قصة الخضر في الإسلام: درس في الصبر والثقة بقضاء الله
المقدمة:قصة الخضر هي قصة ترويها الأديان السماوية وتتحدث عن رحلة النبي موسى عليه السلام في البحر، ومقابلته للخضر، الذي يعتبر في الإسلام نبياً وملكاً ووصياً من وصايا الله تعالى.
تبدأ القصة عندما طلب الله تعالى من موسى الذهاب إلى موعد معه، وذلك ليعطيه اللوحين الشرعين، الذي يحتوي على الأوامر والنواهي والتحذيرات والوعظ، ولكنه لم يعرف الوقت والمكان. فبعد أن سافر لفترة من الزمن، وصل إلى شاطئ البحر حيث قابله شخص غريب طلب منه أن يرافقه في رحلته.
وخلال الرحلة واجه الخضر العديد من الأحداث الغريبة التي أثارت دهشة موسى عليه السلام، وكان الخضر يشرح له الحكمة وراء تلك الأحداث. ومن بين الأحداث التي واجهاها كان غرسه لأشجار التين والزيتون والنخيل، ومساعدته لسفينة فقيرة دون مقابل، وتدميره لجدار منزل، وقتله لطفلٍ دون سبب واضح.
وبعد انتهاء الرحلة، أوضح الخضر لموسى عليه السلام حكمة كل حادثة، وبين له بعض الأسرار والأمور الغيبية التي لا يعلمها أحد سوى الله. وفي النهاية، قال لموسى عليه السلام أنهم سيفترقون، وعلمه بأنه قتل الطفل لأنه كان يعلم أنه سيصبح كافراً في المستقبل وسيؤذي والديه.
وأنه غرس أشجار الزيتون والتين والنخيل لأنهما من الأشجار النافعة والتي يمكن الاستفادة منها في العديد من الأمور. كما أوضح له أنه ساعد السفينة الفقيرة دون مقابل لأن الله أمره بفعل الخير والمساعدة على قدر المستطاع، وأن تدميره لجدار المنزل كان لأنه كان يحتوي على كنزٍ يستحق التدمير ليحميه الله من السارقين.
بعد أن علم موسى عليه السلام بحكمة كل حادثة، علمه الخضر بأنهم سيفترقون، وأوضح له أن كل ما رآه خلال الرحلة كان من العلم الخفي الذي لا يعلمه إلا الله، وقد أراد الله بهذه الرحلة تذكير موسى بعظمة الخالق وعجائب خلقه، وأن الحكمة في بعض الأحداث قد لا يظهر على الفور.
وبعد الوداع، علم الله موسى بأن الخضر هو نبي من أنبياء الله، وكان موكلًا بأمر من الله لإصلاح بعض الأمور في الأرض. وأصبح اسمه "الخضر" بسبب خضرة الأرض التي يعمل عليها.
وتُعد قصة الخضر من القصص الخاصة في الإسلام، وتحمل في طياتها العديد من الدروس القيمة والحكم النافعة. فقد تعلم موسى عليه السلام من الخضر أن الحكمة والعلم ليسا حكرًا على شخص واحد، بل قد تتواجد في أشخاص غرباء، وأن الأمور الظاهرة قد تحمل خفايا وحكمًا عميقة، وأن الثقة بالله والتوكل عليه هو الطريق للراحة والإيمان بقضاء الله وقدره.
ومن العبر التي تتحلى بها هذه القصة، أن الخضر قام بأفعال غير مفهومة من قبل موسى عليه السلام، ولكنها كانت في النهاية ذات حكمة ومنفعة، ما يعكس عظمة حكمة الله التي لا يمكن لأحد أن يدركها بالكامل