سبب تسمية سورة العنكبوت

سبب تسمية سورة العنكبوت

0 المراجعات

سبب تسمية سورة العنكبوت 

سُمِّيت سورة العنكبوت بهذا الاسم ؛ بسبب ذكر اسم العنكبوت فيها في قوله- تعالى-( الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا) ، فالعنكبوت حشرة غيرمُستحبَّة ، تتخذ بيوتها في أيِّ مكان تجده مناسب ، سواء أغصان الأشجار أو زوايا الجدران ، ويُعدُّ بيتها من أكثر البيوت هشاشة ؛ فهذا سببٌ لسرعان هدم بيتها ، ويشتهر بيت العنكبوت بالضعف ، وعندما سمع المشركون اسم سورة العنكبوت ، استهزؤوا بها وبالنبي- صلى الله عليه وسلم- ، فأنزل الله- عزَّوجلَّ-( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) ، واشتهرت هذه السورة بهذا الاسم من عهد رسول الله- عليه الصلاة والسلام-.

التعريف بسورة العنكبوت 

سورة العنكبوت هي سورة مكيّة نزلت عام الهجرة أي في أواخر العهد المكِّي ، وعدد آيات سورة العنكبوت تسع وستون أية ، تأتي سورة العنكبوت في القرآن الكريم بين سورتي القصص والروم ، وترتيبها في القرآن التاسعة والعشرون ، وهي من أواخر السور المكيَّة ، فلم ينزل بعدها في مكة إلّا سورة المطففين ، وهي السّورة الأولى من المجموعة الأولى من قسم المثاني ، وقد قيل أنَّ سورة العنكبوت منها المكّيُّ ومنها المدنيُّ ، فقيل إنَّ أوَّل عشر آيات منها مكيّة ، ثم نزل بعدها سورة المطففين وهي مكيّة ، ومن بعدها تمت سورة العنكبوت في مكة والمدينة. 

أسباب نزول سورة العنكبوت

 من أسباب نزول سورة العنكبوت ما يأتي:

 نزلت في يوم بدر لمَّا قُتِل مهجع مولى عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- ، وكان عبداً عند عمر ، فأعتقه عمر- رضي الله تبارك وتعالى عنه- ، أو كان أبوه عبداً وأعتقه عمر- رضي الله تبارك وتعالى عنه- ، فكان له الولاء عليه ، وكان الرجل أوّلُ قتيلٍ من المسلمين في يوم بدر ، رماه رجل من الكفار اسمه عامر بن الحضرمي فقتله ، فذكر النبي- صلى الله عليه وسلم- أنَّه من الشهداء ، ولكن أبوه وامرأته جزعا عليه جزعاً شديداً ، فنزلت الآية تطمئنهم وتقول( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ).

 وقيل إنّ أناساً من المؤمنين كانوا في مكّة ، عندما خرج النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى الحديبية في السنة السادسة ، راسلَ هؤلاء المؤمنين ، وأمرهم أن يخرجوا ، فخرج بعضهم ، فإذا بالمشركين يَردُّونهم ويقتلون بعضهم ، فنزلت الآية تُثبتهم وتُطمئنهم ، وأنَّه لا بُدَّ من البلاء ، فيَبتلي الله الإنسان المؤمن حتى يُثبِّتَ إيمانه ، يقول الله- سبحانه-( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ).

موضوعات سورة العنكبوت

 ومن موضوعات سورة العنكبوت ما يأتي:

 جاء في هذه السورة تثبيت للمؤمنين ، وأنَّه مهما أصابتهم الفتن ، ومهما أصابهم البلاء ، فلهم الجنَّة جزاء صبرهم.

 تبدأ بعد الحروف المقطّعة بالحديث عن الإيمان والفتنة ، وعن تكاليف الإيمان الحقيقية التي تكشف عن معدن الإنسان ، فليس الإيمان بالكلمة التي تُقال باللسان ، إنَّما هو صبرٌ على المكاره ، والصبر واجب وهو عين الإيمان ، وهذا هو محور السورة وموضوعها.

 أمرت بمنافاة المشركين والبعد عنهم ، والتبرؤ من هؤلاء المشركين حتى ولو كانوا من الأقرباء.

 أمرت بترك الجدل إلّا بالحسنى.

 ذِكْرت الامتحان ، ورجاء لقاء الله ، والجهاد ، والعمل الصالح ، وبرُّ الوالدين ، والصبر على الأذى ، وعدم الخضوع لتأثيرات الكافرين.

 فصّلت في الطريق لتحقيق الإيمان الصادق ، وتحقيق التقوى فذكرت تلاوة القرآن ، وإقامة الصلاة ، والذكر ، والعمل الصالح ، والصبر ، والتوكل ، والمجاهدة ، والإحسان.

 أقامت الحجّة على أنّ هذا القرآن من عند الله عزَّ وجلَّ. 

بيَّنت نِعَم الله- سبحانه وتعالى- وما اقتضته في ميزان الأعمال يوم القيامة. 

بينت جزاء المُبتلى ؛ فيُكفَّر الله عنه من سيئاته بهذا البلاء ، ويُرفع له درجاته بهذا البلاء ، ويجعله كالأنبياء ، فليتأسَّ بالأنبياء والصالحين ، وليصبر على ذلك ، وينتظر الفرج من الله.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

154

followers

17

followings

1

مقالات مشابة