلك عند فساد الناس وتركهم أوامر الله تعالى.
وقد ذُكر في القرآن الكريم قوله -تعالى-: ﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ﴾.
• دخان يكون في آخر الزمان
قد ورد ذكر الدخان في القرآن الكريم في قوله -تعالى-: ﴿فارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ﴾ ﴿يَغْشى النّاسَ هَذا عَذابٌ ألِيمٌ﴾ ﴿رَبَّنا اكْشِفْ عَنّا العَذابَ إنّا مُؤْمِنُونَ﴾ ﴿أنّى لَهُمُ الذِّكْرى وقَدْ جاءَهم رَسُولٌ مُبِينٌ﴾.
• الخسوفات الثلاثة
جاء في الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي ﷺ (قال: يَكونُ في آخِرِ هذِهِ الأمَّةِ خَسفٌ ومَسخٌ وقَذفٌ ، قالَت: قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ، أنَهْلِكُ وفينا الصَّالحونَ ؟ قالَ: نعَم إذا ظَهَرَ الخبَثُ).
• نار تحشر الناس إلي محشرهم
هي نار تخرج من قعر مدينة عدن في اليمن تسوق الناس إلي مكان حشرهم للحساب في الشام.
وإلي هنا تنتهي رحلتنا فاعلموا عباد الله أن ما تم ذكره كان بمثابة نذير للغافلين لينتبهوا ويستعدوا بعمل ما ينجيهم من أهوال يوم الوعيد، نسأله جلَّ في علاه أن ينجينا من الفتن ويسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض وأن يعفو عنا ويغفر لنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ﴾.