قصه وفاة سيدنا محمد

قصه وفاة سيدنا محمد

0 المراجعات

 

    وفاة النبي 


وبعد أن وضع ﷺ في قبره أهالوا عليه التراب، لتغلق أهم صفحة من صفحات التاريخ البشرية، لم يصدق الصحابة أنفسهم من كونهم يعيشون في الحياة بدون رسول الله ﷺ، ومن كونهم يمشون على الأرض وهو يرقد تحتها ﷺ

يقول أنس بن مالك : (ولما نفضنا عن رسول الله ﷺ الأيدي، وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا).
القلوب وكأنها ليست القلوب، كان الرسول ﷺ يمدها بنور وهدى وأمان وراحة واطمئنان، أما الآن فقلوبنا ليست هي القلوب التي كانت يوم كان ﷺ حياً بين أظهرنا.

تقول السيدة فاطمة رضي الله عنها وأرضاها، كما جاء في البخاري : (يا أنس ! أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب رسول الله ﷺ؟).
من المؤكد أن نفوسهم لم تطب بذلك، لكن ماذا يفعلون؟ قدر كتبه الله عز وجل على كل عباده، ولا راد لقضائه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

لعل الشيء الوحيد الذي كان يصبر الصحابة على فراق الرسول ﷺ أنهم كانوا على موعد معه يوم القيامة، فقد كان ﷺ يقول قبل أن يموت: (موعدكم الحوض) والصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم لم يكن أملهم فقط اللقاء عند الحوض، ولكن كان أملهم مرافقة النبي ﷺ في الجنة، مع الفارق الهائل بين عمله ﷺ وبين أعمالهم، 

فقد جاء في البخاري ومسلم عن أنس بن مالك : (جاء رجل إلى الرسول ﷺ وسأله عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ فقال ﷺ: وماذا أعددت لها؟ قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله، فقال ﷺ: أنت مع من أحببت. يقول أنس : فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي ﷺ: أنت مع من أحببت.
فأنا أحب النبي ﷺ وأبا بكر وعمر ، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم) .

كان الصحابة يعيشون على أمل اللقاء مع الحبيب ﷺ في الجنة، وهذا الذي دفعهم بعد ذلك لاستقبال الموت بنفس راضية، حتى رأينا بلالاً رضي الله عنه وهو على فراش الموت سعيداً فرحاً بأنه سيموت؛ لأنه سيقابل حبيبه ﷺ، يقول بلال رضي الله عنه وأرضاه عند موته: غداً ألقى الأحبة، محمداً وصحبه.

وهذا الذي أسعد فاطمة رضي الله عنها وأرضاها بنت الرسول ﷺ، حتى ضحكت؛ لأنها أول من سيموت من آل الرسول عليه الصلاة والسلام، ولذلك ستراه قريباً بعد موتها.

وهذا الذي جعل أنساً رضي الله عنه وأرضاه دائم التذكر لرسول الله ﷺ، حتى إنه كان يقول: قل ليلة تأتي علي إلا وأنا أرى فيها خليلي ﷺ

خلاصة القول:أن الرسول ﷺ قد فارق بجسده الدنيا، إلا أن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم كانوا يعيشون معه دائماً بأفكارهم وعواطفهم وفي مواقفهم المختلفة، بل وفي نومهم وأحلامهم، وهذا الذي صبرهم على فراق الحبيب، وإلا فمن يصبر على فراق رسول الله ﷺ.

ونسأل الله عز وجل كما آمنا برسولنا ﷺ ولم نره أن يحشرنا في زمرته، وأن يجمع بيننا وبينه على حوضه فيسقينا بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبداً، اللهم آمين.

{فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }[غافر:44].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

12

متابعين

2

متابعهم

6

مقالات مشابة