سبب نزول سورة الرعد

سبب نزول سورة الرعد

0 المراجعات

 

 

سورة الرعد 

سورة الرعد هي السورة الثالثة عشرة في ترتيب القرآن الكريم ، وقد سُميّت بهذا الاسم منذ العهد النبويّ لورود ذكر الرعد فيها ، ولم يُعرف لها اسم آخر ، وعدد آياتها سبع وأربعون آية على القول الراجح ، وقيل ثلاث وأربعون ، وقيل أربع وأربعون ، وقيل خمس وأربعون ، أمّا عدد كلماتها فهو ثمان مائة وخمس وستون كلمة ، وهي على الأغلب سورة مكيّة حسب ما تعكسه طريقة نظمها ، ومضامينها، وقد وردَتْ روايات عدّة في سبب نزول سورة الرعد ، وأسباب النزول في الآيات القرآنية مختلفة باختلاف الآية وحادثة نزول هذه الآية ، وفيما يخصُّ هذه السورة تحديدًا ، ذكرت أكثر من رواية ، يذكرها هذا المقال.

 رواية أنس ابن مالك رضي الله عنه 

ما رواه أنس بن مالك- رضي الله عنه- أنّ رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- أرسل رجلًا من أصحابِه إلى رجلٍ من عظماء الجاهلية يدعوه إلى الله- عزّ وجلّ- ، فقال( أيش ربُّك الذي تدْعوني إليه من حديدٍ هو ؟ من نُحاسٍ هو ؟ من فِضَّةٍ هو ؟ من ذهَبٍ هو ؟ فأتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فأخبَره فأعاده النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم الثانيةَ فقال مِثلَ ذلك فأرسَله إليه الثالثةَ فقال مِثلَ ذلك فأتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فأخبَره فأرسَل اللهُ تبارَك وتعالى عليه صاعِقَةً فأحرَقَتْه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم إنَّ اللهَ تبارَك وتعالى قد أرسَل على صاحبِك صاعقةً فأحرَقَتْه. فنزلَتْ هذه الآيةُ{ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}).

 رواية ابن عبّاس رضي الله عنه

 ما رواه ابن عباس- رضي الله عنه- أنّ الآية السابق ذكرها ، والتي قبلها نزلت في عامر بن الطفيل ، وأربد بن ربيعة ، وذلك أنّهما أقبلا يريدان رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- ، فقال رجل من أصحابه يا رسول الله ، هذا عامر بن الطفيل قد أقبل نحوك ، فقال" دعه فإن يرد الله به خيرا يهده" ، فأقبل حتى قام عليه ، فقال يا محمد ، ما لي إن أسلمت ؟ قال" لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم" ، قال تجعل لي الأمر من بعدك ؟ قال" لا ليس ذلك إلي ، إنّما ذلك إلى الله يجعله حيث يشاء" ، قال فتجعلني على الوبر ، وأنت على المدر ، قال" لا" ، قال فماذا تجعل لي ؟ قال" أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها" ، قال أوليس ذلك إلى اليوم ؟ وكان أوصى إلى أربد بن ربيعة إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف ، فجعل يخاصم رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- ويراجعه ، فدار أربد خلف رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- ليضربه ، فاخترط من سيفه شبراً ، ثمّ حبسه الله تعالى فلم يقدر على سلّه ، وجعل عامر يومئ إليه ، فالتفت رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- فرأى أربد وما يصنع بسيفه ، فقال" اللهم اكفنيهما بما شئت" ، فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته ، وولّى عامر هارباً ، وقال يا محمد ، دعوت ربك فقتل أربد ، والله لأملأنها عليك خيلاً جرداً ، وفتياناً مرداً ، فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-" يمنعك الله تعالى من ذلك وأبناء قيلة" ؛ ويقصد بهم الأوس والخزرج ، فنزل عامر بيت امرأة سلولية ، فلمّا أصبح ضم عليه سلاحه ، فخرج وهو يقول واللات والعزى لئن أصحر محمد إلي وصاحبه ؛ يعني ملك الموت لأنفذنهما برمحي ، فلمّا رأى الله تعالى ذلك منه ؛ أرسل ملكاً فلطمه بجناحيه ، فأذراه في التراب ، وخرجت على ركبته غدة في الوقت عظيمة كغدة البعير ، فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول غدة كغدة البعير ، وموت في بيت السلولية ، ثمّ مات على ظهر فرسه ، فأنزل الله- تعالى- فيه{ سَواءٌ مِنكُم مَن أَسَرَّ القَولَ وَمَن جَهَرَ بِهِ} ، حتى وصل قول الله تعالى{ وَما دُعاءُ الكافِرينَ إِلّا في ضَلالٍ}.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

154

followers

17

followings

1

مقالات مشابة