سمعت عن نبي أسمة حزقيل

سمعت عن نبي أسمة حزقيل

0 المراجعات

سمعت عن نبي اسمه حزقيل، أو حزقيال؟!

 

يا عزيزي فيه أنبياء كتير جدًا متذكروش بشكل مباشر في آيات القرآن أو الأحاديث، والمعلومات الواردة عنهم كانت قليلة جدًا، ولكن اجتهاد العلماء وصلنا لعدد من الأنبياء اللي مروا على البشرية وحاولوا يعرفونا حكايتهم.

 

وأنا جاي النهاردا في أول يوم رمضان احكي لك واحدة من أغرب القصص عن نبي اسمه سيدنا (حزقيل)، أو (حزقيال).

 

جاهز؟!

يلا بينا.

 

لما سيدنا (موسى) -عليه السلام- خرج من مصر، وبعد غرق (فرعون) ومعجزة شق البحر، وبعد انتهاء كل الشقاء اللي تعرض له "الجماعة إياهم" على إيد (فرعون)، ربنا أمرهم يدخلوا يحرروا القدس اللي كان حاكمها وقتها ملوك جبابرة وناس ظالمة، وقال لهم يستقروا فيها.

ولكنهم لما بيعرفوا إن فيها ناس قوية بيخافوا، رغم إن ربنا وعدهم يكون معاهم، وسيدنا (موسى) النبي اللي لسه عامل قدامهم معجزات كتير آخرها شق البحر، بيطمنهم ويقول لهم هننتصر، بس جبنهم بيتغلب عليهم وبيخافوا ولما بيزهقوا من طلب سيدنا (موسى) بيقولوا له روح إنتَ وربك وقاتـ* ـلا، ولما تنتصروا بقى هنبقى نيجي.

 

الكلام كان صاعقة على نفس سيدنا (موسى) اللي عمل علشانهم كتير جدًا في سبيل تحريرهم، فغُلب أمره ودعى ربنا، فربنا حكم عليهم بالتيه لمدة 40 سنة، يفضلوا تايهين في الصحرا لا ليهم وطن ولا بلد، ومشتتين مش عارفين لهم هوية ولا مكان، ويُقال إن اختيار الأربعين سنة دول علشان الجيل اللي موجود وقتها يكونوا ماتوا، ويجي أبنائهم وأحفادهم هما اللي يجددوا الرسالة ويكون إيمانهم أكبر فيحرروا القدس.

 

بيموت سيدنا (موسى)، وبيتسلم الرسالة بعده (يوشع بن نون) -عليه السلام-، تلميذه واللي شرب من خبراته طول حياته، بينزل عليه النبوة، وبياخد قومه، وبيحرر القدس من ملوكها الجبابرة، وبيحكموها همَ، علشان يبدأ عصر الظلمات، عصر كله ظلم وفساد وقتـ* ـل لأنبياء الله بدون أي حق، وبيظهر بشكل أوسع مدى بشاعة الناس دول، بني *******، اللي بيكسروا كل القوانين الإلهية، ويحرفوا كتاب الله، ويمشوا على أهوائهم، ويتجبروا لدرجة إن ربنا طلب منهم وقت دخولهم فلسـ* ـطين يقولوا "حِطةً" يعني يدخلوا متواضعين رؤسهم لأسفل، بيدخلوا رافعين رؤسهم وكأنهم ملوك الدنيا بغرور وتكبر ما بعده نهاية.

 

وكعادة الدنيا، بيموت سيدنا (يوشع) -عليه السلام-، وبيتسلم النبوة بعده سيدنا (حزقيل) أو (حزقيال)، واللي ورد عن حياته واقعة واحدة، وصلت لنا بعد اجتهاد كبير من العلماء، ولكن باقي حياته بيفضل مبهم.

 

ونبدأ كلامنا بالآية اللي العلماء فسروها على إنها كانت على سيدنا (حزقيل)، "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243) سورة البقرة."

 

الحكاية بتبدأ بمجموعة من الناس قبل مولد سيدنا (حزقيل) -عليه السلام- بسنين، الناس دي كانوا عايشين في مدينة، ولكن اللي بيحصل إن ربنا بينزل عليهم وباء، مرض فتاك أصابهم وهياخد معاه ناس كتير، أو ممكن البلد كلها، زي الطاعون بالظبط، كان بيجي بياخد كل إنسان قدامه، فالمدينة يوميًا بقى يحصل فيها موت، مرة واحد، بعدين اتنين، بعدين الأعداد بتزيد بشكل ملحوظ، فأصابهم الهلع والخوف والرعب، فقرروا يهربوا من البلد، علشان يهربوا من الموت.

 

لازم تعرف يا عزيزي إن الموت ماينفعش تهرب منه، قدرك مكتوب، فالناس دول ربنا أراد يديهم درس ويدينا موعظة كبيرة جدًا من خلالهم.

دا مش معناه إنك ترمي نفسك في التهلكة، إنتَ بتفكر، وتحط أسباب لكل خطوة قدامك، ولكن لازم في كل قرار بتاخده تعتبره دايمًا لله، مش هرب من قدر مسببه الله، بدون إيمان بيه أو بأسبابه.

 

وهنا يا عزيزي الناس دي كانت شايفة الهروب هو النجاة، ولكنهم نسيوا ربنا وإن هو دايمًا النجاة، فلو كان الهروب معاه يقين وإيمان بالله، فكدا كان تصرفهم هيبقى صحيح.

 

اللي حصل إنهم لما هربوا، افتكروا إنهم هربوا من المرض، فربنا بعت لهم المرض في المكان اللي هربوا فيه، واتصابوا كلهم، فعرفوا إنهم كلهم ميتين، فاستسلموا للموت بدون أي معافرة.

وهنا أيقنوا إن قضاء ربنا عمره ما بيترد.

 

هما دلوقتي في الصحرا، كلهم مرضى، مستنيين الهلاك، عارفين إن الموت جاي، فخافوا على جثثهم من الأسود والحيوانات حواليهم، فبنوا سور حواليهم يحمي جثثهم، وقعدوا باصين لبعض مستنيين الموت يزورهم.

تخيل مدى رعب اللحظات الأخيرة لأشخاص عارفين إن الموت على بابهم.

 

وفعلًا، الموت بدأ يزورهم ورا بعض، واحد واحد بيموت، لحد ما ماتوا كلهم في وقت قليل، وبقوا في الصحراء، سور محاوط قطعة أرض مربعة كأنها صندوق، وفيه مجموعة من الجثث المرمية والميتة واللي بدأت تتعفن.

 

سنين بتمر، وماحدش بيقرب من المكان، الجثث عفنت، اتحللت، بقت عظام، والعظام بقت واهنة وضعيفة، بيتولد سيدنا (حزقيل)، وبيكبر، وبالصدفة بيمر على مكانهم.

 

هنا وقف سيدنا (حزقيل)، وتسائل في نفسه، ازاي ربنا ممكن يحيي عظام بالشكل دا وترجع الناس دي أحياء تاني للحياة بعد ما ماتوا وتحللوا وقربت عظامهم تختفي!

 

ربنا بعث له سيدنا (جبريل) وبلغه إن ربنا بيقول: "إذا شئت سأحيي لك هذه العظام".

فدعى سيدنا (حزقيل) ربنا وطلب منه يحيى العظام، فربنا -سبحانه وتعالى- أحياها، وفجأة 4000 شخص بيقوموا وهما عظام وبتتكسي لحم وترد فيها الروح ويرجعوا للحياة تاني في مشهد مهيب ومرعب صعب تتخيله نفس.

ابن عباس قال 4000، وعلماء تانيين قالوا 8000، المهم إنهم آلاف.

وفجأة، الآلاف بيكبروا كلهم في نفس واحد: "الله أكبر"، كأنهم راجل واحد.

 

علشان كدا الآية نزلت فيهم: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243) سورة البقرة."

 

ولكن، للأسف يا عزيزي، دا اللي وصل من قصة سيدنا (حزقيل)، وباقي حياته، علمها عند الله.

 

أما الواقعة، كانت سبب كبير في التدبر والتعقل في كتير من الأوضاع، منها وأهمها واقعة لسيدنا (عمر بن الخطاب) لما كانوا داخلين بلد كان فيها طاعون، فسألوه ندخل ولا نرجع، فرد وقال نرجع، فرد واحد منهم وقال: "أنهرب من قدر الله"، فرد عليه وقال له: "نهرب من قدر الله إلى قدر الله".

 

سيدنا (عمر) مكنش بيهرب من الموت لمجرد إنه عاوز يعيش، هو اتكل على الله في تصرفه وقراره، وعلشان كدا ربنا نجاه هو وجيشه.

 

-

آخرًا كلها اجتهادات من العلماء، والله أعلى وأعلم بصحتها..

 

المصادر:

ابن عباس.

ابن كثير.

الطبري

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

20

followers

28

followings

160

مقالات مشابة