سبب نزول سورة الكهف
سبب نزول سورة الكهف
سورة الكهف سورة عظيمة ، وهي سورة مكية ، واحتوت على الكثير من الدروس والعبر ، وذكر العلماء في سبب نزول سورة الكهف عدّة أسباب نزول لبعض آياتها ، وفيما يأتي ذكر ذلك :
سبب نزول الآية 23
جاء في سبب نزول قول الله- تعالى-( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا) ، أنّ رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- حلف على يمين أن يفعله ، ومضى بعد ذلك أربعون ليلة ، فأنزل الله- تعالى- هذه الآية.
سبب نزول الآية 28
سبب نزول قول الله- تعالى-( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) ، أنّ طائفة من المؤلفة قلوبهم ؛ وهم عيينة بن حصين ، والأقرع بن حابس وغيرهم ، جاؤوا إلى رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم-.
وطلبوا إليه أن يُبعد الفقراء من المجلس ؛ ويقصدون الفقراء من المسلمين أمثال أبي ذر ، وسلمان الفارسي ، لكي يجلسوا معه في مجلسه ، ويستمعوا إليه ، فأنزل الله- تعالى- على نبيه هذه الآية ، فذهب بعدها رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- إليهم فوجدهم في المسجد يجلسون لذكر الله- تعالى- ، فحمد الله أنّه جعله معهم.
وقيل إنّ سبب نزولها هو عيينة بن حصين الفزاري ؛ وذلك عندما جاء إلى رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- ووجد عنده جماعة من فقراء الصحابة ، ومنهم سلمان الفارسي الذي كان يرتدي ثياباً رثة.
وقال عيينة للنبي- صلَّى الله عليه وسلَّم-" أما يؤذيك ريح هؤلاء ، ونحن سادات مضر وأشرافها ، فإن أسلمنا أسلم الناس ، وما يمنعنا من اتباعك إلا هؤلاء ، فنحهم حتى نتبعك ، أو اجعل لهم مجلسا ، ولنا مجلسا" ، فأنزل الله- تعالى- هذه الآية.
سبب نزول الآية 32
جاء في سبب نزول قوله- تعالى-( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا) ، أنّها نزلت لتضرب مثلاً لرجلين من مكة ؛ وهما أخوان من بني مخزوم.
كان واحد منهما مسلم وهو أبو سلمة بن عبد الأسد ، وأخوه الذي كان كافراً وهو الأسود بن عبد الأسد ، لتشابه قصتهما مع رجلين من بني إسرائيل ، وقال ابن عباس- رضي الله عنه-" المؤمن منهما يهوذا والكافر قطروس".
سبب نزول الآية 109
جاء في سبب نزول قوله- تعال- ى( قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا) ، أن اليهود سألوا النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- عن الروح ؛ فنزل قوله- تعالى-( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) ، فقال اليهود" أوتينا علماً كثيراً ، أوتينا التوراة ، ومن أوتي التوراة ، فقد أوتي خيراً كثيراً" ؛ فأنزل الله هذه الآية.
سبب نزول الآية 110
جاء في سبب نزول قوله- تعالى-( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) ، أنها نزلت في المشركين الذي اتخذوا مع الله إلهاً غيره ، وقيل إنّها نزلت في جندب بن زهير ؛ حيث كان يقوم بالعمل الصالح من زكاة وصيام ؛ لتذكره الناس بخير ، فزاد في عمله ليسمع المديح من الناس ، وكان لا يريد به وجه الله- تعالى- ؛ فأنزل الله- تعالى- هذه الآية.