تعريف سورة آل عمران

تعريف سورة آل عمران

0 المراجعات

 

التعريف بسورة آل عمران

 سورة آل عمران سورةٌ مدنيةٌ يبلغ عدد آياتها مئتَي آيةً ، وتُعدّ من السور الطِّوال في القرآن ، وحسب ترتيب السُّور في المصحف فهي السورة الثالثة في الجزء الرابع ، وتحديداً الأحزاب السابع ، والثامن ، والتاسع ، أمّا من حيث ترتيب النزول ، فقد نزلت بعد نزول سورة الأنفال ، وتبدأ السورة بالحروف المُقطَّعة" الم".

 سبب تسمية سورة آل عمران 

سُمِّيت سورة آل عمران بهذا الاسم ؛ لأنّ الله- تعالى- ذكر فيها عمران وأهله ، والتسمية توقيفيّةٌ ؛ أيّ أنّ الرسول- صلّى الله عليه وسلّم- أشار على الصحابة- رضي الله عنهم- بتسميتها ، وتجدر الإشارة إلى أنّ تسمية بعض سُور القرآن كانت بالنظر إلى ما ورد فيها من قصصٍ وأحداثٍ ، كتسمية سورة البقرة ؛ إذ سُمِّيت بذلك لورود قصة البقرة فيها ، امّا عمران فهو والد مريم أمّ عيسى- عليهما السلام- ، وقد ذكر الله في سورة آل عمران قدرة الله- سبحانه- في ولادة مريم ، وابنها عيسى ،ومن الأسماء التي سُمِّيت بها سورة آل عمران الزهراء ؛ إذ ثبت في الصحيح أنّ النبيّ- عليه الصلاة والسلام- قال فيها( اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ) ، كما نُقِل عن الإمام القرطبيّ أنّها تُسمّى بتاج القرآن ، إلّا أنّه لم يُذكَر أيّ مستندٍ لسبب ذلك الاسم.

سبب نزول سورة آل عمران

 ذكر الإمام الواحديّ في أسباب نزول سورة آل عمران أنّ أوّلها إلى قول الله- تعالى-( قُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) ، نزل بسبب وَفْد قبيلة نَجْران ، وكان ذلك في السنة الثانية للهجرة ، وقال آخرون من أهل العلم إنّ سورة آل عمران نزلت بعد سورة الأنفال ؛ أي في شهر شوّال من السنة الثالثة للهجرة ؛ بسبب غزوة أُحد ، وتجدر الإشارة إلى أنّ المُفسّرين اتّفقوا على أنّ كلّاً من قول الله- عزّ وجلّ-( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ.) ،وقوله أيضاً( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ.) ، نزلَ في غزوة أُحد ، ونُقِل عن الإمام القرطبيّ أنّ أوّل سورة آل عمران نزل في الحديث عن وَفْد نجران إلى قوله- تعالى-( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ.).

أهمّ موضوعات سورة آل عمران 

ركّزت سورة آل عمران على ذِكْر رُكنَين أساسيَّين ؛ الأوّل العقيدة ، مع ذِكْر وتفصيل الأدلّة والبراهين على وحدانيّة الله- تعالى- ، والثاني التشريع ، والحديث عن الغزوات ، والقتال ، والجهاد في سبيل الله ،ومن أبرز الموضوعات التي تناولتها السورة تقرير توحيد الله بأنواعه ؛ توحيد الألوهيّة ، والربوبيّة ، والأسماء والصفات ، بالإضافة إلى بيان أنّ مصدر الديانات كلّها واحدٌ ؛ فهي من عند الله ، وبيّنت أنواع الناس بالنظر إلى مواقفهم ، وتعاملهم مع المُحكَم والمُتشابه من آيات القرآن ، مع الإشارة إلى أحداث غزوة بدر الكبرى ، وتفاصيل غزوة أُحد ، وبيان ما أعدّه الله من جنّات الخُلد والمُفضَّل على أحبّ شهوات للإنسان ، والحديث عن أهميّة دِين الإسلام ، وبيان مظاهر محبّة الله- تعالى- ، وما يترتّب على ذلك من ثمراتٍ ، والحديث عن الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- ، وذِكْر منزلتهم ، بالإضافة إلى ذِكْر مجموعةٍ من الآداب التربويّة ، كالتقوى ، والتمسُّك بدِين الله ، والحَثّ على الأمر بالمعروف ، والنهي عن المُنكر.

 كما أبطلت سورة آل عمران ادّعاء الذين اتّخذوا آلهةً من دون الله ، والذين ادّعوا أنّ له أبناء ، وأثنت السورة على عيسى- عليه السلام- ، وأهله ، وتحدّثت عن مُعجزته ، وإبطال ألوهيّته ، وحَثَّ الله في السورة المسلمين على وحدة الصف ، والاعتزاز بأنفسهم ، ودِينهم ، والتحلّي بالصبر عند المصائب والبلاء ، والوعد بالنصر والتمكين ، والأمر بالأعمال الحَسنة ، كإنفاق المال ، والإحسان ، واختُتِمت السورة بالتأكيد على التفكُّر بما خلق الله.

فَضْل سورة آل عمران 

بيّن النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- فَضْل سورة آل عمران ؛ فقال( اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما) ، وقال الإمام النووّي- رحمه الله-" سميَتا بذلك ؛ لنورهما ، وهدايتهما ، وعظيم أمرهما" ، و" غَيايَتانِ" مفرد غياية ؛ أي كلّ ما يُظِلّ ، ويحجز حرّ الشمس ، ولفظ" فِرْقانِ" ؛ أي قطعتان ، ويُقصَد بذلك أنّ ثواب سورتَي البقرة وآل عمران يُظِلّ العبد يوم القيامة ،كما أنّ الصحابة- رضي الله عنهم- كانوا يُعظّمون سورة آل عمران ، يروي في ذلك الصحابيّ أنس بن مالك- رضي الله عنه-( كان رجُلٌ يكتُبُ بين يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، قد قرَأَ البقرةَ وآلَ عِمرانَ ، وكان الرجُلُ إذا قرَأَ البقرةَ وآلَ عِمرانَ يُعَدُّ فينا عظيمًا).

 مناسبة سورة آل عمران للسورة التي قبلها

 تناسبت مواضيع سورة آل عمران مع مواضيع السورة التي سبقتها ؛ وهي سورة البقرة ؛ فقد نَفَت سورة البقرة الريب والشكّ في القرآن ، وذلك ما أكّدته سورة آل عمران ، كما ذكرت سورة البقرة إنزال القرآن مُجمَلاً ، وفُرِّعت آياته إلى مُحكمةٍ ومُتشابهةٍ في آل عمران ، وكذلك ورد القتال في سورة البقرة بشكلٍ مُجمَلٍ ، وفُصِّل في آل عمران ؛ بالحديث عن غزوة أُحد ، كما تناولت سورة البقرة الحديث عن المقتولين في سبيل الله بإيجازٍ واختصارٍ ، وفُصِّل ذلك في آل عمران ، وحذّر الله من الرِّبا في سورة البقرة باختصارٍ أيضاً ، بخِلاف التفصيل في سورة آل عمران ، وورد الحديث عن الحجّ والعُمرة بإجمالٍ في سورة البقرة ، وفُصِّل في آل عمران.

 مناسبة سورة آل عمران للسورة التي بعدها 

يتّضح التناسب بين سورة آل عمران ، والسورة التي بعدها ؛ وهي سورة النِّساء ؛ إذ خُتِمت سورة آل عمران بأمر الله للعباد بالتقوى ، وهو الأمر الذي افتُتِحت به سورة النِّساء ، والتي كانت قد ذُكِرت فيها نهاية أحداث غزوة أُحد ، التي فُصِّلت في سورة آل عمران ، وقد تحدّثت السورتان عن الغزوة التي وقعت بعد غزوة أُحد ، وعن الراسخين في العلم ، وذُكِرت في سورة آل عمران الشهوات بصورةٍ مُجمَلةٍ ، وفُصِّل الحديث عنها في سورة النِّساء.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

154

followers

17

followings

1

مقالات مشابة