فترة الفتح والتمكين

فترة الفتح والتمكين

0 المراجعات

فترة الفتح والتمكين 

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت، حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، وعلمت أن النبي ﷺ قد مات.
يعني:عمر العملاق رضي الله عنه وأرضاه لم يتحمل المصيبة، فسقط مغشياً عليه، وارتفع البكاء في كل أنحاء المدينة.

قال أبو ذؤيب الهذلي رضي الله عنه:قدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء، كضجيج الحجيج أهلوا جميعاً بالإحرام، فقلت: مه؟ ماذا حصل؟ فقالوا: قبض رسول الله ﷺ.

وأثرت المصيبة تأثيراً شديداً على أم المؤمنين 
عائشة رضي الله عنها، فكانت تقول: (مات رسول الله ﷺ بين سحري ونحري، وفي دولتي لم أظلم فيه أحداً، فمن حداثة سني أن رسول الله ﷺ قبض وهو في حجري، فوضعت رأسه على وسادة وقمت ألتدم .) يعني: أضرب صدري ووجهي مع النساء.

مصيبة كبيرة أخرجت معظم الحكماء عن حكمتهم، لكن الحمد لله الذي من على هذه الأمة بـالصديق رضي الله عنه وأرضاه، فثبت الله عز وجل به الأمة بكاملها، وبدأت الأمة في أخذ خطوات عملية للخروج من الأزمة الهائلة.

ما بعد وفاة رسول الله

كان أمام المسلمين أمران في غاية الأهمية، لا بد من حسمهما بسرعة، وهما: من يلي أمور المسلمين بعد وفاة الرسول ﷺ؟

فهذه دولة كبرى الآن لا بد لها من زعامة، وبرغم فداحة المصاب إلا أن واقعية الصحابة حتمت عليهم أن يختاروا من بينهم من يحكمهم بعد رسول الله ﷺ، فاجتمع الصحابة في سقيفة بني ساعدة وبعد مشاورات ومداولات اختارواالصديق 
رضي الله عنه وأرضاه، ثاني اثنين، والصاحب الأول لرسول الله ﷺ، وأعلم الصحابة وأتقى الصحابة وأفقه الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.

وقد فصلنا كثيراً هذا الأمر عندما تكلمنا عن الصديق رضي الله عنه وأرضاه في مجموعة المحاضرات الخاصة به.

أما الأمر الثاني فهو قضية تغسيل وتكفين ودفن الرسول ﷺ، فهي قضية حساسة جداً ومحيرة، ومن القضايا الأولى التي سيأخذ فيها الصحابة رضي الله عنهم قراراً في غياب الرسول ﷺ

هناك من الأحكام الفقهية ما قد يكون خاصاً به ﷺ، وهناك ما قد يكون عاماً على عموم المسلمين، أما الغسل لجسده الشريف فقد احتار الصحابة في أمره، قالوا: والله ما ندري أنجرد رسول الله ﷺ من ثيابه كما نجرد موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه؟

فلما اختلفوا ألقى الله عز وجل عليهم النوم، حتى ما منهم رجل إلا ورأسه على صدره، ثم كلمهم متكلم من ناحية البيت لا يرون من هو: أن اغسلوا النبي ﷺ وعليه ثيابه، فقاموا إلى الرسول ﷺ فغسلوه وعليه قميصه، يصبون الماء من فوق القميص، ويدلكونه بالقميص دون أيديهم.

وهذا حديث صحيح رواه أبو داود وأحمد وابن حبان والحاكم وابن ماجة والبيهقي .. وغيرهم.
وقام بعملية الغسل مجموعة من الصحابة معظمهم من آل البيت، كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يغسله، وأسامة بن زيد وشقران مولى الرسول ﷺ يصبان الماء، والعباس بن عبد المطلب عم النبي ﷺ 

وولداه قثم والفضل يقلبونه، وأوس بن خولي الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه يسنده على صدره، ثم بعد ذلك كفن ﷺ في ثلاثة أثواب يمانية من كتان يعني من قطن، ليس فيها قميص ولا عمامة.

كان هذا الغسل والتكفين في صباح يوم الثلاثاء الثالث عشر من ربيع الأول، وكان الصحابة في هذا اليوم مشغولين بقضية الاستخلاف.

وبعد الغسل والتكفين وضعوا الرسول ﷺ على فراشه، ثم بدءوا في الصلاة عليه، ودخل الناس أرسالاً، يعني: كانوا يدخلون عشرة عشرة، صلى عليه أولاً أهل البيت، أهل بيته ﷺ وعشيرته، ثم المهاجرون، ثم الأنصار، ثم بقية الرجال في المدينة، ثم دخلت النساء فصلت عليه، ثم بعد ذلك الصبيان، حتى صلى عليه جميع من بالمدينة من المؤمنين.

ثم كانت بعد ذلك قضية الدفن، واختلف الصحابة في مكان الدفن وفي كيفيته، أما مكان الدفن فقد قال بعضهم: يدفن في مسجده، وقال آخرون: يدفن مع أصحابه في البقيع فقال الصديق رضي الله عنه وأرضاه إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: (ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض).
فقرروا أن يدفنوه ﷺ في المكان الذي مات فيه في حجرة عائشة رضي الله عنها وأرضاها.

أما في كيفية الدفن فقد اختلفوا أيضاً في الدفن هل يشق له في قبره أم يلحد؟ على أن يلحدوا له، فجاء أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه ورفع فراش الرسول ﷺ وحفر تحت الفراش، وأصلح اللحد الذي سيدفن فيه الرسول ﷺ، وفي ليلة الأربعاء بدأ الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم في إنزال رسول الله ﷺ في قبره.

ونزل في قبره علي بن أبي طالب والفضل بن العباس وقثم بن عباس ، وشقران مولى الرسول ﷺ رضي الله عنهم أجمعين، وقيل: نزل معهم عبد الله بن عوف وقيل: أوس 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

12

متابعين

2

متابعهم

6

مقالات مشابة